طرق تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمعاقين حركياً في المجال الرياضي

اقرأ في هذا المقال


يجب على المدرب أو معلم التربية الرياضية العمل على تقديم كافة الدعم النفسي والاجتماعي للاعبين؛ وذلك من أجل أن يكون لديه حافز من أجل ممارسة برامج التربية الرياضية.

طرق تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمعاقين حركياً في المجال الرياضي

الإعاقة هي مشكلة صحية عامة متنامية، كما أن الأشخاص الذين يعانون من قيود وظيفية أو إعاقات جسدية محرومون بشكل عام من فرص المشاركة في الحياة الاجتماعية، وهذه القيود لا تتعارض فقط مع حقوق الإنسان الأساسية، ولكنها قد تؤثر أيضًا على صحة الناس ورفاههم، كما أن التبادل الإيجابي المستمر مع البيئة الاجتماعية القريبة (مثل الأسرة والأصدقاء والحياة العملية) له آثار مفيدة على الصحة والرفاهية.

على العكس من ذلك ترتبط العزلة الاجتماعية أو الافتقار إلى الروابط الاجتماعية الوثيقة بسوء الحالة الصحية وزيادة خطر الوفيات؛ بسبب مشاركتهم الاجتماعية المحدودة، كما يعد انخفاض الصحة العقلية من حيث الاضطرابات النفسية أحد الأعباء الرئيسية للمرض في جميع أنحاء العالم وخاصة في الفئات السكانية ذات الإعاقة.

كما أن العلاقات الاجتماعية السيئة تؤثر سلبًا على الصحة النفسية، كما تُفهم الصحة النفسية على أنها تركيبة متعددة الأبعاد للأعراض الموجهة للأمراض؛ نظرًا لتأثيرات الإعاقة المنتشرة في المجالات الرئيسية للحياة اليومية، ومن المهم النظر في التقييم الذاتي لرفاهية الفرد، حيث أن الرفاهية التي تُعرّف على أنها التقييم الذاتي لأداء الفرد ومزاجه ورضاه عن الحياة يكمل مفهوم الصحة العقلية؛ وذلك نظرًا لتنوع المفاهيم والمقاييس لتقييم العلاقات الاجتماعية.

كما يشمل مصطلح العلاقات الاجتماعية مجموعة متنوعة من الجوانب المتعلقة بالبيئة الاجتماعية القريبة والبعيدة، وتشمل البيئة البعيدة البنية الاجتماعية الأوسع لفرص التكامل الاجتماعي (مثل الثقافة وسوق العمل) وجودتها؛ وذلك لأن التأثيرات المباشرة على الصحة والرفاهية عادة ما تكون ضعيفة أو غائبة بعد تحليل وساطتها من خلال العوامل القريبة.

بينما يؤكد الدعم الاجتماعي على الأهمية الوظيفية من حيث توفير موارد مفيدة أو عاطفية أو إعلامية، وهناك جوانب أخرى مهمة تتعلق بجودة الدعم الملتقى والرضا عنه والتمييز بين الدعم المتصور والدعم المتلقي، كما لا تؤدي جميع التفاعلات الاجتماعية إلى علاقات إيجابية، كما أن التفاعلات الاجتماعية السلبية؛ لأن الشعور الذاتي الذي يمثله قد يكون له آثار سلبية على الصحة العقلية والرفاهية، حتى في وجود اتصالات اجتماعية.

وإن من بين أهم المقاييس التي يقاس بها رقي العالم وتحضّر الشعوب هو اهتمامها بإنسانية الرياضي فيها في شتى صوره التي خلقه الله عليها معاقا كان أو غير معاق، والإعاقة تعتبر ظاهرة اجتماعية بكافة عواملها فيأتي الاهتمام بالمعاق من عدمه من واقع المجتمع الذي يسكن فيه بداية بالمجتمع الصغير (الأسرة  والأب والأم والأخوة) وانتهاء بالمجتمع الكبير بكافة مؤسساته وأفراده.
ولو أخذنا في الاعتبار الإعاقة الحركية كنموذج من أكثر الإعاقات التي تحتاج عمل الجهود المجتمعية؛ وذلك لأن هذه الإعاقة غالبا ما تصاحبها إعاقة أو أكثر فتصبح إعاقة أخرى أو متعددة وبالتالي فخدمات التحسين بشكل عام تتجه فيها نحو المجتمع وتنبثق منه، كما أن برامج التأهيل الحديثة جدا والمعروفة عالمياً هي ما يسمى بالتأهيل المجتمعي، أي التأهيل المبني على المجتمع والتي تعني باختصار شديد أن لكل فرد من أبناء المجتمع دوره سواء كان كبيرا أو صغيرا في مجهود التنمية البشرية للرياضيين ذوي الإعاقة الحركية حتى يستطيعوا أن يقوموا بدورهم في بناء المجتمع وفي مجهود التنمية بجميع أبعادها.
والجانب الآخر والأهم هو أن الدين الإسلامي الحنيف يمثل بمبادئه المتعلقة بالتعاون والتكافل الاجتماعي، وبحق المسلم على أخيه المسلم والذي مثل المسلمين بالجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وذلك يعني أن هؤلاء الضعفاء حقهم علينا كحق اليد على باقي أعضاء الجسد.

واجبات المدرب ومعلم التربية الرياضة تجاه المعاقين حركياً

إن المدربين ومعلم التربية الرياضية بحاجة ماسة إلى تغيير مفاهيمنا عن الإعاقة بشكل عام، وعن الإعاقة الحركية بشكل خاص فليس المعاق حركياً هو ذلك الإنسان المشلول الضعيف العاجز الذي يستثير في المدرب الشفقة، وليس هو بالضرورة ضعيف العقل متدني التفكير، فكثير من المعاقين حركيا لديهم قدرات عالية على الفهم والإدراك والانتباه والتفكير والاستدلال، فلا ينبغي أن يغفل المدرب عن هذه الجوانب حتى وإن بدت حركتهم عشوائية أو أصواتهم غير مفهومة أو كلماتهم غير معبرة.

كما أنه بمحدودية فهم المدرب أو معلم التربية الرياضية عن الإعاقة الحركية فإنه يسقط على المعاق هذا المفهوم الغريب، وبالتالي فتكون فكرته عن نفسه انعكاساً ليتعامل المدرب معه، وهذا الشيء يعمل على غياب كافة قدراته وتنطوي، فاذا كان المدرب لا يرى فيه سوى قدم لا تسعى ويد لا تبطش ولسان لا يفصح فيكون قد حدد له بفكرته عنه إطارا لا يخرج منه وهو العجز والقصور والضعف والوهن.

وبالتالي يقوم المدرب نيابة عنه بكل احتياجاته، فهو يقرر إما يعتمد على نفسه في مطعم أو ملبس أو إدراك، ومن أين له أن يخرج من هذا الاطار الضيق الذي حدده له المدرب، وهو بحاجة إلى تغيير المفاهيم عنه حتى يغير هو من نفسه.

كما أن المدرب أو المعلم لا يرى سوى الجزء الفارغ ويتغافل عن الجانب الإيجابي، فلا يرى في المعاق حركيا سوى مشكلاته، وهذا الشيء أدى إلى البحث عن كافة نقاط القوة، كما أن نقاط القوة عند هذا الطفل المعاق التي قد تبدو في قدرته على التركيز لفترة معينة أو في مهارة حركية محددة، ويكون يتعلم المشي والسند ويمشي خطوة أو اثنتين وهو ينطق كلمة وهو يعرف شيئاً.

وهذه تعتبر بدايات إيجابية يمكن أن يتم بناء عليها بدلاً عوامل معينة بدلاً من أن يتجاهلها، فعندما يرى أن لدى المعاق حركيا جوانب جيدة سيتغير نظرة المدرب له ويتعدل مفهوم المدرب عنه ويرتفع تقبل وحب المدرب له، وبالتالي يتقبل هو أيضا نفسه ويندمج مع الآخرين من منطلق هذا الحب.

كما أنه لا يعني تقبل المدرب أو المعلم للمعاق بالحسرة ولا بالضغط على كتفه ولا بالمسح على شعره أو بالأحرى ليس التقبل هو الشفقة، وإنما التقبل الحقيقي هو  العمل على إعداد لمداخل المرافق العامة والمتنزهات والشوارع والأرصفة والبيوت والمساجد بطريقة تسمح للمعاق حركيا بأن يدخل إلى هذه الأماكن ويخرج منها بلا عناء أو مشقة.

كما أن التقبل هو أن يتم توفير للمعاق حركيا ما يحتاجه من خدمات تأهيله، وأن يتيح للمعاق حركيا فرصة للعمل في كافة الأعمال التي يستطيع أن يعمل فيها، وبذلك يستشعر المعاق حركيا الحب والاحترام والتقبل الحقيقي فينعكس كل ذلك رضا عن ذاته وإشباعا لحاجاته، وعندما تتحقق هذه النقاط ومن خلال الحياة اليومية يكون المدرب ومعلم التربية الرياضة أسهم في تقديم ما يمليه علينا الدين الإسلامي.

المصدر: كتاب" التربية البدنية والإعاقات الحركية لذوي الاحتياجات الخاصة للدكتور: منى أحمد الأزهريكتاب" التربية البدنية لذوي الاحتياجات الخاصة للدكتور: حسن عبدالسلام محفوظ كتاب" رياضة الإعاقة الحركية للدكتورة: إيمان عباسكتاب" رياضات لذوي الاحتياجات الخاصة للدكتور: نايف مفضي الجبور


شارك المقالة: