التأُثيرات الفسيولوجية لتدريبات القوة العضلية

اقرأ في هذا المقال


يوجد تأثيرات فسيولوجية تحصل كنتيجة لتمرينات القوة العضلية، حيث أن هذه المؤثرات التي تحصل من الممكن أن تكون مؤقتة أو مستمرة.

التأثيرات الفسيولوجية لتدريبات القوة العضلية

1. التأثيرات المورفولوجية

تدريبات القوة العضلية ينتج عنها بعض المؤثرات المورفولوجية في جسم اللاعب، ومن أبرز التغيرات:

زيادة المقطع الفسيولوجي للعضلة

وتعرف هذه النقطة بأنها كافة كل ألياف العضلة الواحدة، ويعود سبب ارتفاع المقطع الفسيولوجي للعضلة إلى سببين، كما أن السبب الأول يعرف بارتفاع الألياف عن عددها الطبيعي، والعامل الثاني يعرف بتضخم حجم العضلة، كما أن نمو العضلة وارتفاع مقطعها الفسيولوجي يكون بسبب ارتفاع عدد الألياف بالعضلة الواحدة، كما أنه بالنسبة للأفراد الذين يمارسون رياضة رفع الأثقال وكمال الأجسام، كما أنه من الممكن أن يكون ارتفاع عدد الألياف يتحدد في كل عضلة ولا يتغير طول الحياة.

كما أن نمو العضلة يحصل من خلال ارتفاع محتوى الليفة العضلية من المكونات التالية، وهي ارتفاع حجم اللويفات العضلية، وارتفاع حجم المكونات الانقباضيه وبالأخص فتائل الميوسين، وارتفاع كثافة الشعيرات بكل ليفة عضلية، وارتفاع عدد الأنسجة في العضلات وزيادة قوة وقدرة الأنسجة الضامة والأوتار.

زيادة حجم الألياف العضلية السريعة

يرتفع حجم الألياف العضلية السريعة أكثر منه بالنسبة للألياف البطيئة عند حصول تأثيرات من تدريبات القوة العضلية، ويرتبط زيادة الحجم وفقاً لنوعية التدريب المستعملة في الموسم الرياضي، فكلما كانت كثافة التدريب مرتفعة مع عدد تكرارات أقل ارتفعت ضخامة الألياف العضلية، كما أن لاعبي الأثقال يتمتعون بضخامة الألياف العضلية السريعة بسبب تدريبات الشدة المرتفعة ذات التكرارات المنخفضة مثل لاعبي لاعبي رفع الأثقال.

وعلى العكس من ذلك فإنه بالنسبة للاعبي كمال الأجسام، حيث ترتفع لديهم كثافة الشعيرات الدموية، مما يعمل ذلك الشيء على السماح بالعضلة بالقدرة على الاستمرار في العمل العضلي لمدة طويلة، مع توفير ما يحتاجه من مواد الطاقة، كما أن فترات الراحة القليلة للأفراد الذين يمارسون رياضة رفع الأثقال مع الحرص على التخلص من حامض اللاكتيك المتراكم بالعضلات التي تعمل أثناء النشاط الرياضي.

زيادة حجم وقوة الأوتار والأربطة

تحصل زيادة في حجم وقوة الأوتار والأربطة تحت تأثير تدريبات القوة العضلية كنوع من التكيف؛ وذلك من أجل وقايتها من الضرر الواقع عليها نتيجة ارتفاع قوة وشدة التدريب، وهذا التغير يعمل على حماية الأربطة والأوتار من التمزقات التي تحصل أثناء ممارسة النشاط الرياضي كما أنه يوفر للعضلة بالعمل على إنتاج انقباض عضلي مرتفع.

2. التأثيرات الأنثربومترية

ينتج عن التأثيرات الأنثربومترية لتدريبات القوة العضلية في حصول بعض التغيرات في تركيب الجسم، وتتركز معظمها في مكونين أساسيين هما، كتلة الجسم من دون الدهون ووزن الدهون في الجسم، كما أن المكونان معاً يعنيان الوزن الكلي للاعب، كما يؤدي برنامج ارتفاع القوة إلى الارتفاع من وزن اللاعب من دون الدهون، والعمل على التخفيض من نسبة الدهون بالجسم، كما أنه من الممكن أن لا يحصل زيادة في الوزن الكلي الجسم.

3. التأثيرات البيو كيميائية

تتمثل هذه التغيرات في العمل على الزيادة من إنتاج القدرة اللاهوائية القدرة الهوائية ولكن بحجم أقل، ويؤثر ذلك على ارتفاع نشاط الأنزيمات الخاصة بإنتاج الطاقة، بالإضافة إلى ارتفاع كمية المصادر الكيميائية للطاقة، مثل ثلاثي الفوسفات والفسفوكرياتين (phosphocreatine)، كما أن التأثيرات البيو كيميائية تتمثل في:

زيادة مخزون العضلة من مصادر الطاقة الكيميائية

يرتفع مخزون العضلة من ATP و PC، وهي المصادر الكيميائية التي تعمل على توفير الطاقة بشكل سريع من دون الافتقار إلى وجود الأكسجين.

زيادة مخزون الجليكوجين

تتطلب الطاقة الهوائية واللاهوائية إلى العمل على تحطيم الجليكوجين لإنتاج الطاقة، كما أن تدريبات القوة العضلية تؤدي إلى ارتفاع مخزون العضلة من الجليكوجين.

زيادة نشاط الأنزيمات

تعمل الأنزيمات كعامل مهم لحصول التفاعلات الكيميائية الضرورية لإنتاج الطاقة، ومن دون نشاطها لا تحصل التفاعلات الكيميائية ولكل أنزيم مهمته الخاصة، ويرتفع نشاط هذه الأنزيمات عند العمل على أداء تدريبات القوة العضلية لكي تكون عاملاً أساسياً في تحرير الطاقة الضرورية لحصول الانقباض العضلي، كما أن ارتفاع عمل أنزيمات التي تختص بتوفير الطاقة اللاهوائية التي تخص المركبات الكيميائية، ومركبات إنتاج الطاقة اللاهوائية من خلال حامض اللاكتيك.

وهذه التغيرات تكون مرتبطة بشكل أساسي بنوعية التدريب وطبيعة تشكيل حمل التدريب من الشدة والحجم وفترات الراحة.

استجابة الهرمونات

ترتبط الهرمونات بجميع وظائف الجسم وتعمل على تنظيمها، كما أن هناك علاقة بين هرمون التستوستيرون وهرمون النمو بالتضخم العضلي والعمل على أداء القوة اللازمة لأداء النشاط الرياضي، كما أن هذه الزيادة تحصل بعد ممارسة تدريبات القوة العضلية وخاصة لدى الرجال، كما أن ذلك الشيء هو العامل الأساسي لوجود عنصر القوة لدى الشباب، كما يرتبط مدى نمو الأنسجة العضلية بهرمون النمو؛ وذلك لدوره المهم في العملية البنائية.

4. التأثيرات العصبية

تعد العوامل المرتبطة بالجهاز العصبي من أهم العوامل المرتبطة بنمو القوة، ومن الممكن أن يكون هذا السبب لارتفاع القوة العضلية بالرغم من عدم ارتفاع حجم العضلة، كما أنه من الممكن أن يحصل تطور كبير في الزيادة في حجم العضلات، ومن أهم هذه التأثيرات:

تحسين السيطرة العصبية على العضلة

ترتبط القوة التي تنتج عن الانقباض العضلي بعدد الوحدات المشاركة في الانقباض، كما أنه عند أداء تدريبات القوة ترتفع قوة الجهاز العصبي على مشاركة أكبر عدد من الوحدات الحركية في الانقباض العضلي، وبذلك الشيء ترتفع قوة العضلات كما أن مشاركة أكبر عدد من الوحدات الحركية لا يمكن أن يؤديه الجهاز العصبي، كما أن بعض الوحدات تكون دائماً بصفة احتياطية لا تعمل على المشاركة في الانقباض العضلي.

كما أنه ترتفع عدد اشتراك البعض من الوحدات الحركية وفقاً لزيادة قوة المثير للجهاز العصبي ولذلك الشيء ترتفع القوة العضلية الإرادية عند سماع طلق أو سماع صياح مفاجئ بصوت عالي.

زيادة تزامن توقيت عمل الوحدات الحركية

إن الوحدات الحركية تتنوع في قوة استجابات أليافها للانقباض العضلي، كما أنه لا يظهر التتابع في عملها في البداية عند أداء التدريب، فتقترب أزمنة استجابتها؛ وذلك من أجل أن تعمل معاً في توقيت واحد قدر المستطاع، ولهذا الشيء تأثير عالي على ارتفاع القوة العضلية.

تقليل العمليات الوقائية للانقباض

تعمل العضلة على وقاية نفسها من التعرض لمزيد من المقاومة أو الشد الذي يقع على عاتقها؛ نتيجة زيادة قوة الانقباض العضلي بمقدار لا تتحمله الأوتار والأربطة، وذلك من خلال رد فعل للعضلات من خلال الأعضاء التي تكون بالأوتار، مثل الأعضاء الوترية التي تعمل على التخفيض من استثارة الوحدات الحركية من أجل التقليل من قوة الانقباض العضلي، وذلك من أجل العمل على وقاية الأوتار والأربطة من التعرض للإصابات.

كما تظهر مقاومة الأعضاء الحسية بشكل أعلى لتقلل من مستوى القوة الناتجة عند استعمال كلا الطرفين معاً، حيث أن مقدار القوة الناتجة عن انقباض عضلات الرجلين معاً يكون أقل من مجموع القوة التي تنتج عن رجل واحدة، ووفقاً لذلك تم إطلاق مفهوم على هذا الفرق بمصطلح العجز الثنائي، والتدريب باستعمال كلا الطرفين يعمل على التقليل من هذا العجز.

كما أن تنفيذ مبدأ العجز الثنائي من الممكن أن يكون مفيداً لزيادة قوة الأطراف لدى اللاعبين في حالة الأنشطة التي تحتاج إلى أداء الأطراف على التوالي، حيث يمكن استعمال كلتا الذراعين في عملية القوة في سباحة الفراشة لتقوية القوة للذراع الواحدة، وذلك من خلال التخلص على العجز الثنائي.

كما أنه يترتب عمل عدة انقباضات للعضلات المضادة؛ وذلك من أجل زيادة فاعلية الانقباض وقوته، وخاصة عند العمل على أداء تدريبات القوة بسرعة مختلفة، حيث يعمل ذلك على تثبيط عمل أعضاء الحس الوقائية، وعلى سبيل المثال يمكن العمل قبل أداء رفعات الأثقال من وضع الرقود على الظهر أن يتم أداء انقباضات للعضلات المثنية للذراعين باستعمال الأثقال من خلال الشد تجاه الجسم قبل أداء حركة الدفع مباشرة من وضع الرقود.

5. تأثيرات الجهاز الدوري

تؤدي تدريبات القوة العضلية إلى حصول بعض المؤثرات الفسيولوجية للجهاز الدوري، حيث أن لاعبي القوة تتمتع عضلة القلب لديهم بارتفاع سمك الجدار عن الأشخاص العاديين مع تجويف بطيني في الحدود العادية، ويعود ذلك الشيء إلى عمل القلب في تلك الرياضات التي تحتاج إلى زيادة قوة دفع الدم لمواجهة ارتفاع ضغط الدم في أثناء التدريب.

كما يرتفع الحد الأعلى للأكسجين عند أداء تدريبات القوة العضلية وخاصة عند العمل على استعمال نظام التدريب الدائري، غير أن هذا الارتفاع لا تعادل ما يمكن انجازه من خلال برنامج تدريبات التحمل.

المصدر: كتاب" فسيولوجيا الرياضة للدكتور: عبدالرحمن زاهر كتاب" فسيولوجيا الحركة للدكتور: عبد المالك سربوت كتاب" مبادئ الفسيولوجيا الرياضية للدكتور: سميعه خليل محمد كتاب" فسيولوجيا التدريب الرياضي للدكتور: محمد حسن علاوي


شارك المقالة: