تأثيرات الاستمرار بالجهد البدني لفترة طويلة على أجهزة وأعضاء الجسم

اقرأ في هذا المقال


تعتمد نتائج المباريات والمنافسات بشكل كبير على مستويات الأفراد وقدراتهم البدنية، وعلى إمكانية بذلهم للجهد البدني العالي أثناء اللعب.

تأثيرات الاستمرار بالجهد البدني لفترة طويلة على أجهزة وأعضاء الجسم

  • إذا كانت شدة التمرين لا تتعدى الحد الأعلى لاستهلاك الأكسجين، فإنه سوف يلاحظ على اللاعب بعد فترة من الجهد البدني حصول ارتفاع معتدل في المستوى الوظيفي لجميع أجهزة وأعضاء الجسم، وعند الاستمرار بالجهد تنتظم قيم التغيرات والتأثيرات الوظيفية، ومن ثم تتناقص تدريجياً.
  • إذا كانت شدة التمرين عالية سوف يلاحظ على اللاعب زيادة خطية لردود أفعال أجهزة وأعضاء الجسم، وتزيد إمكانية صرف الطاقة وتقود عمليات الاستهلاك الكبير للطاقة إلى التعب، وذلك الشيء يتطلب من المدرب العمل على التقليل من شدة التمرين.
  • إن أداء أحمال بدنية بفترات متساوية ولكنها تختلف في التنفيذ، فإنها تنفذ بشكل مستمر أو على شكل تكرارات تعمل على التسبب بتأثيرات تدريبية مختلفة من حيث حجم هذه التأثيرات أو اتجاهها، كما أن طول فترات الراحة بين التكرارات تحدد وبدرجة عالية قيمة وطبيعة التغييرات والتأثيرات التي ينتجها الحمل البدني على أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة.

كما تعتمد طول فترات الراحة بين التكرارات على طول فترة التمرين ومستوى الشدة التي ينفذ فيها، وكذلك على خصوصية وقدرة وتكيف الأجهزة الوظيفية للرياضي ومستواه التدريبي، كما أنه عندما يتساوى الحمل البدني من حيث الشدة وطول المدة ويكون هناك تغير في فترات الراحة بين التكرارات، فإن التأثير التدريبي لهذا الحمل سيكون مختلفاً وخاصة في الفعاليات التي يكون زمنها قصير، كعدو المسافات القصيرة.

كما أنه عند العمل على أداء تمرين بشدة من 90 إلى 100% وبراحة كاملة تصل من 4 إلى 6 دقائق، فإن التأثير التدريبي لهذا الحمل البدني يكون مخصصاً لتطوير السرعة القصوى، ولكن في حال تم تنفيذ هذا الحمل البدني على فترات راحة قصيرة بين التكرارات تصل إلى 30_ 45 ثانية، فإن التأثير التدريبي لهذا الحمل سيكون موجهاً نحو تطوير تحمل السرعة بشكل خاص.

كما أنه عند العمل على استعمال مسافة تدريبية لغاية 80 متر يجب أن تؤدى بالسرعة القصوى، وأن تكون الراحة بين التكرارات كاملة تقريبا أي هبوط النبض تحت 120، كما أن المستوى الوظيفي لبعض أنظمة الجسم يكون في بداية الراحة أكبر مما هو عليه في نهاية الجهد، كما أن تأثير الحمل التدريبي يكمن في تحديد قيم الحجم والشدة وطول فترات الراحة ونوعها، ومدى استجابة وتكيف الأجهزة الوظيفية لهذا الحمل ومقدار استهلاك الطاقة والفضلات التي تنتج عن ممارسة النشاط البدني.

كما أن مخزون المواد التي تحتوي على الطاقة وفوسفات الكرياتين والجليكوجين العضلي ينخفض بين تكار وآخر، ولكن بالمقابل فإن تركيز حامض اللاكتيك في العضلات والدم يصل إلى الحد الأقصى في التكرار الرابع والخامس في الفعاليات التي يكون فيها تحلل السكر لا أكسجيني، حيث تكون شدة هذه التدريبات من 85_ 100% ومدتها لا تتجاوز الثلاث دقائق، والراحة بين التمارين تصل إلى 130 نبضة، كما تنخفض قيمة استهلاك الأكسجين بشكل تدريجي أثناء الراحة.

إن مثل هذه التدريبات تعمل على إظهار تأثير كبير وواضح في الوظائف اللاأكسجينية والأكسجينية لأجهزة وأعضاء الجسم المختلفة، كما أن صعوبة تناسق الأداء في التدريبات التي تم التخطيط لها تعمل على التأثير بشكل إيجابي على على الأنظمة الوظيفية للجسم، وبشكل خاص على الوظائف التنظيمية للحركة وتنمي قدرتها على الاقتصاد في بذل الجهد أثناء ممارسة النشاط البدني من خلال العضلات العاملة، وعدم استعمال العضلات التي لا تشترك في النشاط البدني وبالتالي التقليل من الأخطاء.

كما أنه من الممكن في حال ازدادت هذه الأخطاء بصورة واضحة في مثل هذه الظروف من حيث أن عدد اللاعبين الذين ينفذون التمرين تعتبر عناصر تخصصية، التي لا بد من السيطرة والتحكم فيها وإن تغير قيم هذه العناصر بالزيادة والنقصان يقود إلى ارتفاع وانخفاض في الصعوبة التنسيقية للواجبات الحركية وتأثيراتها الوظيفية.

كما يعتبر الحد الأعلى لاستهلاك الأكسجين وكمية حامض اللاكتيك في العضلات والدم من المؤشرات الفسيولوجية ذات قيمة كبيرة في تحديد الحالة التدريبية للرياضيين، وتقدم معلومات وفيرة عن مدة الإمكانيات اللأكسجينية والأكسجينية للرياضيين، وعند العمل على تصنيف الأحمال التدريبية حسب اتجاهها، فإن الأحمال التدريبية اللاأكسجينية  تؤدي إلى زيادة قوة العضلات من خلال زيادة الكتلة العضلية وتعمل على تطوير مطاولة القوة.

كما تؤثر طبيعة الراحة بين التكرارات على استعادة الشفاء، فعند العمل على استغلال فترات الراحة بعمل ما، كالمشي أو الهرولة الخفيفة (راحة نشطة أو إيجابية)، فإن أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة تبقى محافظة على فعاليتها بمستوى معين كالقلب والجهاز التنفسي وخصوصاً في الحمل التدريبي الذي يتميز بشدة مرتفعة، فمثلاً في العدو المتغير إذا نفذت فترات الراحة بتكرارات وشدة متوسطة مقارنة بفترات راحة سلبية فإن تأثيرها على المستوى الوظيفي غير كبير.

كما أنه فترة استعادة الشفاء بعد ممارسة الجهد البدني بشكل مستمر تمر بثلاث مراحل، في البداية تجري استعادة الشفاء بشكل سريع ثم تتباطأ بشكل تدريجي والجزء الأكبر من الدين الأكسجيني يتم تعويضه خلال الدقائق الأولى بشكل واضح، ومن ثم تتناقص كمية التعويض، كما تتم استعادة المؤشرات الأخرى لوظائف الجسم في أوقات مختلفة، فمثلاً أن المستوى الأولي لاستهلاك الأكسجين بعد الجهد البدني يتم تعويضه بعد 30 دقيقة في حين أن مصادر الطاقة تحتاج إلى وقت أطول من أجل تعويض الجليكوجين.

كما أن طول فترة عمليات استعادة الشفاء بعد ممارسة الجهد البدني لفترة طويلة تحدد بدرجة كبيرة بمستوى الحالة التدريبية، كما أن تصنيف الأحمال التدريبية يعكس خاصية أنظمة استهلاك الطاقة المختلفة، وإن نظام إنتاج الطاقة اللاأكسجينية يشارك في جميع التمرينات، حيث تكون بداية أي تمرين لاأكسجينياً وحتى في التدريبات التي تكون طويلة الأمد؛ لأن الأجهزة الوظيفية للتعب والدورة الدموية والتنفس تحتاج إلى بعض الوقت بفترة تقدر حوالي 25 ثانية؛ لكي يصل الأكسجين المستنشق في بداية التمرين إلى الأجهزة.

وفي هذه الفترة يتم إنتاج الطاقة لاأكسجينياً وبهذه الحالة فإن مشاركة نظام إنتاج الطاقة اللأكسجينية يكون في حدوده الدنيا وخاصة في الفعاليات التي يكون زمن أداؤها طويلاً، ويؤدى بشدة متوسطة كعدو المسافات الطويلة وسباق الدراجات والتجديف، كما أن هذه التدريبات تكون موجهه لتطوير القوة العامة ويوك الأكسجين المستهلك كبيراً في هذه الحالة.

كما أن الحمل التدريبي يعمل على تحديد بسرعة تنفيذ التمرين وعدد التكرارات وطول فترة الراحة، ومدى الصعوبة التنسيقية، وبالنسبة للتمارين البسيطة التي لا تحتاج إلى جهداً بدنياً وعقلياً كبيراً للتنفيذ، فإن استعمال مثل تلك التدريبات للمستويات المتقدمة يكون غير مناسب.


شارك المقالة: