هضبة بالاتين في إيطاليا

اقرأ في هذا المقال


هضبة بالاتين:

هي من أقدم الأماكن التاريخية في روما ومن المعالم الأثرية في إيطاليا، كانت مركزاً لتأسيس مدينة روما في القرن الثامن قبل الميلاد، هضبة بالاتين في روما هي الهضبة الوسطى من هضاب روما السبعة الشهيرة وتحمل مكاناً هاماً في تاريخ المدينة الخالدة، كما تعدّ إحدى أقدم أجزاء مدينة روما القديمة وتحتوي هذه الهضبة على العديد من بقايا دور العبادة والقصور التي كانت سكناً للإمبراطور آنذاك، مثل قصر أغسطس الذي لا زال يحافظ على هيكله بين القصور الأخرى.

تاريخ هضبة بالاتين:

تم العثور على مقابر وحصون وأكواخ يعود تاريخها للعصر الحديدي وتم التعرف على الثقافة والحياة التي كانت سائدة في ذلك الوقت، الإضافة إلى أن هضبة بالاتين كانت مقر لممارسة الشعائر الدينية وأرضاً خصبةً ممّا جعلها هضبة تُعبر عن القوّة والجمال الطبيعي، ويقع على أراضي الهضبة متحف بالاتين الذي يحتوي على العديد من مُقتنيات مقابر العصر الحديدي، كما يضم أعمالاً فنية تم الحصول عليها من المباني الإمبراطورية. هضبة بالاتين هي من هضاب روما السبع الشهيرة، وتحمل رمزاً في تاريخ المدينة الخالدة الرومانية. تعدّ من أقدم مدن روما القديمة حيث توجد في أعلى المنتدى الروماني، وتطل على ميدان سيرك ماكسيموس الأثري لسباقات عربات الخيل، وأيضاً تطل على الكولوسيوم. وتثبت أدلة الحفريات الأثرية على أن الهضبة كانت مأهولة منذ فترة طويلة تعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد.

هضبة بالاتين المكان المناسب للعيش في العصر الجمهوري في روما، وذلك بسبب المنظر الرائع المميز الذي تحظى به على ارتفاع حوالي ٧٠ متراً. بالإضافة إلى الاعتقاد السائد أن الهواء كان أنظف فوق الهضبة وأولئك الذين يعيشون هناك كانوا أقل عرضة للإصابة بالأمراض من الطبقة العاملة. وكان أغسطس ومارك أنتوني يملكون منازل على الهضبة. وفي وقت لاحق بنى العديد من الأباطرة القصور الخاصة بهم و ثم بنيت العديد من الكنائس والدير في العصور الوسطى. وتلك الكنائس والدير والقصور كانت مملوكة في وقت لاحق من قبل الكاردينال أليساندرو فارنيزي الذي قام بتشييد الحديقة المزخرفة.

الحفريات والأثار:

منذ منتصف القرن الثامن إلى أواخر القرن الثامن تم عمل حفريات أثرية من سيرك ماكسيموس إلى هضبة بالاتين حيث تم اكتشاف مستوطنة من العصر البرونزي وسميت من قبل علماء الأثار اسم البيت البلاطي. في الطرف الجنوبي من هضبة بالاتين على الحدود مع سيرك ماكسيموس، هي بقايا قصر سيبتيموس سيفيروس، وهو الإمبراطور الروماني بين عام ١٩٣ و ٢١١م. إلى الشمال مباشرة من سيبتيموس سيفيروس ستجدون الملعب، اذ أنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه المنطقة في الواقع ملعب عام أو خاص التي تم استخدامها على أنها حديقة الإمبراطورية الخاصة. وقد بني الملعب مع قصر دوميتيان التي شكلت قلب هضبة بالاتين لمدة ثلاثة قرون، والقصر بُني في عام ٨١ م والذي لقب بأكبر قصر في مدينة روما. أما في شمال الغرب ستجدون دوموس فلافيا بيت ليفيا وهو من أفضل بيوت في هضبة بالاتين، ويعود المنزل إلى القرن ٨ قبل الميلاد وكان منزل الإمبراطور أغسطس وزوجته ليفيا.

وجد ما تبقى من قصر طبريا الذي تم بناءه في القرن الأول الميلادي في شمال غرب الهضبة حيث قام الكاردينا ل أليساندرو فارنيزي بملئ بقايا البناء إلى حديقة، وتعتبر واحدة من الحدائق النباتية الأولى في أوروبا، وتضم العديد من النباتات النادرة. هضبة بالاتين هي أكثر هضاب روما السبعة توسطاً، وواحدة من أقدم الأجزاء في المدينة. و تطل على الساحة الرومانية، وهي منطقة تضم أثارا و مشاهد رائعة. هذا هو المكان الذي قامت فيه الذئبة الأسطورية بتربية رومولوس و ريموس، وحينما كبرا تورط رومولوس في مشاجرة مع ريموس وقتله. وبعد ذلك واصل طريقه ليجد مدينة روما التي سُميت باسمه.

وكانت هضبة بالاتين من أرقي أحياء روما، حيث عاش فيها الأرستقراطيين، وقام الأباطرة المتعاقبين ببناء القصور الفخمة على نحو متزايد. و في نهاية المطاف أصبحت في حالة سيئة و بنيت فوقها الكنائس والقلاع في العصور الوسطى. أما خلال عصر النهضة فأقامت العائلات الثرية الحدائق عليها. عند وصولنا إلى هضبة البلاتين روما تمتعنا بإطلالة بانورامية رائعة الجمال، إذ استطعنا مشاهدة ميدان المنتدى الروماني بالإضافة لمبنى الكولوسيوم من جهة وسيرك ماكسيموس وهضبة أفنتين من الجهة الثانية لنأخذ من موقعنا هذا أجمل الصور التذكارية من أعلى هضاب الإمبراطورية الرومانية.

أثبتت البحوث الأثرية والدراسات العديدة أن الهضبة كانت مأهولة منذ القرن العاشر قبل الميلاد ممّا زاد من منحها الكثير من الأهمية في تاريخ المدينة لما تحتويه من كنوز وأماكن أثرية هامة في العاصمة الإيطالية. وقد استمتعنا بشكل كبير في هضبة البلاتين في روما إحدى أجزاء الإمبراطورية الرومانية، بالإضافة إلى وجودها على ارتفاع 40 متراً فوق المنتدى الروماني أحد أهم المعالم الموجودة في العاصمة الإيطالية.


شارك المقالة: