أسباب فقدان الماء والأملاح في عملية التدريب في ظروف مناخية حارة

اقرأ في هذا المقال


عند ممارسة اللاعب الأنشطة الرياضية في الظروف المناخية الحارة، فإن اللاعب سوف يفقد العديد من السوائل والأملاح بسبب أدائه للمهارات في أجواء حارة.

أسباب فقدان الماء والأملاح في عملية التدريب في ظروف مناخية حارة

أثناء الأيام التدريبية المتواصلة وخاصة في ظروف مناخية حارة، يفقد الرياضي مع العرق كمية كبيرة من الماء التي يصاحبها خروج كمية كبيرة من الأملاح من الجسم، فمثلاً يفقد راكض الماراثون خلال يوم تدريبي وفي ظروف مناخية حارة كمية من الماء يمكن أن تصل إلى 9 لتر، ولذلك فإن عدم التعويض عن هذه الكمية المفقودة من الماء يمكن أن يؤدي إلى خرق جدي في التوازن المائي بصورة عامة، والملحي بصورة خاصة مع انخفاض في كفاءة الأداء.

ولذلك ينبغي على الرياضي أن يحرص على شرب كمية كبيرة من السوائل في أيام التدريب في الظروف المناخية، أو بعدها للتعويض قبل كل شيء عن كمية السوائل المفقودة، وفي الظروف المناخية وخاصة عند الرياضي الذي يتأقلم يكون الإحساس الذاتي بالعطش أقل مما عليه، ولذلك فإن حجم ماء الشرب في الأيام الأوائل من التدريب يكون أكبر مما يحدده الإحساس بالعطش، ويمكن أن تكون محدودة من الماء كرقابة لحاجة الجسم من خلال وزن الرياضي قبل وحدات التدريب وبعدها.

كما أن تناول بكميات قليلة زائدة لا تؤثر سلباً على كفاءة الأداء الرياضي؛ وذلك لأنه الماء الفائض يسهل خروجه من خلال الكليتين، كما يترتب الأخذ بعين الاعتبار أن تناول ماء زائد يمكن أن يقود إلى هبوط في كمية الدم للسوائل الأخرى في الجسم، ويؤدي هذا بدوره إلى بعض الأعراض غير المرغوب بها، بما في ذلك التشنج ولذلك فإن شرب الماء في فواصل ما بين التدريب يجب أن تكون بكميات كبيرة ولكن بمرات عديدة.

ومع أن هناك بعض الآليات التي تبدأ بالأشغال في عملية تنفيذ النشاط البدني، ونتيجة التدريب اليومي المستمر في الظروف المناخية الحارة يمكن أن يكون هناك فقدان كبير في الأملاح، وإذا كان معدل كمية العرق التي يفقدها الجسم خلال يوم واحد يساوي 3 لتر، فإن تعويض الأملاح بالكامل يمكن تعويضها من خلال تناول وجبة طعام عادية.

كما أن اللاعب سيتناول بعض الكميات الإضافية في الأملاح مع السوائل التعويضية، كالمياه مثلاً التي يمكن أن تحتوي على كمية ضئيلة من الأملاح الطبيعية الأساسية حوالي 200 ملغم من الصوديوم ومثلها في البوتاسيوم في اللتر الواحد من المحلول، أو لا تحتوي عليها إطلاقاً ويمكن أن تبرز في حالات فقدان العرق اليومي افتقار لنظام يحتوي على تناول الأملاح على أساس أن لكل 4 ألتار من العرق تتطلب كمية من الأملاح تتراوح قيمتها بين 3_ 4 غرام في اليوم الواحد.

وإذا كانت كمية العرق تساوي 5 ألتار ستصبح كمية الأملاح 10 غرامات، وعند ارتفاع العرق إلى 6 ألتار فستكون كمية الأملاح 15 غراماً، وفي هذه الحالة لا بد من تناول الحبوب المحلية بصورة إلزامية مع كمية كافية للسائل التعويضي، ومن الممكن بعد تدريب مكثف لبضعة أيام في ظروف مناخية حارة ملاحظة نقص أيونات البوتاسيوم في الجسم، وأن النتيجة المحتملة لهذا النقص ستمثل انخفاض كفاءة أداء الهيكل العضلي والقلب وتقلص نواتج العرق وزيادة فقدان الماء والصوديوم مع البول.

وكذلك خرق إعادة تخليق الجليكوجين في العضلات بعد تنفيذ العمل العضلي، ولذلك ينبغي أن تشمل الوجبة الغذائية أثناء التدريب المكثف في ظروف مناخية حارة على كميات كافية من البوتاسيوم، وإضافة لذلك فإن عملية تناول المواد التي تضم البوتاسيوم الذي يذوب بسهولة ويمتص في المعدة بسرعة محفوفة بالمخاطر؛ وذلك لأنه يمكن أن تعمل على تعزيز طرح بوتاسيوم الدم.

معدل التعرق وفقدان الصوديوم أثناء العمل في الحرارة

خلال فترات العمل الطويلة في الظروف المناخية الحارة، يؤدي الحفاظ على معدلات العرق المرتفعة إلى الجفاف التدريجي، والذي قد يكون مصحوبًا بضعف في الأداء العقلي والبدني، كما يضعف الجفاف القدرة على العمل وقد يشكل خطراً جسيماً على الصحة، ولذلك فإن تناول السوائل خلال فترة العمل لتعويض فقدان العرق أمر حتمي، ومع ذلك غالبًا ما يتم التغاضي عن الحاجة إلى استبدال الصوديوم، ويرجع ذلك أساسًا إلى قلة المعلومات المتعلقة بفقدان العرق من الصوديوم بمرور الوقت.

كما تحتوي المشروبات الرياضية على تركيزات متفاوتة من الجلوكوز والصوديوم، وتتراوح من مفرط التوتر إلى منخفض التوتر فيما يتعلق بالبلازما، ويضاف الصوديوم لبعض المشروبات بغرض تعويض فقدان ملح العرق وللمساعدة في نقل الجلوكوز عبر جدار الأمعاء، ويضاف الجلوكوز إلى المشروبات؛ من أجل الحفاظ على مستويات السكر في الدم (تجنب الإرهاق) خلال فترة العمل، وبالتالي فإن استهلاك هذه المشروبات قد يؤدي إلى استهلاك الكثير من الصوديوم.

من ناحية أخرى إذا تم استبدال فقدان العرق بالماء العادي، فقد يحدث تخفيف للبلازما لدرجة أن الشخص يعاني من ضعف في صوديوم الدم، كما يترتب أثناء فترات الراحة العمل على تناول الوجبات للسماح بتناول الملح والجلوكوز من الطعام الصلب لتعويض فقدان العرق لأن جميع الأطعمة تقريبًا تحتوي على بعض الصوديوم، نظرًا لأن فقدان العرق يمكن أن يصل إلى 10-12 لترًا في اليوم والعرق يحتوي على الصوديوم.

يعد توازن الماء أمرًا بالغ الأهمية لوظيفة جميع الأعضاء وفي الواقع للحفاظ على الصحة بشكل عام، ويوفر الماء وسيطًا للتفاعلات الكيميائية الحيوية داخل أنسجة الخلايا، وهو ضروري للحفاظ على حجم دم كافي وبالتالي سلامة نظام القلب والأوعية الدموية، وتوفر قدرة الجسم على إعادة توزيع الماء داخل حجرات السوائل الخاصة به خزانًا لتقليل آثار نقص المياه، وتؤدي التمارين البدنية والضغط الحراري إلى حدوث اختلالات في توازن السوائل والتي تحتاج إلى تصحيح من أجل العودة إلى ممارسة الأنشطة بالشكل الطبيعي.

وبشكل عام يصاب الأشخاص بالجفاف أثناء ممارسة الرياضة في الحرارة؛ بسبب عدم توفر السوائل أو عدم التوافق بين العطش ومتطلبات الماء، في هذه الحالات يحصل اللاعب على كمية كافية من الماء في بداية التمرين ولكنه يعاني من نقص السوائل (نقص ماء الجسم) على مدى فترة طويلة، والأشخاص الذين يعانون من نقص الماء والذين يمارسون الرياضة في الحرارة سيتعرضون لآثار ضارة كبيرة.

كما يزيد نقص الماء من الإجهاد الفسيولوجي ويقلل من أداء التمرين، وينفي مزايا التنظيم الحراري التي تمنحها اللياقة الهوائية العالية والتأقلم مع الحرارة في حال تم إجراء تمرين شاق من قبل أشخاص يعانون من نقص الماء فإن العواقب الطبية يمكن أن تكون مدمرة.


شارك المقالة: