إنتاج الحليب من الحمير:
يشكل الحليب جزءًا لا يتجزأ من النظام الغذائي للإنسان لأنه؛ يوفر العناصر الغذائية الأساسية، ويلعب دورًا مهمًا في كل من الحالات الصحية، والمرضية. من مصادر غير بقرية، بالمقارنة مع أي حليب حيواني غير بقري، فإن حليب الحمير هو الأقرب إلى حليب الأم، ويشترك في الكثير من الصفات الغذائية، كما أنه يحتوي على أكبر كمية من الأحماض غير المشبعة المضادة للالتهابات، مقارنة بحليب البقر.
يحتوي حليب الحمير على المكونات الغذائية الرئيسية من بروتينات، دهون، فيتامينات، كربوهيدرات، معادن. بالرغم من عدم وجود علاقة جينية، فإن حليب الحمير، وحليب الإنسان لهما نفس اللاكتوز، والبروتين الكلي، ومحتويات بروتين مصل اللبن. يُظهر حليب الحمير أيضًا سمات غذائية غير متجانسة، مناسبة بشكل خاص لمعالجة الحساسية، وهو مهم للرضع وكبار السن.
يحتوي بروتين حليب الحمير على سبع أحماض أمينية، من أصل ثمانية، حيث يحتوي على إيزولوسين، ليسين، ميثيونين، فينيل ألانين، ثريونين، تيروسين، فالي. يتمتع حليب الحمير بخصائص مناعية جيدة، حيث تكون نسبة الكوليسترول فيه منخفضة، مما يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب.
أظهرت بعض الدراسات أن حليب الحمير له خصاص قوية في حماية العظام، والمرضى الذين يعانون من أمراض الأمعاء والالتهابات، مثل مرض التهاب القالون التقرحي، الربو، التهاب القصب الهوائية، ويحتوي حليب الحمير على مستويات منخفضة من الكازين، وهو نوع من البروتين، يعمل كعامل ضروري، في صناعة الأجبان.
جرت بعض المحاولات لاستخلاص المنتجات من حليب الحمير. وكان التركيز على إنتاج الجبن الفريد غالي الثمن، والنادر، وقد صنعت أنواع جبن كثيرة منها:
جبن الحمير الصربي:
يتمتع الجبن المستخلص من حليب الحمير بندرته، حيث أنه غالي الثمن، ويحتوي على العناصر الغذائية المهمة، وعوضاً عن ذلك، يتميز الجبن بطعم شهي حيث أن جزيئات الجبن متراكمة، وكثيفة، مما يعطيها الحجم، والقوام الفريد. لكن ليست رائجة في معظم الأسواق، وذلك لأنها غالية الثمن.
التحديات التي تواجه الإنتاج الحيواني للحمير:
هناك مادة توجد في جلد الحمير تسمى الأجياو، وهي مادة جيلاتينية تستخدم في بعض الدول في كثير من العمليات كمحفزات، ومعتقدات، في علاج الأعصاب، فكانت تستخدم عند الصينين القدماء، حيث كان المعتقد في تلك الفترة أن هذه المادة مقاومة للشيخوخة، وهذا الامر الذي دعا الكثير من الناس الى قتل الحمير، وانتزاع هذه المادة لبيعها.
شهدت صناعة الأجياو زيادة في السنوات الأخيرة، حيث انخفض عدد الحمير بشكل كبير، وأدى ذلك إلى حدوث زيادات دورية على أسعار الجلود، وقد عملت الكثير من المنظمات على منع هذه التجارة لما فيه من الاعتداء على الحمير، وقتلها، حيث ان 5600 طن من الأجياو، يساوي قتل 4.8 حمار حول العالم لإنتاج الأجياو.