التغيرات الفسيولوجية للجسم المرتبطة بممارسة رياضة رفع الأثقال

اقرأ في هذا المقال


إن الصفة المميزة لهذا النوع من الرياضة هو استعمال الحد الأعلى من القوة لغرض رفع الثقل المطلوب إلى ما فوق الرأس بالأيدي التي تبقى ممدودة إلى الأعلى، وعلى الرغم من قصر الإجهاد فإنها تكون مصحوبة بانقطاع التنفس من جهة وبإجهاد عنيف من جهة أخرى.

التغيرات الفسيولوجية التي تحصل للجسم نتيجة ممارسة رياضة رفع الأثقال

تعتبر تمارين رفع الأثقال من التمارين اللاهوائية، ومن أهم خصائص التغيرات التي تحصل نتيجة لأداء مثل هذه التمارين هي:

  • عند رفع الثقل يحصل ارتفاع مهم في كمية حامض اللبنيك في الدم من 40 إلى 60 ملغم، وكذلك يحصل عند رفع الثقل نقص كبير في كمية الأكسجين اللازمة لسد حاجة الأعضاء، ويبلغ 70_ 80% من هذه الكمية ولكن هذا النقص يدوم لفترة قصيرة نسبياً، حيث يمكن إعادة تعويضه بفترة تتراوح من 10_ 20 دقيقة.
  • إن ساعات التدريب في رياضة رفع الأثقال تتكون عادة من محاولات عديدة، وتبعاً لذلك فإن حجم وشدة التغيرات البيو كيميائية سيعتمد على عدد هذه المحاولات ومقدار الاستراحة بين كل محاولة وأخرى، فإذا كانت فترة الاستراحة بين محاولتين طويلة فيمكن أن تحصل عند كل مرة استعادة للحالة الطبيعية التي كانت عليها الأعضاء قبل أداء التمرين.
  • كما ستكون كمية حامض اللبنيك في المحاولة الأخيرة لا تختلف عما كانت عليه في المحاولة الأولى، أي أن كمية حامض اللبنيك في نهاية التدريب لا تكون أعلى من كميته عند بداية التدريب، بل يمكن أن تنخفض كمية حامض اللبنيك انخفاضاً كبيراً في المحاولة الأخيرة بسبب ارتفاع قابلية الجسم التدريبية؛ وذلك لأن التفاعلات التأكسدية (أكسدة وحرق حامض اللبنيك)، وهذا الشيء لا يحصل في المحاولة الأولى.
  • إذا كان ارتفاع كمية حامض اللبنيك في الدم عالياً (ضعفين إلى خمسة أضعاف مما هي عليه في الأصل)، فإن هذا يؤدي إلى ارتفاع كمية حامض اللبنيك المفروزة.
  • كذلك يحصل فقدان كبير لكمية الفوسفات العضوية عند مثل هذه التمارين.
  • إن درجة التغيرات في أعضاء رفع الأثقال تكون مرتبطة عادة بمقدار الثقل المرفوع ونوع الرفع، فطريقة الرفع بالنتر تتطلب طاقة كبيرة تؤدي إلى تغيرات في الأعضاء أكثر مما يحصل عند استعمال طريقة الضغط، وترتفع عادة كمية المواد النيتروجينية في الدم عند استعمال طريقة الضغط، إضافة إلى ارتفاع كمية حامض اللبنيك.
  • إن زيادة حامض اللبنيك في الدم عند رياضة رفع الأثقال وما شابهها من التمارين يعتمد على حجم الشغل المنجز وليس على مقدار الحركة، فالزيادة تكون كبيرة عندما يكون الإنجاز كبيراً، وعلى هذا فزيادة المواد النيتروجينية غير البروتينية لا تسير بصورة موازية لزيادة حامض اللبنيك، وإنما هي تعتمد على الإجهاد أو الإرهاق الذي يبذله الرياضي عند كل محاولة، وهي تكون كبيرة كلما كان الثقل مرفوعاً وكلما كانت سرعة الشغل بطيئة (سرعة أداء التمرين أو سرعة الرفعة الواحدة).
  • يمكن أن ترتفع كمية الجلوكوز في الدم عند رفع الأثقال ارتفاعاً كبيراً لحد 15 ملغم، أو تنخفض أو تبقى غير متبدلة وذلك حسب الظروف والأحوال التي يكون عليها الرياضي، فعند الرياضيين المدربين تدريباً عالياً وجيداً تكاد تبقى كمية الجلوكوز في الدم ثابتة وبدون تغير عند أداء التمارين.
  • من المتغيرات المهمة التي تحصل عند إجراء تمارين رفع الأثقال هو نمو عضلات الرياضي، ويكون هذا النمو على أعلى مستوى له إذا كانت الأثقال كبيرة وسرعة أداء التمرين تكون بطيئة.
  • إن البطء في سرعة أداء التمارين (زيادة التحمل في رياضة رفع الأثقال لا يؤدي إلى تطوير إمكانات التفاعلات التأكسدية الهوائية)، على عكس ألعاب الساحة والميدان كالركض مثلاً تعمل على التأثير بشكل سلبي على فعالية عدد كبير من أنزيمات الأكسدة، وهذا الشيء يؤدي إلى عدم تطوير إمكانات الطرق الهوائية في عملية إعادة استرجاع ثلاثي فوسفات الأدينوزين (Adenosine)، وعلى هذا فهي لا تؤدي إلى تحسين في القابلية على التحمل.
  • عند العمل على رفع أثقال قياسية أو عند رفع ثقل لغرض تسجيل رقم قياسي، تكون درجة التغيرات على أشدها عند وزن متوسط الثقيل، حيث يكون الإنجاز عند هؤلاء الرياضيين لكل كيلو غرام وزن على أكبر ما يكون، وأما عند رياضيي الوزن الخفيف فتكون التغيرات على أقلها، كما أن رياضة رفع الأثقال تعتبر من مسابقات الألعاب الأولمبية وأن كل نتيجة تنتهي خلال 10 ثواني.

كما أن التدريب المنتظم يكون لدى اللاعبين نوعاً من التكيف في الحاسة الجلدية لمفاصل أصابع اليدين وفي المناطق المحاطة بمفصل الكتف، وذلك فإن التدريب المنتظم يؤدي إلى رفع التناسق العضلي العصبي، وهذا ما يقوده حتى خلال الحمل العالي إلى الدقة في رفع الأثقال وإلى تحقيق أرقام قياسية جديدة، وعند الرياضيين تتكامل قدرة الأجهزة الحسية للشعور وملاحظة الإشارات، وهذا مؤشر على سرعة القوة للحصول على أكبر شد عضلي في أقصر مدة.

وبما أن تطوير القوة المرتبطة مع عدد أكبر من الخلايا الباعثة، ولأجل تعزير رقم القياسي الذي يحصل عليه اللاعب من الضروري التأكيد على التدريب بالطريقة الإيزومترية، والذي يساعد في عملية التدريب الديناميكي للأثقال مع سرعة رفع الأثقال بطريقة النتر والخطف، وخلال تحقيق نتائج كبيرة أو خلال التدريب بحمل عالي يرتفع الضغط بشدة على القفص الصدري وعضلات هذه المنطقة، فيجتمع الدم في الأوعية الدموية الشريانية والوريدية فيتأخر نقله بين الخلايا والقلب والرئتين، كما أن حجم القلب عند اللاعبين يبلغ حوالي 837_ 869 ملليتر.

كما أن الرياضيين يملكون قدرة عملية أقل للجهاز التنفسي لاستيعاب كميات أكبر من الهواء وتبديل الغازات، وخلال التدريب أو المباراة يرتفع نبضات القلب عند اللاعبين من 80_ 122 نبضة في الدقيقة، وبالنسبة لتبديل الغازات من 10 لترات إلى 23 لتر، كما أن اللاعبين يملكون قوة قصوى خاصة قوة الانقباض والارتخاء لعضلات الذراعين والجذع والمفاصل، كما أن سرعة القلب ترتفع بشدة خلال قيام اللاعب لتحقيق نتيجة عالية.

كما ترتفع هذه السرعة إلى 160_ 180 نبضة في الدقيقة، وأن درجة الضغط الدموي يرتفع إلى 160_ 170 مم للعظمى وإلى 60 مم للصغرى، كما يترتب على المدرب أن يعطي اللاعبين تمارين خاصة بالتنفس مع ملاحظة حصر الهواء في الرئتين لمدة طويلة، وتمارين لتكيف القفص الصدري للحمل العالي، وفي حال عمل اللاعب على عدم التنفس خلال الرفعة أو يتوقف تنفسه لفترة، فهذا يحصل عنده نقصاً في وصول الأكسجين للخلايا، ولهذا فإن الدين الأكسجيني يبلغ حداً كبيراً؛ مما يسبب لهم سرعة التعب والإجهاد، وفي التدريب يتم التكيف لمثل هذه الحالات، أي التكيف لظروف العمل في غياب الأكسجين أي الحالة اللاهوائية.


شارك المقالة: