نصب الشهيد الأثري في العراق

اقرأ في هذا المقال


“Al-shaheed Monument” ويطلق عليه “صرح الشهيد” ويعتبر إحدى أهم المعالم الأثرية في العراق، حيث يعتبر واحداً من عدداً من مشاريع الأشغال العامة للراحل صدام حسين؛ لتجميل مدينة بغداد في الثمانينيات.

تاريخ بناء نصب الشهيد

تم تشييد نصب الشهيد بين عامي 1981 و1983م في ذروة الحرب العراقية الإيرانية، حيث جاءت الفكرة لتمجيد الشهيد الذي يعتبر مانحاً أكثر من آخذ، حيث أكدت فكرة بناء هذا النصب على أن الشهداء ليسوا ضحايا حرب، بل أحياءً إلى الأبد، واستشهادهم سبب استمرار الحياة على هذه الأرض.

وتم بناء هذا المعلم على يد النحات العراقي الشهير إسماعيل فتح الترك والمهندس المعماري سمان كمال الذي حضر دروس الترك في النحت والسيراميك في جامعة بغداد عام 1969م، حيث يتكون من قبةٍ على زمن العباسيين ومزينةً ببلاطٍ ملوَنٍ رائع، حيث تم استخدام القبة كإطارٍ غني لمقابر الأشخاص ذوي الإيمان المتميز أو المكانة العامة، وقُسمت القبة إلى نصفين؛ لترمز إلى فعل الاستشهاد وكشف عنصرين رمزيين هما: تمثال جسد شهيد ملفوف بالعلم العراقي، والينبوع المستمر لـ “بركة الشلال” التي ترمز إلى “عطاء” الشهداء “التي تتدفق إلى تحت الأرض.

وعلى الرغم من أن شكل النصب كان عراقياً في الأصل والتطور، إلا أن الشركة الدولية “Ove Arup & Partners” التي اشتهرت من بين مشاريع أخرى بعملهم في دار الأوبرا في سيدني، هي التي ابتكرت إطار الفولاذ المجلفن الذي يدعم هذا النصب التذكاري، حيث يتم صب السطح الخارجي للبلاط المزجج في الخرسانة المسلحة بألياف الكربون، مما يزيد من تعزيز الهيكل بين البحيرة الاصطناعية والجزيرة الاصطناعية والمعالم الضخمة في وسطها، وكلف هذا المشروع العراق حوالي 250 مليون دولار قبل افتتاحه في عام 1983.

السياحة في نصب الشهيد

يقع نصب الشهيد في بغداد شمال نهر دجلة على بعد 4.5 كيلومترات من ساحة التحرير، حيث ينضح هذا الهيكل الرشيق بجمالٍ يناقض اضطرابات ولادته، حيث كانت الحرب التي مثلتها في الأصل تدور حول جشع ديكتاتور انتهى بخسائرٍ لا داعي لها في أرواحٍ لا حصر لها من كلا الجانبين.

وتم بناء هذا النصب التذكاري بتكلفةٍ كبيرة خلال هذه الحرب العبثية، ويرى الكثيرون أنها قطعةً أثرية مزعجة تمثل قاعدة طاغية، لكن من الصعب إنكار أنها قطعة معمارية مذهلة تجذب الكثير من السياح، ويقع تحت النصب متحفاً ومكتبة ومعرض وقاعة محاضرات ومرافق أخرى، حيث تضم المناطق المحيطة حدائقاً وملاعباً وممرات وجسور، وبحيرة مركزية من صنع الإنسان تحيط بالمجمع.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: