برامج المنافسات الرياضية وتأثيره في العملية التدريبية

اقرأ في هذا المقال


يترتب على المدرب العمل على تهيئة اللاعب بشكل مثالي ومناسب؛ وذلك من أجل أن يكون قادر على الفوز في المنافسة.

برامج المنافسات وتأثيره في العملية التدريبية

من السمات الأساسية للتدريب الرياضي الحديث هو التوسع في النشاط فترة المنافسات؛ وذلك لأنها تلعب دور أساسي في استثارة ظاهرة التكيف لدى لاعبي المستويات المتقدمة، حيث تكمن فعاليات هذه الفترة من العمل على رفع أعلى قدر من إمكانات الرياضي الوظيفية مقارنة بأي برنامج آخر، فخلال المنافسات وحدها يستطيع الرياضي الوصول من الارتفاع بقدراته الوظيفية، وينفذ العمل المطلوب الذي ليس بمقدوره تنفيذه خلال الوحدات التدريبية.

على سبيل المثال فإن راكبو الدراجات من المستويات المتقدمة في السباقات الرسمية كانت نتائجهم عالية بالنسبة للنتائج التي حصل عليها نفس المتسابقين في المباريات التجريبية (التدريبية) وكان التباين شديد وواضح جداً، كما أن أفضل نتائج حققها اللاعبون في السباقات كانت تصاحبها إزاحات أكثر وضوحاً في نشاط أجهزة الجسم، ففي مقارنة منحنى النبض فقد بلغ تردد التقلصات القلبية لدى راكبي الدراجات خلال عملية المنافسات كان أكبر مما هي عليه طيلة فترة العمل في الممارسات التدريبية.

وعند الأخذ بنظر الاعتبار الدور التدريبي العالي للإعداد التنافسي للاعبين من المستويات المتقدمة في أنواع الرياضية الفردية (سباق الدراجات)، فإن المدربين غالباً ما يسعون إلى تنظيم القسم الأكبر من التدريب المنخفض على شكل سلسلة من الممارسات التي يتم تنفيذها في ظروف مختلفة، كما أن من الشروط الأساسية في نجاح التخطيط للمنافسات خلال العام هو تفاضلها الدقيق وفق درجة المسؤولية ودورها وموقعها في عملية الإعداد.

كما يترتب على المدرب أن يولي فترة المنافسات اهتماماً خاصاً، ويمكن تمييز ثلاثة مستويات للمنافسة منها، التدريبية والموصلة (الرقابية) والمرحلية (أساسية)، ويحدد مستوى المنافسات بمقدار كبير درجة تعبئة الجهود الوظيفية للرياضي، كما إن أعلى تأثير على جسم الرياضي تظهره في فترة المنافسات الموسمية الأساسية، والتي عادة ما يتم تنظيمها مرة واحدة كل أسبوع.

وينبغي ألا يكون عدد المنافسات الأساسية كبيراً وهو يتراوح عادة بين 1 إلى 4 منافسات، وذلك استناداً إلى خصوصية نوع الرياضة ومستوى إعداد الرياضي خلال السنة، وينبغي أن يساعد توزيع المنافسات الرياضية في الحفاظ على الوضع الأساسي؛ من أجل بناء التدريب الرياضي واستثمار استعمال النمو الصحيح للياقة البدني.

وعندما يكون عدد المنافسات الأساسية أكبر من الاعتيادي، فإن محاولة إظهار نتائج جيدة في منافسات الدرجة الثانية يصعب تحقيقه في العملية التدريبية أو التخطيط له، أو الاستعمال الكامل لإمكانية التدريب الرياضي الحديث للإعداد للمنافسات الرئيسية، كما أنه عند التخطيط للمنافسات يترتب الأخذ بنظر الاعتبار أولاً توزيعها المنتظم نسبياً خلال السنة وفق مستوياتها ومناهج تدريب المتخصص في هذه المرحلة، وثانياً التركيز المحدد للممارسات في النصف الثاني لفترة الإعداد وفي بداية فترة المنافسات.

كما أن التوزيع المنتظم للممارسات خلال السنة في البرنامج التدريبي يؤثر إيجابيا على نوعية العملية التدريبية؛ وذلك لأنه يساعد على مدار السنة من العمل على استعمال أحمال تدريبية تناسب خصوصية النشاط التنافسي، وبالإضافة إلى التخطيط المنتظم للمنافسات على مدار السنة فمن الضروري الأخذ بعين الاعتبار تركيزها في مراحل الإعداد لأشد التخصصات كثافة، وفي هذا الوقت لا يستجيب جسم الرياضيين بصورة كافية نتيجة العمل على الوسائل التقليدية.

ولذلك يعتبر تطبيق الأسلوب التنافسي الواسع دفعة إضافية لتنشيط العمليات التكيفية، وعلى سبيل المثال يترب أن يكون عدد الممارسات التنافسية في البرنامج التنافسي لدى السباحين من المراكز المتقدمة في بعض الأشهر 20 ممارسة وأكثر وهو يتجاوز تقريباً ضعف المستوى نصف الشهري، كما كانت الممارسات التنافسية لعدد من السباحين المتقدمين خلال 15 إلى 20 يوم في منافسات مختلفة بمعدل 14 إلى 16 مرة.

كما يترتب على المدرب العمل على تحديد الفواصل الزمنية من أجل بلوغ أعلى درجة من الإنجاز والمحافظة على الإنجازات الرياضية العالية التي اكتسبها اللاعب في فترة الإعداد، وفي أغلب الفعاليات الرياضية فإن النجاحات الكبيرة الأولى عند التنظيم المثمر للتدريب الرياضي تأتي عادة بعد م إلى 6 سنوات من بداية التدريب، وأما أعظم النتائج فبمقدور الرياضيين أن يبلغوها بعد مضي من 7 إلى 10 سنوات، كما يترتب على اللاعب أن يبذل أعلى ما لديه من طاقة؛ وذلك من أجل أن يصل إلى أعلى نتائج في المنافسات.


شارك المقالة: