العوامل المؤثرة في الذكاء الرياضي

اقرأ في هذا المقال


إن ذكاء الأشخاص بشكله العام يعتبر حصيلة التفاعل ما بين العوامل الوراثية والعوامل البيئية، فالعوامل الوراثية أو الجينات هما من يضعان الإطار العام للذكاء، ثم يأتي بعد ذلك البيئة المحيطة وظروفها وعناصرها المختلفة لتعمل على تشكيل هذا الذكاء الذي يتناسب مع طبيعة هذه الظروف والعناصر البيئية، فإذا كانت العناصر البيئية مُحفّزة لنمو الذكاء الوراثي فقد تم تنمية الجزء الأكبر منه، أما إذا كانت مثبتة وخاصة في مراحل النمو وحتى سن العشرون تقريباُ؛ فإن ما ينتج من الذكاء عند نهاية هذه المرحلة يكون محدد.

العوامل المؤثرة في الذكاء في مجال علم النفس الرياضي:

  • العوامل الوراثية بالنسبة للأشخاص الرياضيين: إن كل من عامل الوراثة وعامل البيئة يقومان على تبادل التأثير في الذكاء الرياضي، والذكاء هذا يكون نتيجة تفاعل ما بين القدرات البيولوجية للرياضيين وبين الفرص البيئية التي أتيحت لهم؛ ممّا يجعل من المستحيل إمكانية فصل تأثيرهما تماماً إلا في حالة الدراسة وحالة البحث، فالوراثة تضع حدود وإمكانيات للذكاء لدى الرياضيين والتي بدورها تتيح للعوامل بالتأثير، فالإمكانيات لدى الرياضيين التي تكون موروثة لا تكون ظاهرة ومن الممكن أن يتضح أثرها من دون آثار بيئية.
  • العوامل البيئية بالنسبة للأشخاص الرياضيين: حاول علماء النفس الرياضي دراسة العلاقة ما بين ذكاء الرياضيين وبين بعض العوامل البىئية ذات العلاقة، ومن هذه العوامل البيئية:
    • الفروق الاجتماعية والاقتصادية للأشخاص؛ فالأشخاص الرياضيون القادمون من الطبقات العليا أكثر ذكاء من الرياضيون القادمون من الطبقات الفقيرة أو المحرومة مادياً.
    • المستوى التعليمي للرياضيين؛ إذ تم تقسم الرياضيين وفق مؤهلاتهم العلمية، فمن الطبيعي أن نجد الأكثر هم أصحاب المؤهلات العلمية ذات المستويات العليا ومنهم خريجو الجامعات ومنهم خريجو المدارس الثانوية، ونجد أن هناك علاقة ما بين ذكاء الأشخاص الرياضيين وبين المستوى التعليمي لهم.
      وفي مجال علم النفس الرياضي يعتبر عدد أفراد الأسرة من أحد المؤثرات البيئية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمستوى العقلي للأشخاص الرياضيين؛ حيث تبيّن أن متوسط الذكاء لدى العائلة يميل إلى الانخفاض إذا ارتفع عدد أفراد الأسرة، ومن الممكن أن يعود السبب في ذلك إلى أن الآباء الذين لديهم عدد أفراد أكثر يقضون وقتاً أقل مع أطفالهم والعكس صحيح.
    • الذكاء الرياضي والمهنة؛ تختلف مستويات الذكاء في المجال الرياضي باختلاف المهن التي يمارسونها الرياضيين وهذا يعتبر أمر طبيعي؛ لأن مهنة الأشخاص الرياضيين ترتبط بمستواهم العلمي والمستوى العلمي له علاقة ذات طابع إيجابي بالذكاء الرياضي، وكذلك يوجد هناك علاقة ما بين ذكاء الرياضيين والمستوى المهني لآبائهم وتعتبر هذه علاقة إيجابية.
    • صحة الرياضيين الجسدية والعقلية؛ إن الصحة الجسدية للرياضيين هي عبارة عن سلامة جميع أعضاء الجسم لديهم، ووجود التوافق والانسجام الكامل ما بين الوظائف العضوية المتنوعة، حيث يعمل كل عضو من أعضاء الجسم على أداء وظيفته في أكمل وجه، كما أن الصحة الجسدية للرياضيين هي قدرة الجسم في مقاومة معظم الأمراض والتغيّرات الجسدية والقدرة على التكيّف مع الظروف التي يمر بها الجسم، والإحساس بشعور من القوة والنشاط والحيويّة، وإمكانية مقاومة التعب والإرهاق، واكتساب نظام مناعي قوي ومتين يحاول القضاء على جميع مسببات الأمراض وإمكانية محاولة تجاوزها.
    • التغذية الرياضية؛ تعتبر التغذية في علم النفس الرياضي جزءاً مهماً في العديد من أنواع التدريب الرياضي؛ حيث أن التغذية الرياضية تتمتع بمتابعين على مستوى واسع في الرياضات ذات القوة، مثل: (رياضات رفع الأثقال وكمال الأجسام)، ورياضات ذات التحمل، مثل: (رياضات ركوب الدراجات والجري والسباحة والتجديف)، وتهتم التغذية الرياضية في دراساتها على نوع وكمية السوائل والأطعمة التي يقوم بتناولها الرياضيين.
      وللتغذية الرياضية دور كبير ومهم في تطوير الأداء الرياضي، سواء كان ذلك في المنافسات الرياضية مثل المباريات أو الألعاب الهوائية أو في مجال بناء الأجسام، فهي ترتكز على العناصر الأساسية في الغذاء، مثل: (الكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والأملاح المعدنية والبروتينات والماء)، ولكل من هذه العناصر دور كبير في تحسين الأداء الرياضي.
      كما أن النظام الغذائي يختلف حسب نوع الرياضة التي يمارسها الأشخاص الرياضيون، فعلى سبيل المثال: عند رغبة الرياضيين في نزول الوزن يجب عليهم أن يقللوا من السعرات الحرارية اليومية مع وجوب الالتزام بتناول الطعام بكميات محسوبة من جميع العناصر الغذائية، وأما عند الرغبة في زيادة الوزن أو الرغبة في بناء عضلات الجسم، فيجب الزيادة في عدد السعرات الحرارية اليومية المأخوذة من مصادرالأغذية الأساسية، ويجب الحصول على كميات جيدة من البروتين بما فيه الكفاية، ولكن ليس كثيراً.

المصدر: علم النفس الرياضي،د.عبدالستار جبار الضمد،الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،أسامة كامل راتب،الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،كامل لويس،الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،أ.م.د حسين عبدالزهرة عبدأليمه،الطبعة الأولى.


شارك المقالة: