إن نباتات الأرز لها القدرة على تحمل الغمر المستمر بالماء؛ وهذا ما يسبب احتواء النبات على فراغات هوائية تسمح بانتشار الأكسجين خلالها من الأوراق إلى الساق إلى الجذور بكفاءة عالية، إن معرفة مقدار احتياجات نباتات الأرز من النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم يعتبر هاماً في تحديد الكمية الواجب إضافتها من السماد، دون زيادة أو نقصان للوصول إلى أعلى محصول.
الاحتياجات المائية الأرز:
إن الكمية اللازمة لإنتاج كيلو جرام من الحبوب لكل متر مكعب من الماء، تكون عند كفاءة استخدام حوالي (71) كيلو جرام حبوب لكل متر مكعب ماء، أما كمية المياه اللازمة للري المقنن المائي فتعتبر عالية بالنسبة لمحاصيل الحقل الأخرى، إذ يبلغ ما يقارب من ثلاثة أمثال ما يحتاجه محصول القطن أو الذر؛ وذلك لأن حقول الأرز تغمر بالماء طول فترة حياة النبات، لذلك فإن زراعته تكون مرتبطة بكمية المياه المتاحة للري في المنطقة المراد زراعته فيها.
تبلغ احتياجات الري المقنن المائي للأرز المزروع بطريقة البدار في الوجه البحري حوالي (6-7) آلاف متر مكعب للدونم و(5-6) آلاف متر مكعب للدونم المزروع بطريقة الشتل، وقد وجد أن العمق السطحي للماء أقل من (5) سم يعمل على سرعة نمو البادرات وزيادة قدرة النباتات على التفريع وزيادة المحصول بالمقارنة بالنباتات التي تغمر بالماء لعمق أكثر من (5) سم.
يلزم توفر الماء أثناء طور البادرة وأثناء طور التفريع وأثناء طور طرد النورات والإزهار وتكوين الحبوب حتى يتم التمكّن من الحصول على محصول مرتفع. كما يوجد هناك بعض أصناف الأرز الجاف التي تزرع بدون غمر الأرض بالماء كما هو متبع في محاصيل الحبوب الأخرى، مثل الذرة الشامية ولكن من عيوب هذه الأصناف انخفاض محصولها كثيراً عن الأصناف التي تغمر بالماء، وتجرى حالياً محاولات لإنتاج أصناف من الأرز قليلة الاستهلاك للماء بحيث يصل مقننها المائي إلى حوالي (4000) م.
احتياجات الأرز من النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم:
إن معرفة مقدار احتياجات نباتات الأرز من النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم يعتبر هاماً في تحديد الكمية الواجب إضافتها من السماد دون زيادة أو نقصان للوصول إلى أعلى محصول، ويعتبر النيتروجين هو العنصر الرئيسي المحدد لمحصول الأرز، ولقد وجد أنه لإنتاج طن واحد من حبوب أرز الشعير فإن نباتات الأرز تمتص حوالي (20) كجم نيتروجين، (11) كجم فوسفور، (30) كجم بوتاسيوم.
تمتص النباتات من هذه الكميات الممتصة حوالي (50)% من النيتروجين، (65)% من الفوسفور، (55)% من البوتاسيوم في الفترة من تكشّف البادرات حتى طور استبداء تكوين النورات، في طور طرد النورات تكون النباتات قد
امتصت حوالي (80)% من النيتروجين، (95)% من الفوسفور و(60)% من البوتاسيوم من الكمية الكلية التي تمتصها النباتات طول فترة نموها.
إن نباتات الأرز تمتص النيتروجين طول فترة نموها ولكن تمتصه بكميات كبيرة نسبياً في مرحلتان هما: مرحلة النمو المبكرة بعد الشتل بحوالي (14) يوم وبعد (21) يوماً من زراعة البدار، وهذا يعمل على زيادة عدد الأفرع المتكونة على النبات، وهذا يؤدي إلى زيادة عدد النورات بوحدة المساحة وزيادة المحصول، في مرحلة استبداء تكوين النورات قبل حوالي (60) يوم من النضج، إذ يؤدي التسميد النيتروجيني في هذه المرحلة إلى زيادة عدد السنيبلات في السنبلة؛ ممّا يؤدي إلى زيادة عدد الحبوب.
يعتبر الفوسفور ضرورياً لنمو نباتات الأرز وخصوصاً في المراحل الأولى من حياة النبات، إذ يشجع تكوين المجموع الجذري، كذلك يعمل على زيادة عدد الأفرع المتكونة على النبات، كما يساعد على زيادة مقاومة النباتات للرقاد، ويعتبر البوتاسيوم ضرورياً لنمو الجذور ومقاومة الرقاد والإصابة بالأمراض.