رياضة المعاقين بين الحاضر والمستقبل

اقرأ في هذا المقال


هناك احتياجات وعوامل يجب على المدرب الأخذ بها، وذلك من أجل أن تتلاءم مع طبيعة الإعاقة الحاصلة للرياضي، وذلك حتى يكون كل شيء يكون مناسب لكافة الأطراف.

رياضة المعاقين بين الحاضر والمستقبل

إن القدرة الفريدة للرياضة على تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية والاجتماعية تجعلها منصة ممتازة لاستراتيجيات الإدماج والتكيف، علاوة على ذلك فإن الشعبية العالمية للرياضة وفوائدها في مجال التنمية البدنية والاجتماعية والاقتصادية تجعلها أداة مثالية لتعزيز إدماج ورفاه الأشخاص ذوي الإعاقة، وغالبًا ما يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة حواجز مجتمعية وتثير الإعاقة تصورات سلبية وتمييزًا في العديد من المجتمعات.

ونتيجة لنظرة المجتمع المرتبطة بالإعاقة يُستبعد الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام من التعليم والعمل والحياة المجتمعية؛ مما يحرمهم من الفرص الأساسية لتطورهم الاجتماعي وصحتهم ورفاههم، وفي بعض المجتمعات يُعتبر الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة تابعين ويُنظر إليهم على أنهم غير قادرين؛ مما يؤدي إلى تعزيز الخمول الذي غالبًا ما يتسبب في إصابة الأفراد ذوي الإعاقة الجسدية بتقييد الحركة بما يتجاوز سبب إعاقتهم.

ويمكن أن تعمل الرياضة في الحد من نظرة المجتمع والتمييز المرتبطين بالإعاقة لأنها يمكن أن تغير مواقف المجتمع تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك من خلال إظهار مهاراتهم وتخفيض الميل إلى رؤية الإعاقة بدلاً من الشخص، ومن خلال الرياضة يتفاعل الأشخاص العاديين مع الأشخاص ذوي الإعاقة في سياق إيجابي يجبرهم على إعادة تشكيل الافتراضات حول ما يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة فعله وما لا يمكنهم فعله.

كما تغير الرياضة الشخص المعاق بطريقة عميقة بنفس القدر من خلال تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من تحقيق إمكاناتهم الكاملة والدعوة للتغييرات في المجتمع، علاوة على ذلك من خلال تحسين دمج الأشخاص ذوي الإعاقة ورفاههم، يمكن أن تساعد الرياضة أيضًا في تعزيز الأهداف الإنمائية للألفية، على سبيل المثال يمكن أن تساعد الفرص القائمة على الرياضة في تحقيق هدف تعميم التعليم الابتدائي عن طريق الحد نظرة المجتمع  التي تمنع الأطفال ذوي الإعاقة من الذهاب إلى المدرسة.

وذلك بسبب تعزيز المساواة بين الجنسين (الهدف الثالث من الأهداف الإنمائية للألفية) من خلال تمكين النساء والفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة من اكتساب المعلومات الصحية والمهارات والشبكات الاجتماعية والخبرة القيادية، ويؤدي إلى زيادة العمالة وانخفاض مستويات الفقر والجوع (الهدف الأول من الأهداف الإنمائية للألفية) من خلال المساعدة في تقليل نظرة المجتمع لهم وزيادة الثقة بالنفس.

كما يترتب على الاتحاد الدولي ضمان وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الملاعب الرياضية والترفيهية كمتفرجين ومشاركين نشطين، وهذا يتطلب أيضًا أن يتم تضمين الأطفال ذوي الإعاقة في التربية البدنية داخل الفريق إلى أقصى حد ممكن والتمتع بالمساواة في الوصول إلى المستويات العالية.

حيث يشارك ثلث الأطفال المعوقين في أقل من 30 دقيقة من الرياضة والنشاط البدني في اليوم، كما أن 30% من الأطفال المعوقين أقل نشاطًا مقارنة بـ 21% من الأطفال غير المعوقين (يشاركون في أقل من 30 دقيقة من الرياضة والنشاط البدني يوميًا، كما تنخفض مستويات نشاط الأطفال المعوقين بشكل ملحوظ مع تقدمهم في السن، حيث تتشابه مستويات النشاط للأطفال المعوقين وغير المعوقين عند بدء الدراسة لأول مرة (المرحلة الرئيسية 1 .83% خلال فترة الفصل الدراسي مقارنة بـ 84%.

وبحلول سن 11 تقل احتمالية أن يكون الأطفال المعوقون نشطين أو نشطين إلى حد ما في (المرحلة الأساسية 2_ 77% مقابل 85%)، كما تتسع الفجوة بشكل أكبر عندما يبلغون من العمر 16 عامًا (المرحلة الرئيسية 4_ 52% مقابل 72%)، كما أن الرياضيين المعوقون أكثر عرضة للضعف مقارنة بأقرانهم من غير المعوقين (72% مقابل 36%)، ومن المرجح أن يشعروا أنه ليس لديهم من يتحدثون إليه ويشعرون بأنهم مستبعدون ويشعرون بالوحدة.

العوامل التي أدت إلى تطور رياضة المعاقين

كما أن الرياضيين المعوقون لديهم الدافع للمشاركة في الرياضة والنشاط البدني ليشعروا بالانتماء ويكونوا أكثر استقلالية، كما سيشرك مستقبل الرياضة الرياضيين ذوي الإعاقة وغير المعوقين في التنافس في الألعاب الرياضية معًا، حيث تمثل الرياضة المصممة تقليديًا للرياضيين ذوي الإعاقة فرصة هائلة للانفتاح أيضًا لتشمل جميع المشاركين، سواء من يعانون من إعاقة أو بدونها.

كما تطورت فرص المشاركة في الرياضة على مر السنين، ولم يكن لدى الفتيات والنساء دائمًا الحق في ممارسة الرياضة ضد بعضهن البعض، ناهيك عن التنافس مع الفتيان والرجال، حيث يواصل المدافعون العمل من أجل زيادة الفرص للفتيات والنساء، مع إدراك أنه قد توجد أيضًا فرص موسعة في الرياضات المختلطة بين الجنسين.


شارك المقالة: