هناك تقسيمات فنية خاصة بالرياضيين المصابين بالشلل الدماغي؛ وذلك من أجل أن يناسبهم البرنامج التدريبي الذي يعمل على وضعه المدرب.
التقسيمات الطبية الفنية للشلل الدماغي من الناحية الرياضية
هناك العديد من التقسيمات الطبية للشلل الدماغي بدأت في العالم منذ عام 1843، إلا أنه من ناحية التربية الرياضية واشتراك المعاق بالشلل الدماغي في الأنشطة الرياضية الترويحية والتنافسية، فإنه يترتب العمل على وضع تقسيم طبي وظيفي لهؤلاء المعاقين، والذي يشمل الجوانب البدنية والعصبية للإعاقة، والذي يشمل:
1. المجموعة المتميزة بالتصلب العضلي (والذي يواكبها أو يصاحبها تصلب عضلي)
وتحتوي المجموعة الأولى المتميزة بالتصلب العضلي أو زيادة التوتر العضلي التقلصي على ما يلي:
- الشلل النصفي الطولي.
- الشلل النصفي السفلي أو العلوي.
- الشلل الثلاثي.
- الشلل الرباعي (المتميز بتأثيره البسيط على الأطراف العليا).
- الشلل الرباعي (المتساوي على الأربعة أطراف).
ويميز تلك المجموعة وجود أعراض التصلب أو التقلص العضلي والذي يختلف في شدته من حالة التوتر العضلي البسيط، إلى تقلص عضلي شديد وزائد قد يواكبه الوصول من حالة التيبس العضلي كنتاج للزيادة الشديدة والمستمرة في التقلص العضلي ضد الحركات الساكنة؛ مما قد يسبب ثبات الجسم في وضع جامد، واختلاف درجة الشدة والتقلص العضلي النسبي الحادث في هذه المجموعة يؤدي إلى اختلاف في طريقة الحركة لكل منها، وبالتالي اختلاف نوع الرياضة والتدريب البدني الذي يمكن أن يمارسه اللاعب، والذي يؤثر عليه أيضاً مستوى ودرجة انفعالات وذكاء المعاق.
2. المجموعة المتميزة بفقدان الحركة التوافقية السريعة
وتشكل تلك المجموعة المعاقين الذين لا يستطيعون العمل على أداء الحركات التوافقية السريعة لفقدانهم القدرة الحسية بالعضلات والمفاصل، وقد يكون ذلك في أحد أو في كل من الأطراف العليا والتي يمكن اكتشافها باختيار مثل القدرة على ملامسة أحد الأصابع للأنف وقد تكون الإصابة في الأطراف السفلى والتي تكتشف بعدم القدرة على أداء الاختبار المسمى باختبار الكاحل والركبة.
وفي هذه المجموعة يندر أن يصاحبها تقلص أو توتر عضلي زائد، وتساعد الممارسة الرياضية للمعاقين في هذه المجموعة على تحسين استعادة التحكم الحركي التوازني لديهم مثل ما سبق في حالة الرياضيين المصابين بشلل العمود الفقري.
3. المجموعة المتميزة بالحركة اللاإرادية التكرارية
وتتميز تلك المجموعة بحدوث حركات لا إرادية وغير توافقية والتي قد تشاهد غالباً في أحد الأطراف العليا أو في كل من تلك الأطراف، وقد تكون في أحد الأطراف العليا وأحد الأطراف السفلى، وقد تكون في عضلات اللسان والرأس والرقبة، وقد يصاحب هذه الحركات زيادة نسبية في التوتر العضلي (تصلب عضلي)، وقد تكون بشكل ثابت ومستمر في بعض الحالات، والسبب المباشر في الأمراض المسببة لتلك الإعاقة يكون في الجزء الغير هرمي بالعقدة بالمخ الأوسط وبالشبكة العصبية المتصلة بها وبجذع المخ.
وفي حالة شمول الأرض أو الإصابة للمسار العصبي الهرمي يحدث التقلص العضلي الزائد والمصاحب لذلك، ويمكن العمل على ممارسة الرياضة ودروس التربية البدنية للحالات البسيطة، وخاصة التي توجد في أحد الأطراف فقط والتي لا يصاحبها تدهور ملموس في القدرة الذكائية للمعاق.
4. المجموعة المتميزة بالضعف العضلي الشديد (انخفاض التوتر العضلي)
وتتميز هذه المجموعة بإصابة خلقية أو مكتسبة في المخيخ وباتصالاته الصادرة أو الواردة من وإلى جذع المخ والنخاع الشوكي، ويسبب ذلك انخفاضاً شديداً جداً في التوتر العضلي الذي يصاحبه ضعف عضلي كبير، حتى أن اللاعب لا يستطيع الحفاظ على توازنه أو الاحتفاظ بوضع جسمه.
وعند قيام المعاق من الجلوس لوضع الوقوف يحدث ذلك في حركة انتفاضيه أمامية غير متوازية، وغالباً ما يصاحب تلك الإعاقة تدهور وتخلف عقلي ناتج من نمو غير متكامل أو غير سوى لأجزاء أخرى بالمخ، كما أن الهدف الأساسي من التربية الرياضية الخاصة بالمصابين بالشلل الدماغي هو العمل على تنمية كافة الإمكانات الفسيولوجية المتبقية في الجهاز العصبي للمعاق؛ وذلك للتغلب على الطبيعة الحركية ووضع الجسم الغير السوي والناتج عن تلك الإصابة.
كما أن التمرينات المنتظمة البدنية والمستمرة للرياضين المصابين بالشلل الدماغي تساعد على تحسين الحالة لهم وتسهيل أدائهم للحركات العادية، وتعديل الانحناء في قامتهم، وزيادة التوازن الحركي لهم والتغلب قدر الإمكان على الحركات الغير متوافقة حركياً والتي تصدر عنهم، وتعتمد الأسس العلمية الحديثة لفلسفة التربية الرياضة الخاصة بهؤلاء المعاقين بالشلل الدماغي، على تنمية إدراكهم بالعلاقة الحركية ما بين أجزاء الجسم وبعضها لزيادة التحكم وحفظ التوازن الحركي بها في علاقة توافقية سليمة.