التربية الرياضية للرياضيين ذوي اضطرابات التوحد

اقرأ في هذا المقال


يجب على المدربين إنشاء برامج تدريبة خاصة بالرياضيين ذوي اضطرابات التوحد؛ وذلك من أجل أن يتناسب مع طبيعة الإعاقة الحاصلة معهم.

التربية الرياضية للرياضيين ذوي اضطرابات التوحد

التوحد هو إعاقة تطورية مدى الحياة تؤثر على كيفية تواصل الشخص مع الآخرين وعلاقته بهم، وإنه يؤثر على كيفية فهمهم للعالم من حولهم، وإنها تعتبر حالة طيفية مما يعني أنه على الرغم من أن جميع الأشخاص في طيف التوحد يشتركون في اختلافات معينة، فإن حالتهم ستؤثر عليهم بطرق مختلفة، على سبيل المثال ، متلازمة أسبرجر هي شكل من أشكال التوحد، وأن لأشخاص المصابون بمتلازمة أسبرجر يتمتعون عادةً بذكاء متوسط ​​أو أعلى من المتوسط، ولديهم مشاكل أقل في الكلام ولكن قد لا يزال لديهم اختلافات عند فهم اللغة ومعالجتها.

ولا يعاني معظم الأشخاص المصابين بمتلازمة أسبرجر عادةً من إعاقات التعلم المصاحبة المرتبطة بالتوحد، وقد يكون لديهم صعوبات تعلم محددة مثل عسر القراءة وعسر القراءة، كما يمكن أن تؤدي نظرة المجتمع والتسمية الخاطئة للأشخاص المصابين بمتلازمة أسبرجر إلى تجارب سلبية في الرياضة أو فصول التربية البدنية، حيث يفسر الرياضيين المصابون بمتلازمة أسبرجر العالم من حولهم بشكل مختلف ولكن لا يوجد سبب يدعو العالم إلى تفسيرهم بشكل مختلف، حيث تأتي المواهب الرياضية بأشكال مختلفة، ولا يقضي التوحد على قدرة الرياضي على الجري أو ركل الكرة.

الأبطال الرياضيين العالميين ذوي اضطرابات التوحد

1. جيسيكا جين آبلغيت (Jessica-Jane Applegate)

سبّاحة بريطانية حصلت على 24 ميدالية ذهبية في دورة الألعاب البارالمبية، ولديها 11 رقماً قياسياً بريطانياً ورقمًا قياسيًا عالميًا في سباق 100 متر فراشة، كما مُنحت جيسيكا عضوًا في وسام الإمبراطورية البريطانية؛ وذلك لمساهماتها في السباحة عام 2013 على الرغم من أنها كانت تبلغ من العمر 17 عامًا فقط في ذلك الوقت، وقبل تسعة أسابيع فقط من أولمبياد 2016 في ريو دي جانيرو تطلبت آبلغيت إجراء جراحة في الحلق لإنقاذ حياته المهنية، ولم تستطع التدريب قبل المباريات لكنها تمكنت من الفوز بميداليتين فضيتين وأخرى برونزية.

كما تعتبر مهنة آبلغيت الناجحة حجة قوية لدعم الرياضيين المصابين بالتوحد، حيث أنها قالت أنه عدم فهم معنى إعاقة التعلم يعني أن الأشياء التي يعتبرها الجميع كأمر سهل فإنها تصبح مستحيلة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من إعاقة في التعلم، ولكنني أثبت أنه إذا كان لديك الدعم المناسب، فإنه يمكن للرياضي فعل أي شيء وأي شيء ممكن.

2. كلاي مارزو (Marzo)

هو راكب أمواج أمريكي محترف معروف بأسلوبه الفريد المزدوج المفصل في المنعطفات والدوران، وفي سن 15 عامًا فقط في عام 2005 أصبح مارزو أول راكب أمواج في التاريخ يحصل على اثنين من العشرات المثالية في طريقه للفوز باللقب الوطني، وأصبح بطل في الوطني المفتوح للرجال قبل أن يتم تشخيصه بمتلازمة أسبرجر في عام 2007، كما قاده إبداعه وابتكاره في مثل هذه الفترة الصغيرة إلى ظهوره في العديد من الأفلام، بما في ذلك (Just Add Water) وهو فيلم كوميدي رومانسي عام 2008 ظهر فيه (Jonah Hill) و (Danny DeVito) و (Melissa McCarthy).

وشارك مارزو لاحقًا في تأليف كتاب عن حياته بالاسم نفسه، وكان يأمل في أن يساعد الكتاب الأشخاص الآخرين الذين يشبهونه.

3. جون هوارد (John Doomsday Howard)

هو فنان مختلط أمريكي محترف وهوارد ولم يقاتل بشكل احترافي منذ 2016، وأنهى مسيرته في منظمة World Series of Fighting ولكنه قضى معظم حياته المهنية في الرياضية، وإنه أحد أكثر الأوزان خبرة في العالم ولم يتم تشخيصه بمرض أسبرجر حتى كان عمره 33 عامًا، وجاء تشخيصه فقط لأنه خضع لسلسلة من الاختبارات العصبية التي يطلبها المقاتلون المتمرسون، ثم نوقشت طفولته وعند هذه النقطة تذكر هوارد الصعوبات في المدرسة والتحديات في الكلام والتحديات في بناء العلاقات.

فوائد النشاط البدني والرياضة للأفراد المصابين بالتوحد

تظهر الأبحاث أن هناك فوائد صحية كبيرة للنشاط البدني، وخاصة النشاط المعتدل إلى القوي للأشخاص المصابين بالتوحد، كما تشير العديد من الدراسات إلى أنه مفيد بشكل خاص للأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد، بما في ذلك تحسين الأداء الفسيولوجي والمعرفي والنفسي والسلوكي، ويدعم أقوى دليل الفوائد المتعلقة بالتطور الحركي ويقلل من السلوكيات المتكررة والنمطية والمضرة بالنفس.

كما توفر الرياضة أيضًا الخلفية المثالية لتعليم الشباب المصابين بالتوحد القواعد والاستراتيجية والعمل الجماعي، وقد تكون الرياضة والأنشطة البدنية صعبة بسبب البيئات الصاخبة والفوضوية أو الاستبعاد من المشاركة، كما أن الأولمبياد الخاص والرياضات الموحدة هي برامج تم إنشاؤها خصيصًا لتشمل الرياضيين من جميع الأعمار وجميع القدرات في الرياضات الجماعية والفردية.

ومن المهم فهم الحدود الجسدية عند العمل مع الأفراد المصابين بالتوحد في الرياضة والنشاط البدني، كما تتغير قواعد الحدود الجسدية بين الأشخاص في مواقف نشاط بدني معينة اعتمادًا على عوامل، مثل قرب علاقتك وحجم المنطقة ونوع النشاط، وقد يكون من الصعب على الشخص المصاب بالتوحد التنقل في هذه القواعد المعقدة ومعرفة مدى قربه أو بعده عن الآخرين، بالإضافة إلى الحدود المادية، كما يجب مراعاة الترجمة اللغوية خاصة للمدربين.

وغالبًا ما تحتوي اللغة المستخدمة في المحادثة اليومية على عدد من الاستعارات والعبارات الغامضة، وقد تربك اللغة المستخدمة في الجلسات الرياضية مثل “ارفع جواربك” أو “الركض مثل الريح” الأشخاص المصابين بالتوحد، ويمكن لبعض الأشخاص المصابين بالتوحد تفسير اللغة حرفيًا ويجدون صعوبة في استنتاج المعنى بناءً على السياق، وهذا يمكن أن يجعل من الصعب متابعة المحادثات أو فهم التعليمات.

كما يمكن أن يمثل التفكير الافتراضي تحديًا أيضًا، حيث يتطلب العديد من المدربين من المشاركين التفكير افتراضيًا أو تصور النجاح، على سبيل المثال قد يسأل المدرب الرياضي ما الذي يمكنك فعله بشكل مختلف في المرة القادمة، أو ما هو أفضل وضع للحصول على أعلى مستوى في المرحلة التالية من اللعب.

حواجز الرياضة للأشخاص المصابين بالتوحد

بالإضافة إلى المهارات الحركية الأقل من المتوسط، قد يعاني العديد من المصابين بالتوحد من مشاكل أخرى تمنعهم من ممارسة التمارين الرياضية الكافية أو الانضمام إلى دوري كرة القدم أو لعب كرة السلة الصغيرة، كما يمكن أن تكون السلامة أحد هذه العوائق، وفي الواقع تبذل بعض العائلات جهودًا هائلة للحفاظ على أطفالهم المصابين بالتوحد نشطين جسديًا وآمنين.

كما يتعلم معظم الأطفال خصوصيات ومهارات الرياضة من سن الخامسة إلى قواعد التسلل في كرة القدم، ولتعليم الطفل كيفية رمي الكرة على سبيل المثال، يمكن للمدرس وضع نقاط على الأرض ليوضح للطفل أين يضع قدميه أثناء رمي الكرة، ويمكن للوالدين أيضًا أن يسألوا فريق التربية الخاصة للطفل عن العلاج المهني والفيزيائي في المدرسة.

ويعمل المعالجون المهنيون على المهارات الحركية الدقيقة، تلك التي تتضمن العضلات الصغيرة المستخدمة في الإمساك بأقلام الرصاص أو الأواني، وقد تساعد أيضًا الأشخاص على التكيف مع التحديات الحسية التي تتداخل مع المدرسة أو الأنشطة اليومية، حيث يعالج المعالجون الفيزيائيون المهارات الحركية الكبرى، والتي تشمل العضلات الكبيرة المستخدمة في المشي والجري والقفز.

المصدر: كتاب" التربية البدنية والإعاقات الحركية لذوي الاحتياجات الخاصة للدكتور: منى أحمد الأزهري كتاب" التربية البدنية لذوي الاحتياجات الخاصة للدكتور: حسن عبدالسلام محفوظكتاب" رياضة الإعاقة الحركية للدكتورة: إيمان عباس كتاب" رياضات لذوي الاحتياجات الخاصة للدكتور: نايف مفضي الجبور


شارك المقالة: