دراسات في الذكاء الرياضي والنجاح:
عندما يكون الموضوع يتعلَّق بالنجاح، فمن السهل الاعتقاد بأن اللاعبين الأذكياء سيقومون بالتفوق على بقية اللاعبين ويتعدونهم بمراحل عديدة، ولكن هناك أبحاث جديدة أجرتها “جامعة ستانفورد” قامت بتغيير وجهات النظر عن هذا الموضوع. وبناء على دراسة قامت بها كارول دويك (وهي أخصائية في علم النفس الرياضي)، حيث مضت كارول حياتها وهي تبحث وتدرس في السلوك الرياضي والأداء الرياضي، حيث أوضحت أن سلوك الرياضيين يقوم بدور كبير جداً بالنجاح في المجال الرياضي أكثر من نتائج اختبارات الذكاء، فقد بيَّنت كارول أنّ سلوكات الرياضيين الأساسية تقسم إلى قسمين رئيسيين وهما:
- تفكير ثابت: إن امتلاك عقل بتفكير ثابت ومحدود يعني إيمانك بما أنت عليه، ومن الصعب أن تتغيّر للأفضل، وهذا تحديداً الذي يضع مجموعة من المشكلات خلال مواجهتك لأيّ تحدّيات؛ لأنه في حال وجود أيّ موقف من الممكن أن لا تستطيع أن تتحمله، ستشعر سريعاً بالعجز والقلق.
- تفكير قابل للنموّ: أما الرياضيين الذين لديهم عقل قابل للنموّ فهنا الوضع مختلف؛ وذلك لإيمانهم بأنهم لديهم القدرة على تطوير أدائهم عن طريق القيام بمزيد من بذل الجهد، فيكونوا في النهاية متفوقين على أصحاب التفكير الثابت حتى ولو كانت درجات ذكائهم أقلّ نسبة من غيرهم. ويكون السبب في ذلك أنّ أصحاب التفكير القابل للنموّ يواجهون التحديّات التي تواجههم ويقومون بالتعامل معها على أنها فرصة لهم لتعلّم درس جديد.
دور الذكاء الرياضي في النجاح:
- من المنطق أنّ وجود قدرات عقلية مميزة لدى الرياضيين، مثل وجود مستوى عالي من الذكاء يعمل على تحفيز الرياضي ويعطيه ثقة في النفس تكون كافية للنجاح على الصعيد الرياضي، وهذا شيء صحيح.
- في الواقع ما يحدّد درجات النجاح في الحياة هو طرق التعامل في مواجهة المعيقات أو التحديات، ومن هنا يتبيَّن أنّ أصحاب التفكير القابل للنموّ يواجهون التحديات بكل رحابة صدر.
- أكدت الأخصائية كارول أن طرق النجاح في الحياة عامة يعتمد بشكل كلي على سلوك الرياضي اتجاه عوامل الفشل، حيث أنها وصفت طرق تعامل أصحاب التفكير القابل للنمو مع عوامل الفشل فقالت: “إن عوامل الفشل لهؤلاء الأشخاص تعتبر معلومات، وكأنّهم يقولون إذا لم يتم نجاح هذا الإسلوب فيجب القيام على حلّ المشكلات، لذلك سأقوم بتجربة شيئاً جديداً”.