التغيرات الفسيولوجية عند ممارسة رياضة الملاكمة والمصارعة

اقرأ في هذا المقال


يجب على اللاعب ممارسة الأنشطة الرياضية التي تتطلب العنف بالشكل المطلوب دون الخروج عن الخطوات الصحيحة والفنية؛ وذلك لكي لا يرتكب اللاعب أخطاء تكون سبب في خروجه من المباراة.

التغيرات الفسيولوجية التي تحصل عند ممارسة رياضة الملاكمة

إن مباريات الملاكمة تشبه مباريات المصارعة من حيث اختلاف التغيرات البيو كيميائي في أعضاء الرياضي المصاحبة لها، كما أن هذه التغيرات تختلف عند المصارع باختلاف المسكات وديناميكيتها، فهي تختلف عند الملاكم باختلاف الضربات وديناميكيتها أيضاً، كما تختلف باختلاف سرعة الحركة وتكتيك الملاكم وحالته النفسية، وأخيراً وليس آخر تختلف لحد ما باختلاف الأوزان أيضاً لكل هذه الأسباب، فيصبح من الصعب إعطاء خاصيات متميزة للتغيرات البيوكيماوية التي تحصل في الأعضاء نتيجة للملاكمة.

في جولات الملاكمة عادة تستعمل الكربوهيدرات كمصدر رئيسي لتحويل الطاقة، حيث أن العمليات المتأكسدة بالطرق الهوائية تزداد تدريجياً بعد الجولات الثلاث الأولى، كما تستخدم اللبيدات (Lipid) بدرجة أقل وبسبب عــدم كفاية فترات الاستراحة بين جولة وأخرى، لاستعادة الحالة الطبيعية للأعضاء، فسنلاحظ ارتفاع في كمية حامض اللبنيك (اللاكتيك) في دم الملاكم من جولة إلى أخرى كما أن نقص الأوكسجين قد يصل إلى 30% من كمية الأوكسجين الكلية اللازمة.

كما أنه من المفيد أن نذكر هنا أن التدريب على الملاكمة (كالتدريب على أكياس الرمل أو على الشخوص أو ما شابه ذلك من التمارين)، يتطلب إجهاداً أقل من ذلك الذي يصرف في المباريات المقامة، وإن قلب الملاكم له نفس مميزات قلب العداء للمسافات القصيرة ويشبهه وخلال المباراة يتغير رد الفعل الوظيفي لأجهزة الدورة الدموية، ففي الجولة الأول ترتفع سرعة القلب إلى 170 نبضة في الدقيقة الواحدة.

بينما في نهاية فترة الراحة الأولى تصل إلى 144 نبضة في الدقيقة، وفي نهاية فترة الراحة الثانية تهبط إلى 144 نبضة، وفي الجولة الثانية ترتفع إلى 180 نبضة، وفي نهاية فترة الراحة الثانية تهبط إلى 144 نبضة، وفي الجولة الثالثة تصل إلى 200_ 204 نبضة في الدقيقة، وبعد 3 دقائق من الراحة تنخفض إلى 168 نبضة في الدقيقة، وإن سرعة القلب لا تصل لحالة الهدوء إلا بعد 20 دقيقة من انتهاء المباراة.

إن درجــة الضغط الدموي الكبرى يصل إلــى 180_ 200 ملم زئبق بينما درجة الضغط الدموي الصغرى تصل إلى حدود 50_ 90 مم زئبق، ولوحظ أن القلب يرجع للعمل الطبيعي بعد الانتهاء من المباراة بــ (20 دقيقة)، وأن ارتفاع نبضات القلب الدموي هو من أعراض غياب أو نقص الإعداد المنتظم وخلال رفع الحمل تزداد سرعة القلب إلى 126_ 164 نبضة في الدقيقة ودرجة الضغط الدموي الكبرى إلى 188 ملم زئبق، والصغرى إلى 47 مم زئبق.

وأن الحاجة للأوكسجين لكل كيلو غرام من وزن الجسم تساوي 54.5 ملليتر في الدقيقة الواحدة بينما يصل قرض (دين) الأوكسجين 8 لترات خلال المباراة، وإن المميزات الجسمية للملاكمين تتأثر بالوزن بالإضافة إلى أن النتيجة تقررها القوة والسرعة ومستوى اللياقة العامة، وإن معدل أعمار الملاكمين 22.5 سنة تقريبًا وأن معدل الطول 178.4 سم والوزن 76.5 كغم ومقدار الشحوم 12.1 كغم.

وهناك دراسات أخرى اكتشفت أن رياضيي الألعاب الثقيلة يكون مقدار السوائل في أجسامهم بمعدل أقل بالمقارنة مع الرياضيين في الألعاب الأخرى، ويقابل ذلك كتلة عضلية أكبر مع قلة الشحوم، وإن التغيرات في الطاقة تعتمد على عدد الجولات ومدتها، وكذلك بالنسبة لمدة الراحة في إحدى الدراسات توصلت إلى نتيجة أن الملاكم يحتاج في الجولة الواحدة إلى 1.48 سعرة في الدقيقة الواحدة.

وإذا استمر في المباراة حتى النهاية فإنه يحتاج إلى كميات كبيرة من السعرات وأن الدين الأكسجيني يساوي 36% بالنسبة لحاجة الجسم، وأما الحاجة للأوكسجين فتصل إلى معدل 2500_ 3600 ملليتر في الدقيقة وترتفع هذه الحاجة بشكل تصاعدي فتصل إلى أقصاها في نهاية الجولة الثالثة، وهذا يعني أن الملاكم يحتاج إلى نشاط وظيفي مستمر حتى نهاية المباراة.

التغيرات الفسيولوجية التي تحصل عند ممارسة رياضة المصارعة

تتميز رياضة المصارعة عند ممارستها بحصول أقصى حد من التوتر لمجاميع مختلفة من العضلات، وتكون مرتبطة عادة بالمحاولة على قهر مقاومة الخصم خلال 10_ 15 أو عشرين دقيقة، وتعتبر المصارعة مثال جيد لتمارين المجموعة الثانية التي تتميز بعدم إعــادة نفس الطور من الحركة عند أدائها، كما أن تمارين المصارعة تمتاز عند أدائها باختلاف العلاقة بين العمليات الهوائية واللاهوائية المستمر.

وبما أن التغيرات في جسم المصارع تختلف باختلاف المسكات وديناميكيتها فيصبح من الصعوبة بمكان إعطاء خاصيات متميزة للتغيرات البيوكيماوية في أعضاء الرياضي والتي تحصل نتيجة للمصارعة، ولكن من المتغيرات الــبــارزة والتي تحصل في جسم المصارع نتيجة للمصارعة، هو ارتفاع كمية حامض اللبنيك في الدم، حيث تصل كمية حامض اللبنيك (اللاكتيك) في نهاية المباريات لحد 40_ 100 ملغم.

كذلك وبالارتباط مع الحالة النفسية وشكل الانفعالات فإن نسبة السكر (الكلوكوز) في الدم تزداد هي الأخرى وقد تصل لحد 150_ 180 ملغم، كما تظهر كمية من الفوسفات مع البول بعد المنافسات وعلى الأغلب يظهر زلال وأحياناً حامض اللبنيك مع البول نتيجة لمباريات المصارعة، وأن هذه التغيرات تكون على أوضح ما يكون عند رياضي الأوزان الثقيلة، وكذلك فقدان الوزن يكون أكبر عند مصارعي الأوزان المنخفضة عند أدائهم للمنافسات.

إن حجم القلب عند المصارعين يبلغ معدل 836 مم، وعند المختصين بالمصارعة 966 مم، أما سرعة القلب فترتفع من 60 إلى 70 نبضة في الدقيقة في حالة الهدوء وإلى 150_ 170 في الدقيقة خلال التدريب والمباراة وعند المختصين بالمصارعة الحرة إلى  170_ 190 نبضة في الدقيقة أمــا درجــة الضغط الدموي فترتفع إلى 200 ملم زئبق الكبرى و60 ملم زئبق الصغرى، وخــلال المباراة يتنفس المصارع بشكل منتظم.

وأما خلال الحمل الشديد والمحافظة على المسكات فإنه يتوقف عن التنفس عدة ثوان، بعد ذلك يأخذ عدة مرات شهيقًا بشكل سريع فيما تزداد نسبة الغازات في الرئتين، وإن حجم تبادل الغازات عند المصارع المختص بالطريقة الرومانية يساوي معدل 4600_ 4880 ملليتر عند المصارعين، ويضاف إليهم الملاكمون وعدائي المسافات القصيرة ولاعبو كرة المنضدة الذين ينتمون إلى فئة أقل كفاءة وقدرة في حجم تبادل الغازات، أما الحاجة إلى الأوكسجين تساوي 4600 ملليتر في الدقيقة.

وفي مباراة المصارعة وكما هو معروف يجري السباق على أساس الأوزان، ولذلك يترتب على اللاعب الحفاظ على الوزن أو الإقلال منه، كما أنه يستعمل إلى جانب الحمل التدريبي العالي التقليل من كميات أخذ الطاقة عن طريق التقليل من كميات الطعام والالتزام برجيم والتعرق، ومن الضروري الأخذ بعين الاعتبار أن لا يصاب المصارع بنقص الفيتامينات وخاصة فيتامين (B).

وخلال تخفيف الوزن يجب أن يكون المصارع تحت مراقبة الأطباء وذلك للابتعاد عن الوقوع في مرض نقص الفيتامينات وبالتالي المحافظة على حالة اللياقة والنتيجة العالية للقدرة الوظيفية.


شارك المقالة: