العمر وعلاقته بكفاءة الفرد الرياضي

اقرأ في هذا المقال


عند ممارسة الرياضة في سن مبكر فإن اللاعب سوف يكون عنده إمكانيات أعلى لاستقبال وفهم كافة المهارات الرياضية ويكون عنده رغبة في التعلم أعلى، بينما الأشخاص الذين يمارسون الرياضة في عمر متأخر سوف تكون قابليتهم أقل في فهم المهارات.

العمر وعلاقته بكفاءة الفرد الرياضي

تكشف كفاءة الأداء عند الرياضيين تغيرات منطقية تتناسب مع العمر، وتتضاعف إمكانيات مواد الطاقة بالطرق الهوائية وتتضاعف مع النضوج البدني للجسم واكتمال الدوائر الحسية للجسم، وكذلك يزداد عدد الأنزيمات الأساسية للتبادل الهوائي واللاهوائي، وكذلك نشاط وثبوت هذه الأنزيمات في العمل ويتضاعف احتياطي مواد الطاقة في الأنسجة، ويستكمل عمل الأنظمة المسؤولة عن إيصال الأكسجين والمواد الغذائية في العضلات.

وعادة ما تصل هذه المؤشرات إلى القيمة العظمى عند الأعمار من 20_ 25 سنة، إذ يتم الاكتمال الفسيولوجي الكامل للإنسان ويتم في هذا العمر عادة بلوغ أعلى النتائج الرياضية في تلك الأنواع من الرياضة التي يتطلب فيها إنتاج الطاقة بشكل عالي، وبعد سن 20 تبدأ مؤشرات الكفاءة البدنية بالهبوط التدريجي وعند بلوغ سن الـ 60 سنة تصبح بمرتين أقل مما عليه في عمر البلوغ.

كما يكون في فترة النمو البدني تمايز واضح في ديناميكية المؤشر البيولوجي، فمثلاً أن الكفاءة تزداد بسرعة عند الرجال لغاية 20 عاماً، ويبقى محافظاً على القيمة القصوى لغاية سن 30 ثم تبدأ الكفاءة بالهبوط، وأما عند اللاعبات فإن الكفاءة البدنية تتم بسرعة أكبر والزيادة تكون في عمر 18، كما أنه يصبح هبوط في القيمة عند التقدم بالعمر، وتبلغ قيمة القدرة الهوائية (قيمة الحد الأقصى لاستهلاك الأكسجين) عند الرجال أكبر قيمة في سن 25.

وتبقى محافظة على هذا المستوى لغاية سن 40 ثم تهبط، وأما عند النساء فإن أكبر قيمة لهذه القيمة تكون عند عمر 20 سنة وتبدأ بالانخفاض عند بلوغ عمر 25 سنة، كما أن أكبر قيمة لتراكم حامض اللبنيك في الدم عند الرجال والنساء تظهر عند بلوغ سن 22 سنة، ومن ثم تنخفض بسرعة بعد بلوغ سن 30 عاماً، وتبلغ أكبر قيمة لهذه الكفاءة عند سن 25_ 30 عاماً، وفي حالة التدريب المنتظم الهادئ يمكن المحافظة على هذا المستوى لغاية عمر 40_ 45 سنة، كما أن انخفاضها في سن الشيخوخة يمكن أن يظهر بوضوح أكبر عند النساء.

كيف تؤثر الشيخوخة على الأداء الرياضي

كما أن التمرين المعتاد قادر بشكل كبير وإيجابي على التأثير على الصحة، كما أن التمارين توفر فائدة صحية في أي عمر ويمكن أن تؤثر الشيخوخة والتوقعات الثقافية على النشاط البدني بطرق مختلفة، وتؤدي التغيرات الفسيولوجية المصاحبة للتقدم في العمر إلى انخفاض في كل من الأداء الهوائي واللاهوائي، مع تأثر السرعة والقوة، كما أن التغييرات في الحالة الصحية التي كانت تُعزى إلى “الشيخوخة الطبيعية” يُعترف بها على أنها ناتجة جزئيًا عن نمط حياة غير مستقر.

وتلعب الإعاقات المتزايدة المرتبطة بالأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والتهاب المفاصل العظمي دوراًِ مهم في التأثير على كفاءته في أداء الأنشطة الرياضية، كما أن أحد الأسباب الرئيسية التي تكون ملاحظة في الانخفاض في الأداء الرياضي الهوائي أو التحمل، مع تقدم العمر هو أن أجسام الرياضي لا تستطيع استخدام الأكسجين بشكل فعال، كما تعد القدرة العالية على استخدام الأكسجين مؤشرًا على أداء التحمل عبر الأعمار، وهي قيمة عددية تصف مقدار الأكسجين الذي يمكن أن يستخدمه جسمك لكل كيلوغرام من وزن الجسم.

كما تتأثر الكفاءة بمدى قدرة الجسم على جلب الأكسجين إلى الرئتين ومدى جودة نقله في الدم إلى العضلات العاملة، ومقدار الأكسجين الذي يمكن أن تستخدمه العضلات لتغذية الانقباض، ويمكن أن تحسن التمارين الرياضية كل هذه الأمور وكلما ارتفعت كفاءة الفرد الرياضي، وكلما كان الشخص أكثر لياقة بدنية أي أنهم يستطيعون القيام بمزيد من أعمال التحمل لوزن أجسامهم، كما أن السبب في انخفاض الكفاءة مع تقدم العمر هو أن معدلات ضربات القلب القصوى لدى اللاعب تنخفض أيضًا.

وأن أفضل قيمة لضربات القلب هو أعلى قيمة لضربات القلب في نبضة في الدقيقة يمكن للمرء تحقيقه أثناء زيادة كثافة تمارين التحمل، على الرغم من أن قيمة ضربات القلب الأقصى الفعلي لشخص معين متغير بدرجة كبيرة، إلا أنه مع تقدم اللاعب في العمر ينخفض ​​الحد الأعلى لمعدل ضربات القلب، سواء كان رياضيًا لائقًا للغاية أو لاعب مبتدئ.

ويقلل هذا الانخفاض كل من النتاج القلبي وتوصيل الأكسجين إلى العضلات؛ مما يترجم إلى انخفاض الكفاءة وبالتالي انخفاض الأداء في أحداث التحمل مع تقدم اللاعب ​​في العمر، حتى إذا انخفض توصيل الأكسجين إلى العضلات، فإن قدرة العضلات على استخدام الأكسجين الذي يحصل عليه بكفاءة بالنسبة إلى عبء العمل المحدد وهذا ما يسمى اقتصاد التمرين، يتم الحفاظ عليها جيدًا في الستينيات والسبعينيات من العمر، على الرغم من أن الكتلة العضلية الكلية تميل إلى الانخفاض مع تقدم اللاعب ​​في العمر ويمكن أن تسهم في انخفاض الأداء أيضًا.

أوقات استعادة التعافي بعد ممارسة التمرين عند اللاعبين من فئة كبار السن

مع تقدم اللاعبين في السن يشتكي العديد من الرياضيين من تقلص القدرة على التعافي من نوبات التمارين الصعبة، ويمكن أن يؤثر ذلك على كثافة وحجم التدريب لجميع الرياضيين، ولكن في العديد من الرياضات الاحتكاكية مثل كرة القدم يصبح التعافي من الإصابات والتأثيرات التراكمية للضربات القوية عاملاً مقيدًا للاستمرار في اللعب على أعلى مستوى، وتؤثر الإصابات على الأشخاص الذين يمارسون الرياضات التي لا تتطلب الاحتكاك الجسدي أيضًا.

وبالنسبة للرياضيين المحترفين تؤدي المعاناة إلى المزيد من الإصابات المرتبطة بالتدريب إلى تقليل كثافة التدريب وحجمه وبالتالي يأتي الأداء الضعيف في يوم السباق، وعلى الرغم من أن جميع الرياضيين سيخسرون في نهاية المطاف سباق العمر مقابل الأداء، ومع تدريب أفضل وممارسات التعافي ومن خلال التدريب بشكل أكثر ذكاءً وليس أكثر صعوبة يمكن للرياضيين تقليل فرص الإصابات وزيادة المكاسب من التدريب وتقليل آثار الشيخوخة.

كما يحتاج الرياضيون الأكبر سنًا إلى وقت أطول للتعافي والتكيف مع حافز التدريب، ولذلك يحتاج التخطيط للتمرين إلى التغيير مع تقدم العمر، ويركز التدريب المتقطع عالي الكثافة على سبيل المثال على جودة التمرين بدلاً من الحجم الهائل للتدريب ويمكن استخدامه بفعالية من قبل الرياضيين الأكبر سنًا لتحسين القدرة الهوائية، كما يمكن أن يساعد التدريب المتقاطع مثل رفع الأثقال واليوجا في الحفاظ على كتلة العضلات ومرونتها، وتقليل الإصابات الناتجة عن الإفراط في التحمل لدى رياضيي التحمل.


شارك المقالة: