يجب على الأخصائي الحرص على إعادة تأهيل الإصابات الرياضية التي تحصل للاعبين عند ممارسة الألعاب الرياضية؛ وذلك من أجل عودة اللاعب مرة أخرى إلى ممارسة كافة الأنشطة الرياضية.
طرق علاج وتأهيل الإصابات الرياضية
مع أي رياضة تأتي مخاطر الإصابة، حيث تحدث الإصابات الرياضية يوميًا وتتراوح من الإصابات الطفيفة إلى الكبيرة التي قد تمنع اللاعب من اللعب، وإذا تعرض اللاعب لإصابة فمن المهم أن يتم فحصها على الفور لمنع حدوث المزيد من الضرر، وهذا هو المكان الذي تأتي فيه إعادة التأهيل الرياضي للمساعدة، حيث أن إعادة التأهيل الرياضي هو نوع من العلاج الطبيعي يعالج الأشخاص من جميع الأعمار الذين يعانون من آلام أو إصابة أو مرض في الجهاز العضلي الهيكلي.
وباستخدام التمارين والحركة والتدخلات العلاجية تساعد إعادة التأهيل الرياضي في الحفاظ على الصحة واللياقة البدنية، وتساعد اللاعب على التعافي من الإصابة وتقليل الألم، وإعادة المرضى إلى أعلى مستوياتهم الوظيفية من خلال التركيز على الميكانيكا الحيوية وإعادة التأهيل الرياضي.
بعد التعرض لإصابة رياضية في البداية قد يكون من السهل التعجيل بعملية التعافي والعودة إلى اللعبة، ومع ذلك فإن قضاء بعض الوقت في اجتياز كل مرحلة من مراحل إعادة التأهيل سيساعد اللاعب على ضمان الشفاء الكامل.
1. تخفيف الألم والتورم
مع معظم الإصابات فإن أول عرضين يعاني منه الشخص هما الألم والتورم، ونتيجة لذلك ستكون هذه هي التحديات الأولى المستهدفة أثناء العلاج الطبيعي، وقبل أن يتمكن من إكمال أي من الجوانب الأكثر تعقيدًا في العلاج الطبيعي يمكن للأخصائي توقع تناوب الجليد والحرارة وحتى العلاج بالتدليك في بعض الأحيان على المنطقة المصابة، وبمجرد أن يتلاشى الألم والتورم يمكن أن تبدأ المرحلة التالية من إعادة التأهيل.
2. تحسين الحركة المشتركة ونطاق الحركة
بعد أن يصبح لدى اللاعب تورم أقل يمكن للاعب البدء في ممارسة النشاط البدني، ونظرًا لطبيعة إصابة اللاعب أو فترة عدم الحركة الطويلة، فقد تكون مفاصله وعضلاته متيبسة، وهذا يمكن أن يجعل الحركة صعبة للغاية وأحيانًا مؤلمة، وللمساعدة في الحد من الوقت الذي يقضيه مع تيبس المفاصل واحتمالية حدوث أضرار طويلة المدى، سيبدأ المعالج الفيزيائي بمجموعة من تمارين الحركة بمجرد أن يكون جسم اللاعب جاهزًا للتعامل معها.
3. استعادة قوة وقدرة اللاعب على التحمل
بعد استعادة نطاق الحركة ستكون الخطوة التالية هي استعادة القوة، وذلك من خلال مجموعة متنوعة من تمارين القوة والتحمل التي ستدفع اللاعب إلى أقصى حدوده دون التسبب في ضرر إضافي، ومن خلال التأكد من استعادة مستويات قوته سيكون اللاعب قادرًا على تقليل مخاطر تكرار الإصابات مع الاقتراب من ذروة قدرته الرياضية.
كما يمكن أن ينتج عن إصابات الجهاز العضلي الهيكلي إلى تضخم وضعف العضلات والهيكل العظمي، وفقدان القدرة الهوائية والإرهاق أثناء إعادة التأهيل بعد الإصابة الرياضية، فإنه من المهم محاولة الحفاظ على قدرة القلب والأوعية الدموية على التحمل، وبالتالي فإن ركوب الدراجات المنتظم أو ركوب الدراجات ذات الأرجل الواحدة أو ركوب الدراجات بالذراع، يمكن أن يكون لبرنامج التمرين في حمام السباحة باستخدام سترة أو برامج تمارين العضلات الرئيسية العامة بكثافة عالية نسبيًا وفترات راحة قليلة (تدريب الوزن الدائري) أهمية عالية لدى اللاعب المصاب.
4. زيادة مهارات التنسيق (استقبال الحس العميق والتنسيق)
التنسيق السليم للجسم هو المفتاح لكون اللاعب رياضيًا ناجحًا، وفي المرحلة الثانية إلى الأخيرة من إعادة التأهيل سيحتاج اللاعب إلى “إعادة تعليم” المنطقة المصابة كيفية العمل جنبًا إلى جنب مع باقي جسمه، كما سيقوم المعالج الفيزيائي بتقييم مدى تقدمه والنظر في الحركات المستخدمة في رياضته الخاصة عند الخروج بنظام التنسيق، وبمجرد وصول التنسيق إلى المستوى الصحي سيتمكن اللاعب من الانتقال إلى المرحلة الأخيرة من العلاج الطبيعي.
كما يمكن تعريف استقبال الحس العميق بأنه “نوع خاص من الحساسية التي تُعلم عن أحاسيس الأعضاء العميقة والعلاقة بين العضلات والمفاصل”، حيث يحدث فقدان استقبال الحس العميق مع إصابة الأربطة أو الأوتار أو المفاصل وكذلك مع عدم الحركة، حيث يترتب أن تؤدى إعادة التثقيف في مجال التحفيز الشخصي على تشغيل المستقبلات العضلية من أجل توفير استجابة حركية مثالية.
كما تعد إعادة استقبال الحس العميق جزءًا مهمًا من إعادة التأهيل، حيث يجب أن يتكيف العلاج مع كل فرد، مع الأخذ في الاعتبار نوع الإصابة والضغط الذي سيتعرض له الرياضي عند ممارسة رياضته، كما
يمكن تعريف التنسيق على أنه “قدرة اللاعب الرياضي على أداء الحركات بطريقة مثالية ودقيقة ومنضبطة”، حيث تشير دلائل إعادة التأهيل بشكل مكثف إلى إعادة التثقيف العصبي العضلي.
كما يعتمد تحسين التنسيق على تكرار المواقف والحركات المرتبطة بالرياضات المختلفة والتدريب الصحيح، حيث يجب أن تبدأ بمهارات سهلة يتم تنفيذها بشكل بطيء وزيادة السرعة بشكل مثالي والتعقيد بشكل تدريجي، كما يجب أن يتأكد المدرب من أن الرياضي يؤدي هذه الحركات دون وعي حتى تصبح في النهاية تلقائية.
5. استعادة الحركات الرياضية الخاصة
بالنسبة للمرحلة النهائية من إعادة التأهيل سيطلب المعالج الطبيعي من اللاعب أداء تمارين تحاكي الحركات المحددة التي سيستخدمها عند التنافس في رياضته، حيث أنه لن يتمكن من العودة إلى العمل حتى يتمكن من أداء جميع الحركات التي يمكنه القيام بها قبل حدوث الإصابة، وبعد الانتهاء من هذه المرحلة يجب أن يشعر اللاعبين بالثقة في قدرتهم على البدء في المنافسة دون خوف من الإصابة.
كما ستتميز زيارة اللاعب الأولية بمقابلة استشارية متعمقة وتقييم مادي، حيث سيقدم التقييم الجسدي للمريض إلى التشخيص المناسب للإصابة والعوامل المهمة للإصابة والاضطرابات الصحية الأخرى التي يمكن أن تكون ذات صلة، حيث يستخدم المعالجون الفيزيائيون التفكير السريري لإنشاء خطة تعافي مخصصة لمساعدة اللاعب على العودة إلى أعلى مستوى من الوظائف والنشاط البدني، حيث ستجمع إعادة التأهيل الرياضي بين النصيحة والتعليم وإعادة التأهيل في جميع سمات حياته اليومية.
6. الطريق إلى الانتعاش
من المهم أن يبدأ العلاج وإعادة التأهيل بعد وقت قصير من حدوث الإصابة والاستمرار في استخدام التدخلات العلاجية لتسريع الشفاء، حيث سيستعمل الأطباء والمعالجين المتخصصين للغاية لوضع أفضل خطة علاج تستهدف احتياجاته الخاصة لمساعدته على التعافي والعودة إلى مستوى نشاطه السابق قبل الإصابة، حيث ستركز خطته العلاجية لإعادة التأهيل على إعادة اللاعب إلى نفس القدرة الوظيفية إن لم تكن أفضل، كما سيقوم المعالج بدمج التدخلات والتمارين العلاجية في العلاج ومراقبة المناطق وتعديلها حسب الحاجة، كما تشمل أشكال العلاج على سبيل المثال:
- تجنب الحاجة إلى الجراحة.
- التخفيف من خطر تكرار الإصابة.
- زيادة الأداء الرياضي.