الأهمية الاقتصادية لشجرة الكمثرى (الإجاص)

الكمثرى أو الاجاص (pear)، شجرة موسمية، متساقطة الأوراق (تفقد أوراقها في فصل الخريف)، تنتمي إلى الفصيلة الوردية، يتراوح ارتفاعها من 6-12 متراً، حيث يعتمد الارتفاع على صنف شجرة الكمثرى، فهناك حوالي 300 صنف شجرة الكمثرى، وتزهر شجرة الكمثرى في فصل الربيع، وتعطي ثماراً ناضجةً في أواخر فصل الصيف وحتى بداية الخريف.

وهناك عدد قليل من أصناف أشجار الكمثرى دائمة الخضرة، وتزرع غالباً كنبات زينة. وتتميز ثمار الكمثرى بالعديد من الفوائد، منها خفض نسبة السكر في الدم، تعزيز صحة القلب، تقوية مناعة الجسم، المساعدة على إنقاص الوزن، تحسين عملية الهضم، الوقاية من التهابات النقرس والمفاصل والتقليل من خطر الإصابة بمرض السرطان.

ما هي الأهمية الاقتصادية لشجرة الكمثرى؟

تزرع أشجار الكمثرى في مختلف مناطق العالم، وتنتج ثماراً مرغوبة لدى الجميع، حيث يبلغ الإنتاج العالمي من ثمار الكمثرى سنوياً حوالي 27،343,430 طن، وتعتبر الصين من أكثر دول العالم إنتاجاً لثمار الكمثرى، فهي تنتج سنوياً ما يقارب 19,499,487 طن، وتحتل الأرجنتين المرتبة الثانية عالمياً، حيث تنتج سنوياً حوالي 905,605 طن، وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الثالثة عالمياً بإنتاج يصل إلى 738,770 طن.

بينما على مستوى المنطقة العربية، تعتبر مصر من أكثر الدول العربية إنتاجاً لثمار الكمثرى، فهي تنتج سنوياً حوالي 60,054 طن، وتعد المملكة العربية السعودية من الدول الغير منتجة لثمار الكمثرى. وتقوم مختلف مناطق العالم بإنتاج فاكهة ثمرة الكمثرى وتسويقها؛ من أجل قيمتها الاقتصادية العالية وتعدد استعمالاتها، فهي تؤكل طازجةً وتدخل في تحضير أنواع مختلفة من العصائر، المربيات والحلويات.

وممّا يزيد شجرة الكمثرى أهمية اقتصادية، قيام بعض المزارعين بزراعة أشجار الكمثرى من أجل الحصول على أخشابها، فهي تستخدم في صنع الأثاث، الديكورات، الآلات الموسيقية وأدوات المطبخ؛ حيث يتميز خشب أشجار الكمثرى بالحفاظ على لونه وعدم امتصاص الروائح.

إنتاج محصول أشجار الكمثرى:

تجود زراعة أشجار الكمثرى في تربة خصبة، صفراء، طينية، جيدة الصرف، ولا يفضل زراعتها في تربة قلوية؛ فهي تقلل من قدرة أشجار الكمثرى على امتصاص مجموعة من العناصر الغذائية، أهمها الحديد والفسفور، وتعتبر الفترة الممتدة من شهر يناير وحتى منتصف شهر مارس هي الموعد الأنسب لزراعة أشتال الالكمثرى، حيث يحتاج الفدان الواحد إلى عدد من الأشتال يتراوح من (165-175) شتلة.

ويتراوح إنتاج الشجرة الواحدة من فاكهة ثمرة الكمثرى بين (50-70) كغم، وقد تصل كمية الإنتاج في بعض الأحيان إلى حوالي 85 كغم، وتستمر شجرة الكمثرى بالإنتاج حت عمر الـ 35 عاماً تقريباً، حيث تعتمد كمية إنتاج شجرة الكمثرى من الثمار على عدّة عوامل، منها صنف شجرة الكمثرى، عمر الشجرة، الخدمة الزراعية، الظروف الجوية، نوع التربة ومقاومة الشجرة للأمراض والآفات.

حصاد محصول أشجار الكمثرى:

ينصح بعدم ترك ثمار أشجار الكمثرى على الأشجار لتنضج؛ وذلك من أجل تجنب تطور الخلايا الحجرية في الثمار، وبالتالي يصبح نسيج الثمار قاسياً، وتحصد الثمار عند تحول لونها من اللون الأخضر الغامق إلى اللون الأخضر الفاتح، وأيضاً عند تغير لون البقع الصغيرة الموجودة على قشرة الثمرة من اللون الأبيض إلى اللون البني، وذلك بعد مرور حوالي 4 أشهر على موعد مرحلة الإزهار في أشجار الكمثرى.

كما يقوم بعض المزارعين بالتحقق من نسبة السكر في ثمار الكمثرى قبل قطفها، وتقطف الثمار يدوياً، ولا تستخدم آلات لقطفها؛ فهي حساسة للكدمات، ويوصى بفرز ثمار الكمثرى بعد حصادها مباشرةً؛ وذلك من أجل استبعاد الثمار التالفة، فهي تقوم بإطلاق غاز الإيثيلين بسرعة كبيرة بالمقارنة مع الثمار الصالحة، حيث يؤدي هذا الغاز إلى زيادة نضج الثمار وسرعة تلفها، وبالتالي تصبح غير صالحة للتسويق.

تخزين ثمار شجرة الكمثرى:

تتعدد طرق تخزين ثمار الكمثرى، ومنها التخزين في الثلاجة، حيث يتم تخزين الثمار على درجات حرارة تتراوح من 0-1 درجة مئوية، ونسبة رطوبة تتراوح بين 80-90%، ويفضل عدم غسل الثمار قبل تخزينها، وإنّما مسحها بقطعة من القماش.

الآفات والأمراض التي تواجه محصول أشجار الكمثرى:

• مرض البياض الدقيقي: وهو عبارة عن عفن فطري، يظهر تأثيره على الأزهار، الأوراق والثمار، ويؤدي إلى تشوه ثمار الكمثرى وتغيير لونها، وتصبح غير صالحة للاستهلاك والتسويق.

مرض اللفحة النارية: يعد مرض اللفحة النارية من الأمراض البكتيرية، يكثر انتشاره بين أشجار محاصيل الكمثرى والتفاح، مع توفر مناخ رطب وحار، ويظهر تأثير هذا المرض على أفرع أشجار الكمثرى، وتبدو وكأنّها أحرقت، ممّا يؤدي إلى عدم قدرة الأشجار على إنتاج براعم جديدة، وبالتالي توقف إنتاج الأشجار للثمار وخسارة المحصول.

• الحشرات: ومن أهم أنواع الحشرات التي تواجه محصول أشجار الكمثرى، حشرة المن، حشرة النطاطات، حشرة العث وحشرة الخنفساء.