تأثير الحمل البدني على التكيفات الوظيفية في المجال الرياضي

اقرأ في هذا المقال


ينبغي النظر إلى التدريب الرياضي من وجهة النظر البيو كيميائية على أنه عملية ذات توجه تكيفي للجسم؛ نتيجة تأثير الحمل البدني، حيث يلعب الحمل البدني دوراً مهمهاً في حدوث تغيرات تكيفية في الجسم.

تأثير الحمل البدني على التكيفات الوظيفية في المجال الرياضي

إن اتجاه وقيمة المؤثرات البيو كيميائية التي تحدث كرد للحمل البدني المستعمل يحددان المؤثر التدريبي، وتعتمد درجة تأثير الحمل البدني على شدة التمرين وطول فترة تنفيذ التمرين، وعدد تكرار التمرين المنفذ وقيمة فاصلة الراحة بين التمارين وطبيعة الراحة ونوع التمرين المنفذ، كما أن تغير كل المواصفات للحمل البدني يسبب التغيرات البيو كيميائية في الجسم، وأما مجموع التأثيرات فيقود إلى إعادة تنظيم جوهرية في تبادل المواد.

كما أن تكيف الجسم نتيجة تأثير الحمل البدني يكون اعتماداً على زمن وطبيعة التغيرات التكيفية في الجسم.

مراحل التكيف الذي يمر بها اللاعب أثناء ممارسة النشاط البدني

مرحلة التكيف السريع ومرحلة التكيف طويلة الأجل

إن التكيف السريع هو عبارة عن استجابة مباشرة للجسم اتجاه تأثير الحمل البدني وهو ينفذ من خلال آلية ميكانيكية بيو كيميائية معدة مسبقاً، وتقود لتغيرات في تبادل الطاقة كما أنه يتنامى تدريجياً على أساس تحقيق تكيف سريع كنتيجة لتجميع آثار الحمل البدني المتكرر، ويرتبط بالتغيرات الوظيفية والتركيبية التي تحصل في الجسم، والتي من شأنها أن تحسن الإمكانات التكيفية بصورة ملحوظة.

وتشكل التكيفات التركيبية والوظيفية طويلة الأمد بفضل نشاط الجهاز الوراثي في الخلايا الموجهة، ويؤدي النشاط الانقباضي للعضلات خلال تنفيذ الحمل البدني إلى تغيرات ملحوظة في أنظمة تأمين الطاقة، فهي تغير توازن مصادر الطاقة الفوسفاتية في الخلية ويصاحب ذلك تعزيز العمليات التي تقود إلى تكوين ATP (Adenosine triphosphate)، وإعادة توازن مصادر الطاقة الذي تم خرقه وتكون هذه العمليات الحلقة الابتدائية للتكيف السريع، إضافة إلى ذلك فإن الخرق الذي يصيب توازن مركبات مصادر الطاقة لحظة تأثير الحمل البدني ينشط دورة أخرى.

كما ينشط من خلال ذلك الطريق التكيف الطويل الأمد تحت تأثير الحمل البدني، ويقود هذا بدوره إلى مضاعفة التركيبات الهيكلية في الأعضاء ويزيد من الفاعلية الوظيفية ويضاعف في عملية تأمين الطاقة.

أنواع من المؤثر التدريبي تبعاً لطبيعة حدوث عمليات التكيف

 1. المؤثر المستعجل (سريع)

هي التي تحدث مباشرة أثناء تأثير الحمل البدني، وفي فترة الاستعادة السريعة خلال ساعة واحدة من انتهاء الحمل يجري تجاوز الدين الأكسجيني المتكون خلال العمل.

2. المؤثر التدريبي المتأخر

يكون في المراحل المتأخرة للاستعادة التي تعقب تنفيذ حمل بدني، وتشكل قدرة هذا المؤثر من العمليات المرنة الموجهة لنمو استكمال مصادر الطاقة في الجسم والإنتاج السريع للتراكيب الهيكلية التي تهشمت خلال العمل ومن ثم تكونت مجدداً.

3. المؤثر التراكمي

يظهر العامل التراكمي نتيجة الجمع المتتالي لآثار عديدة أو عدد كبير من المؤثرات التدريبية السريعة والمتأخرة، ويتم خلال العمل التدريبي التراكمي العمل على تعويض التغيرات البيو كيمائية التي ترتبط بتكوين الحوامض والتي تلاحظ خلال فترة الطويلة من التدريب، ويعبر عن المؤثر التراكمي بزيادة كفاءة مؤشرات الأداء وتحسين الإنجازات الرياضية.

تأثير التدريب الوظيفي على اللياقة البدنية لدى الرياضيين

تعتبر اللياقة البدنية أهم جودة لتحديد القدرة التنافسية للرياضيين، تعد اللياقة البدنية الممتازة ضرورية لتحسين المستوى الفني والتكتيكي والأداء للرياضيين وهي المطلب الأساسي للرياضيين المتنافسين تحت التدريب عالي الكثافة، يمكن أن ينتج عنه فقدان عنصر اللياقة البدنية للرياضي إلى تعويض هذا التحمل للخطر ويؤدي إلى إصابات رياضية.

على سبيل المثال في لعبة التنس يكون هناك انخفاض في قوة العضلات والتحكم في الوضع يحد من القدرة على البدء بسرعة وتغيير الاتجاه؛ مما يعيق قدرتهم على ضرب الكرة بشكل فعال والحفاظ على جسم مستقر ويزيد أيضًا من احتمالية الإصابات الرياضية.

كما يعزز تدريب المقاومة التقليدي أداء اللياقة البدنية عن طريق زيادة حمل التمرين تدريجيًا أثناء عملية التدريب، ويشير التدريب الوظيفي إلى تدريب السلاسل والوصلات الجزئية في سلسلة الحركة البشرية التي تتضمن إكمال إجراءات هدف محددة، بما في ذلك أنشطة تسريع مسار الحركة متعدد الأبعاد والتباطؤ وأنشطة التدريب على الاستقرار التي تلبي خصائص إجراءات محددة الهدف، ويتضمن نمط عمل التدريب الوظيفي تسريع وتباطؤ واستقرار مفاصل متعددة أثناء ممارسة النشاط البدني.

المصدر: كتاب" فسيولوجيا الرياضة للدكتور: عبدالرحمن زاهر كتاب" فسيولوجيا الحركة للدكتور: عبد المالك سربوتكتاب" مبادئ الفسيولوجيا الرياضية للدكتور: سميعه خليل محمد كتاب" فسيولوجيا التدريب الرياضي للدكتور: محمد حسن علاوي


شارك المقالة: