الأهمية الاقتصادية لشجرة الأفوكادو

اقرأ في هذا المقال


اشتهرت شجرة الأفوكادو في المكسيك قبل 8000 سنة، ومن ثم عرفت في باقي مناطق العالم، وهي شجرة دائمة الخضرة، تنتمي إلى فصيلة الغاريات، وتنتج شجرة الأفوكادو ثماراً مستديرة الشكل وفي بعض الأحيان بيضاوية الشكل، لونها أخضر غامق، وتشبه ثمرة الأفوكادو ثمار شجرة الكمثرى، حيث تسمى ثمرة الأفوكادو في بعض المناطق بكمثرى التمساح؛ وذلك نسبة إلى قشرتها الجلدية المدببة، وتحتوي الثمرة بدخلها على بذرة واحدة، حيث تتراوح نسبة وزن البذرة من 15-20% من وزن ثمرة الأفوكادو.

وتعتبر أمريكا الاستوائية الموطن الأصلي لشجرة الأفوكادو، وأزهار شجرة الأفوكادو صغيرة الحجم، خضراء اللون وتحتوي الزهرة الواحدة على كل من الأعضاء الذكرية والمؤنثة، ويتم تلقيحها عن طريق النحل والحشرات، وتتعدد فوائد الأفوكادو، فهو يساعد على تقوية عظام الجسم والوقاية من هشاشتها، الوقاية من الإصابة بمرض الاكتئاب، تأخير علامات تقدم السن من خلال مكافحة تجاعيد البشرة وزيادة نسبة إنتاج الكولاجين فيها ويساعد الأفوكادو أيضاً على الوقاية من مرض السرطان.

أهمية شجرة الأفوكادو اقتصادياً:

يعد محصول أشجار الأفوكادو من محاصيل الفاكهة المجدية اقتصادياً؛ حيث تتميز أشجار الأفوكادو بإنتاج وفير من الثمار، وتعتبر  فاكهة الأفوكادو مرغوبة لدى العديد من الناس في مختلف مناطق العالم، ومن الممكن تسويقها محلياً وعالمياً، وتستهلك فاكهة الأفوكادو بعدة طرق، فهي تؤكل طازجة وتدخل في تكوين العديد من الأطباق والوجبات، مثل الحلويات والسلطات والشوربات والفطائر، كما يستخرج من فاكهة الأفوكادو زيت باهض الثمن يضاف إلى مختلف أنواع السلطات والمثلجات.

وهناك العديد من مناطق العالم المختلفة التي تهتم بزراعة أشجار الأفوكادو وإنتاج ثمارها، حيث يبلغ الإنتاج العالمي من الأفوكادو سنوياً حوالي 5,575,358 طن، وتعتبر المكسيك من أكثر دول العالم إنتاجاً لفاكهة الأفوكادو، فهي تنتج سنوياً 1,889,354 طن تقريباً، وتحتل جمهورية الدومينيكان المرتبة الثانية عالمياً بإنتاج يصل إلى ما يقارب 601,349 طن.

وعلى مستوى المنطقة العربية فهناك دول منتجة وأخرى غير منتجة لفاكهة الأفوكادو، حيث تقوم الدول غير المنتجة باستيراد الأفوكادو؛ من أجل تغطية حاجات أسواقها، وتعتبر المغرب من أكثر الدول العربية إنتاجاً للأفوكادو، فهي تنتج سنوياً حوالي 42,256 طن، ومن ثم تأتي لبنان وفلسطين وتونس على الترتيب، وتعد مصر من الدول غير المنتجة للأفوكادو.

القيمة الغذائية لفاكهة الأفوكادو:

تعتبر فاكهة الأفوكادو مادة غذائية مركزة، فهي تتميز بقيمة غذائية عالية تزيد من أهميتها اقتصادياً؛ حيث يؤدي تناول الأفوكادو إلى زيادة نسبة الكوليسترول النافع في جسم الإنسان وفي نفس الوقت خفض نسبة الكوليسترول الضار في الجسم، وبالتالي تقوية القلب وتعزيز وظائفه، ويوصف الأفوكادو لأصحاب الحمية الغذائية؛ فهو يحتوي على نسبة جيدة من الدهون الأحادية غير المشبعة، حيث تعد من السعرات الحرارية المفيدة التي لا تؤدي إلى زيادة في وزن الجسم.

كما تحتوي فاكهة الأفوكادو على مجموعة من المغذيات، مثل الكربوهيدرات، البروتينات، الفيتامينات (فيتامين C، فيتامينB وفيتامين K)، الألياف الغذائية ومجموعة من المعادن (البوتاسيوم، الحديد، النحاس والفسفور)، وتبلغ نسبة الماء في فاكهة الأفوكادو حولي 73% من وزنها.

إنتاج محصول أشجار الأفوكادو:

هناك العديد من المستثمرين الزراعيين حول العالم اللذين يسعون إلى زراعة محاصيل أشجار الأفوكادو وإنتاج ثمارها، ولكن قبل زراعة المحصول لا بد من القيام بدراسة جدوى اقتصادية تبين تكاليف المحصول ومدى نجاحه ونسبة الأرباح المتوقعة، حيث يحتاج مشروع محصول الأفوكادو إلى قطعة أرض مناسبة لزراعة أشجار الأفوكادو، بحيث تتواجد القطعة في منطقة ذات مناخ خالي من الصقيع والرياح القوية؛ حيث تؤدي الرياح إلى جفاف أزهار أشجار الأفوكادو وثؤثر على نسبة حدوث التلقيح فيها، ممّا يؤدي إلى عدم حدوث عقد للأزهار، وبالتالي انخفاض في إنتاج الثمار أو عدمه وخسارة في المحصول.

كما تحتاج أشجار محصول الأفوكادو إلى تربة خصبة (غنية بالمعادن والعناصر الغذائية)، جيدة التهوية والصرف وتبلغ فيها درجة الحموضة حوالي 6.5 درجة، وتبدأ أشجار محصول الأفوكادو بإنتاج الثمار عند عمر يتراوح من (3-5) سنوات، بحيث تنتج الشجرة الواحدة كمية من الثمار تتراوح من (400-500) ثمرة خلال السنة الواحدة، ويعتمد ناتج المحصول على عدة عوامل، أهمها صنف أشجار الأفوكادو، نوع التربة، الخدمة الزراعية، الظروف الجوية وقدرة أشجار المحصول على مقاومة الآفات والأمراض.

تعبأة وتخزين ثمار أشجار الأفوكادو:

بعد قطف ثمار أشجار الأفوكادو يتم وضعها في صناديق وتنقل إلى أماكن التعبئة، بحيث يتم فرزها وتنظيفها من الغبار والأتربة ومن ثم تعبأتها داخل علب مصنوعة من الكرتون أو البلاستيك وشحنها إلى أماكن تسويقها، ويفضل أن تتم عملية التعبئة خلال فترة تتراوح من (2-4) أيام.

هناك العديد من طرق تخزين الأفوكادو، ومن هذه الطرق تخزين الأفوكادو في الثلاجة، وقبل تخزين حبات الأفوكادو لا بد من غسلها جيداً؛ وذلك من أجل التخلص من الغبار والملوثات العالقة عليها، ومن ثم تعبأ في أكياس بلاستيكية مفرغة من الهواء وتوضع داخل الثلاجة على أقل درجة حرارة ممكنة.


شارك المقالة: