تأثير الاستجابات الفسيولوجية للملوثات على الأداء الرياضي

اقرأ في هذا المقال


يجب على الأخصائي الحرص قدر الإمكان على فحص البيئة التي سيتدرب فيها الرياضي؛ وذلك تجنباً لحصول الأمراض معه أثناء ممارسة الرياضة.

تأثير الاستجابات الفسيولوجية للملوثات على الأداء الرياضي

تعمل المصانع الكيماوية وانبعاثات السيارات بشكل كبير في إنتاج غاز الأوزون وغيره من الملوثات البيئية الضارة مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت، وعندما يملأ الرياضيون رئتيهم بالهواء أثناء أداء التمارين الرياضية الشاقة فإنهم يستنشقون أيضًا السموم وجزيئات الغبار التي يمكن أن تؤثر على التنفس، كما أنه بدون إمدادات كافية من الأكسجين لا يمكن للرياضيين الوصول إلى ذروة الأداء، حيث يؤدي التدريب والمنافسة في الهواء الطلق إلى زيادة التعرض للتلوث؛ مما قد يؤدي إلى أمراض الجهاز التنفسي واضطرابات القلب والأوعية الدموية.

الضائقة التنفسية

قد يعاني الرياضيون المعرضون لتلوث الهواء من التهاب المسالك الهوائية وتضاؤل ​​القدرة الرئوية مع ما ينتج عن ذلك من أمراض في الجهاز التنفسي، مثل السعال والصفير وضيق التنفس، كما يمكن أن ينتج عن التلوث أيضًا إلى إضعاف قدرة الرياضيين على التحمل وقدرتهم على التركيز بسبب أعراض الجهاز التنفسي المزعجة والمشتتة للانتباه، كما أن الرياضيين يمكن أن يتأثروا حتى في الأيام التي تصبح فيها مستويات التلوث منخفضة نسبيًا لأنهم يستنشقون الهواء بعمق في نظامهم التنفسي السفلي، حيث تتراكم جزيئات الضباب الدخاني وسموم الأوزون مع التعرض لفترات طويلة.

ضعف الأداء الرياضي

حتى التخفيضات الطفيفة في قوة وسرعة رياضي النخبة بسبب الحساسية البيئية يمكن أن تكون مشكلة في يوم اللعبة، على سبيل المثال أبدى بعض الرياضيين عن مخاوفهم بشأن قدرتهم على المنافسة بفعالية عندما أقيمت دورة الألعاب الأولمبية لعام 2008 في بكين عاصمة الصين والم؛ نتيجة وجود فيه مستويات عالية من ملوثات الهواء التي تتجاوز الحدود التي تعتبرها وكالة حماية البيئة مقبولة، حيث كانت مخاوف الرياضيين صحيحة؛ بسبب جودة الهواء الرديئة يمكن أن تمنع الرياضيين من بذل قصارى جهدهم وتحقيق أرقام قياسية عالمية جديدة.

مخاوف صحية مستمرة

تعرض البيئات الملوثة الرياضيين لخطر الإصابة بأمراض القلب والرئة المزمنة، حيث أن المشكلة الحادة هي بشكل خاص لعدائي الماراثون وراكبي الدراجات الذين يتدربون بالقرب من الطرق السريعة أو في المدن الكبيرة حيث يتنفسون أبخرة العادم من المركبات المارة، حيث يمكن أن تشمل التأثيرات الفورية للملوثات مثل أول أكسيد الكربون ونقص الأكسجين في الأنسجة وزيادة معدل ضربات القلب، حيث أن الربو وأمراض القلب والأوعية الدموية هي عواقب محتملة على المدى الطويل.

ظهور مبكر للربو

قد يصاب الرياضيون الشباب بالربو كنتيجة مباشرة لممارسة الرياضة في الهواء الطلق إذا كانوا يعيشون في مجتمع به مستويات عالية من تلوث الهواء، حيث أن الفرق الرياضية التي تتنافس في الأحياء ذات نوعية الهواء الرديئة لديهم خطر الإصابة بالربو أعلى بثلاث إلى أربع مرات من غير الرياضيين.

كيفية التعامل مع آثار تلوث الهواء عند ممارسة التمارين

تعتبر ممارسة الرياضة عنصرًا أساسيًا لنمط حياة صحي، ولكن أظهرت الأبحاث أن تلوث الهواء يمكن أن يجعل أداء الرياضة خطراً على الصحة ويؤثر على الأداء، كما أن الأفراد الذين يعانون من حالات موجودة مسبقًا مثل الربو أو أمراض القلب أو الرئة الأخرى معرضون بشكل خاص لخطر الضرر إذا مارسوا الرياضة أثناء وجودهم في ظروف ملوثة.

مخاوف صحية من ممارسة الرياضة في الهواء الملوث

يأتي تلوث الهواء الخارجي من العديد من المصادر بما في ذلك حركة المرور من السيارات وحرق الأخشاب أو المواد الأخرى وحبوب اللقاح من الأشجار والزهور والعمليات الزراعية أو البناء وغيرها من المصادر، حيث يمكن أن يسبب التعرض لهذه الملوثات مشاكل صحية حتى عندما لا يمارس الشخص الرياضة، ومع ذلك عندما يمارس شخص ما احتمالية حدوث مشاكل صحية تتضخم، حيث تشمل المخاوف الصحية الناتجة عن ممارسة الرياضة في الهواء الملوث إمكانية تطوير مشاكل في مجرى الهواء العلوي والسفلي.

عند ممارسة الرياضة عادة ما يتنفس اللاعب بصعوبة أكبر ويستنشق المزيد من الهواء في عمق رئتيه، ومن المحتمل أيضًا أن يتنفس من خلال الفم أثناء ممارسة الرياضة؛ مما يتسبب في تهرب الهواء الذي يتنفسه من الممرات الأنفية التي عادةً ما تقوم بتصفية العديد من الجزيئات المحمولة جواً، وهذه الجزيئات المحمولة جواً لديها فرصة أكبر للتغلغل في الرئتين والتسبب في أشياء مثل الصداع وزيادة خطر الإصابة بالربو وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية أو تلف الرئتين نفسها أو حتى الموت.

كما أن الأضرار التي يسببها تلوث الهواء للرياضيين إلى أن الاستنشاق المستمر لملوثات الهواء الخطرة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالربو، حيث يمكن أن ينتج عن التعرض الممتد للتلوث أيضًا في استجابة مفرطة لمجرى الهواء، وهي حالة مرتبطة بكل من مرض الانسداد الرئوي وكذلك الربو.

آثار تلوث الهواء على أداء اللاعب للتمرين

أحد الملوثات في الضباب الدخاني هو أول أكسيد الكربون والذي له تأثير مهين قابل للقياس على قدرة الشخص على نقل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم؛ لأنه يؤثر على خلايا الدم الحمراء، حيث يدخل أول أكسيد الكربون إلى الدم من خلال الرئتين ويحتل المواقع التي عادة ما تترابط فيها خلايا الدم الحمراء الحاملة للأكسجين، ومع زيادة كمية أول أكسيد الكربون في الدم سينخفض ​​الأداء الرياضي خطيًا في الارتباط لأن الدم ينقل كمية أقل من الأكسجين.

كما يمكن أن تؤدي المستويات العالية من أول أكسيد الكربون بشكل خاص مثل تلك الموجودة في المناطق التي تعاني من مشاكل الضباب الدخاني الشديد إلى تدهور التنسيق العضلي للشخص، كما يمكن أن تؤدي الملوثات الأخرى مثل الهيدروكربونات والأوزون إلى تهيج حلق الشخص وأنفه ورئتيه وممرات الهواء، وهذا بالمثل يقلل من كمية الأكسجين في الجسم ويقلل من الأداء الرياضي.

طرق حماية اللاعب من آثار تلوث الهواء عند ممارسة التمرين

هناك عدد من الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتقليل تعرضك لملوثات الهواء أثناء التمرين أو التدريب أو المنافسة وبالتالي حماية صحة اللاعب، ومنها:

  • من المهم مراقبة مستويات تلوث الهواء: حيث يترتب الانتباه إلى التحذيرات المحلية الخاصة بجودة الهواء الرديئة خاصة عندما يكون الطقس حارًا، وكثيرًا ما يعتقد الرياضيون أن ضيق التنفس ناتج عن التعرض للحرارة، ولكنه غالبًا ما يكون بسبب مستويات التلوث العالية، حيث ينبغي ممارسة الرياضة إما في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء، حيث يحدث هذا عندما تكون مستويات تلوث الهواء، وخاصة مستويات الأوزون في أدنى مستوياتها، وبالمثل يجب على العدائين تجنب الطرق الأكثر ازدحامًا حيث تكون مستويات ملوثات الاحتراق في أعلى مستوياتها.
  • يجب أن يتم التدريب في الداخل إن أمكن  وفي غرفة بها جهاز تنقية هواء عالي الكفاءة.
  • تعريف اللاعبين بفوائد التمرينات، ولكن من المهم عدم السماح لتلوث الهواء بتحويل ممارسة الرياضة إلى مخاطر صحية بدلاً من الفوائد الصحية.

شارك المقالة: