أهمية مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في الأنشطة الرياضية

اقرأ في هذا المقال


هناك عوامل وأمور معينة يترتب على المدرب اتباعها أثناء العمل على تدريب الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ وذلك لأنهم يحتاجون إلى أساليب معينة أثناء التدريس.

أهمية مشاركة المعاقين في الأنشطة الرياضية

أصبحت الرياضات والأنشطة الترفيهية ذات الإعاقة بشكل متزايد أداة قوية للتغيير الإيجابي في مجتمعنا وهناك المزيد من الخيارات المتاحة، تمامًا مثل خدمات الإعاقة الأخرى، حيث تمثل الرياضة والاستجمام فرصة لجميع الأشخاص ليس فقط لتحسين صحتهم البدنية، ولكن أيضًا للرفاهية العقلية مما يوفر فوائد صحية فورية.

كما تساعد الأنشطة الرياضية والترفيهية على خلق بيئة اجتماعية إيجابية وشاملة، حيث يمكن تعزيز المهارات الاجتماعية والحياتية الحيوية وتقويتها، كما يمكن أن تساعد هذه الأنشطة الأشخاص من جميع القدرات على الخروج والتجول في المجتمع وخلق نظرة إيجابية ورفاهية.

كما تتمتع الرياضة والترفيه بقدرة نادرة على تجاوز الحواجز الاجتماعية واللغوية والثقافية، وذلك بفضل شعبيتها العالمية وقدرتها على جذب الأشخاص من خلفيات مختلفة معًا، وتعد رياضات الإعاقة والاستجمام أداة رائعة لتعزيز دمج ورفاهية الأشخاص من جميع القدرات، كما أن هناك أنشطة رياضية وترفيهية يتم تنسيقها من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يسعون للتمتع بالمزايا الاجتماعية، ومن خلال هذه الأنشطة المنظمة يمكن لأعضاء المجتمع مقابلة أصدقاء لهم تجارب حياتية مماثلة وإنشاء شبكة اجتماعية إيجابية.

كما تتمحور الأنشطة الرياضية والترفيهية بشكل أساسي حول تحديد الأهداف والعمل على تحقيقها وتحقيقها، ومن خلال تحديد الأهداف يمكن أن تصبح رياضة الإعاقة والاستجمام أداة لتعزيز الثقة وتحسين احترام الذات، كما أن العمل على تحديد الهدف هو أسلوب تحفيزي فعال للغاية وعند استخدامه بشكل صحيح، ويمكن أن يكون مهارة تمكينيه للحياة ويمنح تحديد الهدف الفرد إحساسًا بالتقدم من خلال إنشاء إطار عمل يمكن تحقيقه خطوة بخطوة لتحقيق النجاح.

الأمور الإيجابية التي تعود على الرياضي ذوي الاحتياجات الخاصة عند إنجاز أهدافة

وعندما تتحقق الأهداف بنجاح يشعر المرء بإحساس هائل بالإنجاز والفخر؛ مما يعزز الثقة بالنفس، ومن خلال معرفة تحديد الأهداف من المرجح أن تنجح الأهداف والمهام في مكان العمل أو غيرها من التحفيز المتزايد والثقة المتجددة، كما أن الرياضة والاستجمام للإعاقة ولكن أيضًا في البيئات الاجتماعية وأماكن العمل، ومن خلال فهم الفروق الدقيقة في كيفية التواصل والتنسيق مع بعضنا البعض يصبح الوصول إلى هدف مشترك إنجازًا يمكن تحقيقه.

تعتبر الرياضات الجماعية مثل كرة القدم وكرة السلة مثالية لتطوير سمات ومهارات القيادة، وعندما يكون  اللاعب جزءًا من فريق سواء أكان يتدرب أو يفوز أو يخسر، كما يميل الأشخاص المشاركون في الرياضات الخاصة بالإعاقة والاستجمام بشكل طبيعي إلى تبني عقلية الفريق في المواقف الاجتماعية ومكان العمل، حيث تؤدي عقلية الفريق إلى صفات قيادية قوية بمرور الوقت، ويمكن بعد ذلك تطبيق هذه المهارات في الحياة اليومية.

كما أنه لن يفوز أي فريق بنسبة 100% من الوقت، ويعد التعامل مع الأداء الضعيف أو الخسارة والتعلم من أخطائك والمحاولة مرة أخرى جزءًا من الممارسة، كما يعد فهم كيفية التحسين والتغلب على الانتكاسات من أهم المهارات التي يمكن اكتسابها من المشاركة في رياضات الإعاقة والترفيه، ويترتب على المدرب العمل على تعليم الجميع مدى أهمية النوم لرفاهيته العامة، ويمكن أن تساعد المشاركة في الرياضة والترفيه بانتظام على تحسين نوعية النوم.

من الواضح أن التمرين يسبب قدرًا كبيرًا من التعب الجسدي ولكن يمكن أن يكون أيضًا متطلبًا عقليًا، وغالبًا ما تتطلب الرياضة والاستجمام مستوى عالي من التركيز والتفكير النقدي واتخاذ القرارات السريعة التي يمكن أن تكون مرهقة عقليًا، كما يزيد النشاط البدني الشاق من الوقت الذي يقضيه في النوم العميق، وهو أكثر مراحل النوم تعافيًا جسديًا، كما يساعد النوم العميق على دعم صحة القلب وتعزيز وظائف المناعة والتحكم في التوتر والقلق.

كما أن التمرين التمرين هو أيضًا علاج طبيعي ممتاز للتعامل مع التوتر، حيث يقلل النشاط البدني من مستويات هرمونات التوتر في الجسم ويطلق مادة الأندروفين، وهي تعد المادة الكيميائية السعيدة في الجسم، كما يمكن للرياضة والترفيه أن تعزز بشكل كبير حياة الأشخاص في المجتمع الذين يعانون من إعاقة من خلال تحسين الصحة البدنية والرفاهية العقلية، كما أنها أيضًا منصة ممتازة للعمل على المهارات الحياتية والاجتماعية المهمة.

وعندما يتعلق الأمر بالعثور على الرياضة المناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة وأنشطة الاستجمام، ويمكن مساعدة اللاعب من قبل المدرب في الحصول على الدعم المناسب الذي يحتاجه؛ وذلك للمشاركة في الرياضة أو النشاط الترفيهي الذي اختاره.

كما أنه وإذا ما كان اللاعب يجيد أحد أنواع الرياضة ما قبل الرياضة، فإنه قد يمارسها بعدها يتغلب بها على ما استجد له من إعاقة، كما أنه قد يحصل و إلى حد ما قدرته على ممارسة هذا النوع من الرياضة في مسابقاته سواء كان ذلك مع المعاقين أو مع الرياضيين العاديين، ومن أمثلة ما سبق المعاقون ببتر الأطراف  ففي مسابقات السباحة يكون اللاعبين يمارسونها بسهولة خاصة في حالات الإعاقة ببتر فوق أو تحت الركبة سواء كان ذلك في مسابقات السباحة القصيرة أو الطويلة.
وكذلك في منافسات الغطس من السلم المتحرك في حالة بتر أحد الأطراف العلى أو السفلى، كما نشاهد ذلك في أدائهم لرياضة التزحلق على الجليد في بلدان مثل النمسا وفنلندا وفرنسا وألمانيا، ولكن بشرط تمكنهم من هذه الرياضة قبل الإصابة فيستطيعون الاستفادة من المهارة اللازمة للأداء بعد البتر، وما سبق ينطبق أيضا على ممارسة رياضة الجولف و الفروسية مع بتر الأطراف السفلى أو بعد الإصابة بشلل الأطفال.
كما يجب الاهتمام في رياضة المشي للمكفوفين لاستعادة توازنهم الفسيولوجي الصحيح، مع فقد حاسة البصر، كما تطور الاهتمام العالمي بمنظمة رعاية المعاقين الرياضية، وتنظيم المسابقات بين أكبر عدد منهم من الاهتمام بنوادي المعاقين قد بدأ في ألمانيا في ندى الصم 1888 م، وقد مارسوا فيها أنواع مختلفة من الرياضة البدنية، وزاد الاهتمام برياضة المعاقين ببتر الأطراف والمكفوفين خلال وبعد الحرب العالمية الأولى.
وفى إنجلترا تم العمل على إنشاء نادى الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة عام 1922 م الذى نظم العديد من المسابقات الرياضية السنوية في مستشفى ستوك ماندفيل، وخاصة منافسات المصابين بالبتر والشلل بأنواع، كما تعلم الرياضيين المصابين في الأطراف العليا قيادة السيارات والرسم بالأطراف السفلى، ومع انتشار رياضة الاحتياجات الخاصة بعد الحرب العالمية الثانية في عدد كبير من الدول الأوربية، وبالإضافة لكندا والهند وإندونيسيا وكوريا واليابان ومصر والمملكة العربية السعودية والكويت ومعظم الدول العربية، ظهرت المنافسات الدولية المنظمة.

شارك المقالة: