الأهمية الاقتصادية لشجرة المورينجا

اقرأ في هذا المقال


شجرة المورينجا:

المورينجا أو البان أو شجرة المعجزة عبارة عن شجرة معمرة، نفضية، مرنة، تنتمي إلى الفصيلة البانية، كبيرة الحجم، يصل ارتفاعها إلى ما يقارب 12 متراً، وشجرة المورينجا سريعة النمو؛ فهي تعد من بين أسرع الأشجار نمواً، حيث يصل ارتفاعها إلى حوالي 3 أمتار بعد مرور حوالي 10 أشهر على موعد زراعة البذرة.

وتتكاثر أشجار المورينجا بالبذور أو العقل، وتزدهر زراعتها في مناطق ذات مناخ جاف، مناطق حارة، مناطق دافئة ومناطق معتدلة، وتتميز شجرة المورينجا بأوراقا البيضاوية ذات اللون الأخضر الباهت، وتنتج الشجرة ثماراً على شكل قرون تشبه في شكلها المثلث، وتحتوي هذه القرون بداخلها مجموعة من البذور.

ما هي الأهمية الاقتصادية لشجرة المورينجا؟

يطلق على شجرة المورينجا في بعض مناطق العالم، مثل أفريقيا اسم شجرة الحياة؛ وذلك نسبة إلى تعدد مجالات الاستفادة منها؛ حيث تستخدم معظم أجزاء شجرة المورينجا من بذور وأوراق وثمار ولحاء، وبذلك تعد شجرة المورينجا من الأشجار الاقتصادية والتجارية التي توفر لسكان منطقتها الدخل السنوي الجيد والمردود المالي الوفير من خلال استهلاك أوراقها وبذورها وثمارها بشكل طازج أو توظيفها في صناعة بعض المنتجات وتسويقها داخل مختلف الأسواق، سواء كانت تلك الأسواق محلية أو عالمية.

وهناك تزايد ملحوظ حول الاهتمام بزراعة أشجار المورينجا في مختلف مناطق العالم، كما هو الحال حالياً في الأردن، حيث لوحظ توجه إلى زيادة عدد أشجار المورينجا وإنشاء مؤسسة تتكون من مجموعة من الأيدي العاملة للاستفادة من منتجات أشجار المورينجا، وتشتهر زراعة أشجار المورينجا بكثرة في آسيا، بعض مناطق الولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا.

وتكمن الأهمية الاقتصادية لشجرة المورينجا من خلال حصاد أوراقها واستهلاكها بطريقة مشابهة لأوراق نبات السبانخ، كما يحضر منها شاي مميز بنكهة فريدة، وتضاف الأوراق أيضاً إلى العصائر؛ فهي تضفي لها مذاق منعش، كما يحضر من أوراق شجرة المورينجا أعلاف خاصةً تقدم للأسماك، كما تهتم  بعض مناطق العالم بزراعة أشجار المورينجا من أجل الحصول على أوراقها الخضراء التي تعد مصدر علف أخضر تتغذى علية المواشي؛ إذ لوحظ زيادة إنتاج المواشي من الحليب واللحوم عند تناولها أوراق أشجار المورينجا.

وتزداد الأهمية الاقتصادية لشجرة المورينجا باستخراج زيت من أوراقها وبذورها، ويطلق على هذا الزيت أسم زيت البان أو زريت المورينجا، حيث يستخدم هذا الزيت بكثرة في المجالات الطبية لعلاج مشاكل المعدة، تساقط الشعر، مشاكل البشرة ويستخدم أيضاً لتقوية العظام؛ نظراً لاحتوائه على نسبة عالية من الكاليسيوم.

كما يستخدم زيت المورينجا في المجال الغذائي كمكمل غذائي، ويستخدم هذا الزيت أيضاً في صناعة مستحضرات التجميل، الصابون والعطور، ويستفاد أيضاً من أخشاب شجرة المورينجا ولحائها كمصدر للطاقة، كما يجمع لحاء شجرة المورينجا كل فترة زمنية معينة (حوالي 8 أشهر) من أجل الحصول على عجينة تستخدم في صنع الورق.

كما تتميز شجرة المورينجا بخصائص فريدة تجعلها قادرة على تنقية الماء من الشوائب الملوثات بنسبة كبيرة قد تصل في بعض الأحيان إلى ما يقارب 99%، وتزرع شجرة المورينجا في بعض الحدائق كشجرة زينة تتمتع بمنظر جمالي مميز، رائحة أزهار فواحة وتوفر الظل، كما تزرع أشجار المورينجا حول بعض المزارع كمصدات رياح.

القيمة الغذائية للمورينجا:

تتميز شجرة المورينجا (أوراقها، ثمارها وزيتها) بقيمة غذائية عالية تزيد من أهميتها اقتصادياً؛ حيث تحتوي أوراق شجرة المورينجا على نسبة عالية من عنصر الحديد، كما يحتوي زيت المورينجا على البروتين ونسبة جيدة من الكاليسيوم.

إنتاج شجرة المورينجا:

تعد شجرة المورينجا من الأشجار المنتجة والمجدية اقتصادياً، حيث يحرص على زراعتها العديد من المستثمرين الزراعين من أجل الاستفادة من فوائدها المتعددة؛ فهي تنتج سنوياً كمية جيدة من الأوراق والثمار والبذور واللحاء، حيث يستخدم كل جزء من تلك الأجزاء في مجال معين، إذ تتعد أصناف شجرة المورينجا، فمنها يثمر مرة واحدة خلال السنة الواحدة وبعض الأصناف يثمر مرتين خلال السنة.

وتختلف إنتاجية شجرة المورينجا وطريقة حصادها باختلاف الهدف من زراعتها، فإذا كان الهدف من الزراعة هو الحصول على الأعلاف، فتحصد أوراق شجرة المورينجا كل 35 يوماً تقريباً، أما إذ كان الهدف من الزراعة هو الحصول على عجينة الورق، فيتم جمع اللحاء بعد مرور حوالي 7 أشهر على نمو الشجرة.

أمّا في حال كان الهدف من زراعة شجرة المورينجا هو الحصول على الثمار فإنها تنتج حوالي 500 قرن بعد مرور حوالي 3 سنوات على موعد زراعتها، وتزداد إنتاجية الشجرة من الثمار مع تقدمها في العمر ليصل إنتاجها إلى حوالي 1200 قرن في السنة الواحدة، ويحتوي القرن الواحد على عدد من البذور التي يستخرج منها الزيت، إذ يصل عدد البذور إلى حوالي 25 بذرة في القرن الواحد.


شارك المقالة: