الخصائص الفسيولوجية للاستشفاء في المجال الرياضي

اقرأ في هذا المقال


ترتبط طريقة فسيولوجية الاستشفاء بنوع النشاط العضلي نفسه، حيث تعمل عمليات الاستشفاء خلال العمل العضلي ذاته وليس فقط بعد الانتهاء من الممارسة الفعلية.

الخصائص الفسيولوجية للاستشفاء في المجال الرياضي

1. اختلاف معدل سرعة الاستشفاء

بتم الاستشفاء بطريقة غير متساوية، حيث يكون معدلها في البداية سريعاً ثم تتم بعد ذلك بمعدل بطيء، وهذا الشيء يكون بس عاملين رئيسين:

العامل الأول

عدم كفاءة كثافة الجهاز الدوري لتوفير الأكسجين اللازم للجسم خلال مدة الاستشفاء، حيث تتم طريقة استشفاء الجهاز الدوري بشكل سريع جداً بعد أداء العمل البدني، وفي الفترة الذي لا يكون هذا الجهاز قد قام بتغطية حاجة العضلات إلى الأكسجين المطلوب الذي استهلكته خلال العمل البدني، وبذلك يهدئ عمل الجهاز الدوري في الوقت الذي ما زالت العضلات في حاجة إلى كميات كبيرة من الأكسجين.

ولذلك فإن تعويض الأكسجين المستهلك يستهلك وقتاً أطول من المطلوب لاستشفاء الجهاز الدوري، وبناء على ذلك فإن كمية نبض القلب لا يظهر دائماً عن الصورة الشاملة لعمليات الاستشفاء.

العامل الثاني

تتنوع عمليات الاستشفاء بالنسبة لحامض اللاكتيك المتجمع في العضلة خلال الأداء البدني، حيث يتم خلال طريقتين أولهما الطريقة السابقة والمرتبطة بأكسدة حامض اللاكتيك في العضلات، والطريقة الثانية المرحلة البطيئة وترتبط بالإضافة إلى أكسدة حامض اللاكتيك بالعضلات أيضاً بعمليات انتشار حامض اللاكتيك خارج العضلات.

وتختلف أيضاً سرعة عمليات الاستشفاء للدين الأكسجيني بنوعين الأول بدون اللاكتيك وباللاكتيك، حيث تختص المرحلة الأولى بتعويض الدين الأكسجيني بدون اللاكتيك باستعادة بناء عوامل الطاقة الفوسفاتية، والمرحلة الثانية للدين الأكسجيني اللاكتيكي ويكون هدفها العمل على أكسدة أكسدة حامض اللاكتيك، كما أن الدين الأكسجيني بدون اللاكتيك لدى الرياضيين حوالي 3_ 5 لتر أكسجين، ولغير الرياضيين يكون 1.5_ 2.5 لتر أكسجين.

أي أن الرياضي يتمكن من تنفيذ عمل عضلي بشكل سريع وقوي دون توفر الأكسجين الذي يحتاجه هذا العمل البدني، والذي يقدر بحوالي 3_ 5 لتر، وذلك على أن تقوم العضلات بعد تطبيق هذا العمل بتعويض الدين الأكسجيني لاستخدامه لبناء المركبات الفوسفاتية للطاقة، والتي تم العمل على تكسيرها لإنتاج طاقة لاأكسجينية، وهذا يعتبر ضعف ما يستطيعه الفرد غير الرياضي من فعله، وأما بالنسبة للدين الأكسجيني اللاكتيكي حيث يتم تحطيم الجليكوجين بالعضلة في حالة نقص الأكسجين.

كما أن الرياضي يستطيع أن يؤدي عملاً عضلياً يتطلب مقدار 8_ 13 لتر أكسجين (حوالي 120_ 230 مللي لتر كيلو جرام من وزن الجسم)، غير أن هذا الجزء من الدين الأكسجيني يتم بشكل غير سريع يقل حوالي 40_ 60 مرة من سرعة الاستشفاء لتعويض الدين الأكسجيني بدون اللاكتيك، وهذا يعبر عن عدم تساوي معدل تعويض العضلات بالأكسجين الذي تحتاجه لتعويض العجز في الأكسجين الذي حدث أثناء الحمل البدني، والذي يمكن أن يصل في مجموعه الكلي إلى 15_ 20 لتر أكسجين.

أي حوالي 200_ 300 مللي لتر أكسجين لكل كيلو جرام من وزن الجسم، وبناء على ذلك فإن استشفاء مصادر الطاقة اللازمة لتدريبات السرعة، وهي المصادر الفوسفاتية تتم بصورة أسرع من استشفاء مصادر الطاقة الضرورية لتدريبات تحمل السرعة، والتي تكون سبباً مباشراً في تراكم حامض اللاكتيك وتتطلب فترة زمنية أطول للعودة إلى الحالة الطبيعية.

كما أن عوامل الاستشفاء بعد أداء تدريبات عالية بالشدة القصوى تتم خلال مدة الخمس دقائق بعد أداء التمرين مباشرة أسرع منها خمسة أضعاف فترة 13 دقيقة التي تلي التمرين، ولذلك فإن مدة الراحة البينية خلال تكرار المجموعات التدريبية لا تعطى كاملة اعتماداً على أن معظم طرق الاستشفاء تطبق خلال الخمس دقائق الأولى بعد المجهود البدني، حيث تبدأ عملية تعويض الأكسجين أثناء الدقائق الثلاث الأولى بطريقة أسرع 5 أضعاف الدقائق التالية لذلك، كما أن نبض القلب يكون استشفاءه في أول دقائق بمعدل أسرع 2 مرة ضعف الثلاث دقائق التالية.

وعند ممارسة تدريبات الأثقال من قبل اللاعب يكون الاستشفاء سريع في الدقائق الأولى، ثم يتباطأ معدل الاستشفاء في الدقائق التالية، كما أن العمليات الفسيولوجية بعد الحمل البدني لا تهدف فقط إلى تحقيق عمليات الاستشفاء والعودة بحالة الجسم إلى مستواها الأولى كما كانت عليه قبل أداء الحمل البدني، ولكن تهدف تلك العمليات الفسيولوجية إلى حالة أخرى جديدة، وبهذا المفهوم فإن العمليات الفسيولوجية بعد أداء الحمل البدني تهدف إلى تحقيق التكيف الفسيولوجي.

ولذلك تحصل عمليات تطوير لمستوى الكفاءة الوظيفية لأجهزة الجسم، وتظهر على سبيل المثال في تحسن مستوى القوة والسرعة والتحمل وغيرها تحت تأثير التدريب الرياضي الذي يعمل الفرد الرياضي على ممارسته أثناء التدريب.

كما يعد تحديد مراحل الاستشفاء من المشكلات الضرورية والهامة التي تتطلب الكثير من الدراسات والبحوث؛ وذلك تبعاً لأهمية ذلك في تخطيط تتابع الأحمال التدريبية في فترة الدقائق التالية، أي أن أفضل زمن لتطبيق وتكرار تنفيذ العدو لمسافة 200_ 400 متر هو خلال فترة 5 دقائق التي تلي أول 15 دقيقة بعد الأداء.

وفي مثال آخر عند العمل من قبل الرياضي على أداء تمرين الثقل من أمام الصدر لجهة الأعلى من وضع الرقود وتكرار ذلك حتى مرحلة التعب، وكذلك عند أداء تمرين ثني الذراعين من وضع الوقوف على المتوازيين وتمرين الشد لجهة الأعلى على جهاز الحلق أمكن تحديد مراحل استعادة الشفاء لهذه التمرينات، حيث استغرقت مرحلة التعب وانخفاض المستوى  ومرحلة العودة إلى المستوى الأول قبل التعب في فترة من 7_ 12 دقيقة، بينما ظهرت مرحلة التعويض الزائد خلال الفترة من الدقيقة 13_ 20.

ويترتب ملاحظة أن مرحلة التعويض الزائد ليس شرطاً أن تظهر في جميع الظروف، ففي حالة زيادة تكرار أداء تمرينات القوة الثابتة لم تظهر مرحلة التعويض الزائد ووصلت عمليات استعادة الشفاء إلى مستوى 90_ 100% مقارنة بمستوى الأداء الأقصى، كما أن التكرار التالي لأداء التمرين إذا ما تم بعد فترة راحة بينية غير كافية من 2_ 4 دقائق، فإن مستوى استعادة الشفاء يصل إلى نسبة 55_ 60% مقارنة بمستوى الأداء الأقصى.

بينما لا يلاحظ مزيد من انخفاض المستوى في حالة التكرار التالي لنفس التمرين مع نفس فترة راحة البينية، ويمكن الحفاظ على مستوى النشاط الممارس في حالة إعطاء فترة الراحة المعتدلة، بينما يستمر انخفاض المستوى في حالة عدم كفاءة أوقات الراحة، كما أن هدف العمليات الفسيولوجية خلال فترة الاستشفاء إلى تحقيق هدفين، أحدهما تحقيق تحقيق عملية الاستقرار الكامل بمعنى العودة بالوظائف الطبيعية لأجهزة الجسم إلى وضعها الطبيعي التي كانت عليها قبل التدريب.

بينما يشمل الهدف الثاني العمل على إحداث تغيرات مختلفة لأنسجة الجسم المختلفة وبالتالي ينعكس على الأداء الوظيفي، فتتغير الحالة الطبيعية للرياضي إلى الحالة الأفضل ويرتفع مستوى حالته التدريبية نتيجة تكيف أجهزة الجسم.


شارك المقالة: