مبادئ التدريب الرياضي بناء على تحليل استهلاك الطاقة

اقرأ في هذا المقال


عندما يتدرب اللاعب على العديد من المهارات الرياضية فإن هذه التدريبات في العادة تكون مصحوبة دائماً بتغيرات في تحليل استهلاك الطاقة، وهذه التغيرات تحصل أثناء أداء التمرين وفي فترة الاستراحة أيضاً.

مبادئ التدريب الرياضي من جهة تحليل استهلاك الطاقة

ينبغي أن تؤخذ الأسس البيو كيميائية لمبادئ التدريبات الرياضية بنظر الاعتبار، ومن هذه المبادئ:

1. إعادة إجراء التمرين

إن هدم المواد المختلفة الذي يحصل بسبب النشاط العضلي يكون مصحوباً دائماً بإعادة بناء لهذه المواد، وإن عملية البناء والتعويض هذه تكون على أشدها في فترة الراحة، حيث تحصل حالة فوق التعويض ولكت هذه الحالة أي فوق التعويض سوف لن تستمر، إنما ستعود مرة أخرى إلى المستوى الأصلي قبل أداء الشغل، وعلى هذا فإجراء تمرين مفرد واحد أو ممارسة إجهاد واحد لا يستطيع إدامة تأثير التدريب الرياضي، ولغرض جعل التدريب ارتفاعاً دائماً في القابلية على الإنجاز ينبغي إعادة التمرين.

2. انتظام تعاقب إعادة التمارين

المقصود بالانتظام هو أن تكون إعادة التمارين وفقاً للأسس البيو كيميائية، بحيث تكون حصيلة التدريب هو الارتفاع الدائم في القابلية على الإنجاز، فوقت إعادة التمرين ينبغي ألا يكون احتياطياً، وإنما أن يكون في فترة أو مرحلة فوق التعويض، أي أن التمرين الثاني ينبغي أن يعقب التمرين الأول خلال فترة إعادة البناء القصوى والتي يطلق عليها مرحلة فوق التعويض، وبهذه الطريقة فقط يمكن أن يحصل تطوير فعال للقدرات الوظيفية للأعضاء.

وأما في حال أبتدأ التمرين الثاني في مرحلة الاسترجاع الغير كامل لما تهدم أثناء إجراء التمرين الأول، فستكون الحصيلة النهائية التعب وسيصل اللاعب إلى حالة بعيدة عن الديناميكية المنشودة من التدريب، ولهذا فالقاعدة الثانية أو المبدأ الثاني هو العمل من قبل اللاعب على التزام تعاقب التمرين.

3. العلاقة الصحيحة بين الحمل والراحة

من الممكن أن يحصل على الأغلب إعادة التمرين ضمن إطار ساعة التدريب في مرحلة عدم الاسترجاع الكامل للمواد التي استهلكت أثناء أداء التمرين الأول، كما أن الطريقة المعروفة في التدريب والتي تسمى بطريقة التدريبات المتتالية، والتي تعتمد في الأساس على تثبيت فترة الاستراحة وزيادة الجهد أو العمل على تثبيت شدة الإجهاد وتقصير فترة الاستراحة بشكل تدريجي.

وتهدف هذه الطريقة إلى إجبار الأعضاء للتكيف على أداء الإجهادات في فترة عدم الاستعادة الكاملة للمواد التي استهلكت في أعضاء الرياضي، وبالتالي إحداث تكيف أو ملائمة في أعضاء الرياضي للعمليات البيو كيميائية؛ وذلك حتى تكون مستعدة هذه الأعضاء لظروف المسابقات، وعلى أية حال فالواقع العملي الصحيح يتطلب أن تكون حالة التكيف هذه تدريجية، مع الاحتراس بأن يكون وقت الراحة ضامناً أو كفيلاً بأن تكون ساعة التدريب المقبلة واقعة ضمن فترة فوق التعويض للحالة السابقة.

كما أن قيمة التعويض ومدة المواد المتجددة بمستوى أعلى من المستوى الأصلي تمون متباينة ومختلفة حسب الجهد المبذول، وضمن ذلك الشيء تظهر القاعدة الثالثة في التدريب وهي العلاقة الصحيحة بين العمل والراحة فكل تمرين بدني يحتاج إلى أوقات راحة محددة تعتمد على شكل التمرين والإجهاد الذي يسببه، ومن الناحية الأخرى فإن حالة فوق التعويض لمختلف المكونات الكيميائية الحيوية للعضلة وللأعضاء الأخرى تظهر بفترات زمنية مختلفة للعمل الواحد، فالوصول إلى فوق مستوى فوسفات الكرياتين في العضلة مثلاً يكون سريعاً نسبياً.

بينما يكون الوصول إلى فوق مستوى كمية الجليكوجين أبطأ ولكنه يستمر لمدة أطول، أي تبقى كمية الجليكوجين المعاد بناؤه فترة أطول في مستوى أعلى من المستوى الذي كان عليه قبل أداء الشغل، وأما البروتين فسيتأخر أكثر من الجليكوجين، كما أن طول فترة الاستراحة تعتمد على الغرض المطلوب فإن كان الغرض هو زيادة كمية الكرياتين فيحتاج الجسم إلى فترة راحة قصيرة بين تدريب وآخر، كما أنه من الممكن أن تكون فترة الاستراحة هذه أقصر مما لو كان الغرض هو زيادة احتياطي الجليكوجين.

4. الزيادة التدريجية للإجهاد

إن قيمة ومدة مكوث ومدة استهلاك الوصول إلى حالة فوق التعويض متعلقة أيضاً بقيمة وشدة الاستهلاك للمواد عند العمل على أداء التمرينات المختلفة، كما أن كمية وشدة الاستهلاك هذه المواد عند أداء شغل سوف تتناقص بارتفاع مستوى التدريب؛ وذلك بسبب تكيف الأعضاء وملائمتها للإجهادات المختلفة بسبب التدريب، وعلى هذا فالفترة الزمنية للوصول إلى حالة ما فوق التعويض ستقصر باستمرار التدريب وبالارتفاع التدريجي لمستوى التدريب.


شارك المقالة: