الأهمية الاقتصادية لشجرة النخيل

اقرأ في هذا المقال


النخيل (palm) شجرة معمرة، ساقها غليضة، طويلة، قد يصل طولها إلى حوالي 30 متراً، أوراقه ريشية وحجمها كبير، ولإنتاج ثمار أشجار النخيل، لا بد من حدوث التلقيح فيها (انتقال حبوب اللقاح من الأشجار الذكرية إلى الأشجار الأنثوية)، وثمرة شجرة النخيل لذيذة، اسطوانية الشكل ويتراوح طولها من (2-7) سم.

وتختلف نسبة السكر في ثمار النخيل خلال مراحل نموها وتطورها، حيث تحتوي مرحلة تكون البلح على نسبة قليلة من السكر بالمقارنة مع مرحلتي تكون الرطب والتمر، ومن فوائد ثمار أشجار النخيل (التمور) تقوية عضلات الجسم والأعصاب، يرطب الأمعاء، يقوي النظر، يغذّي الأطفال ويزيد من أوزانهم، يلين الأوعية الدموية، يسهل عمل الجهاز الهضمي ويقوي الدم.

أهمية شجرة النخيل اقتصادياً:

تتميز شجرة النخيل بقيمتها الاقتصادية العالية، وهناك العديد من بلدان العالم التي تهتم بزراعتها وإنتاج ثمارها، حيث يتم تسويق ثمارها محلياً وتصدير الفائض منها إلى بلدان أخرى غير منتجة لثمار النخيل أو ذات إنتاج قليل لا يغطي حاجات أسواقها، وتتميز شجرة النخيل بتعدد وتنوع إنتاجها، فهي تنتج البلح، الرطب والتمور، كما يصنع من ثمار النخيل منتجات أخرى ثانوية مثل المربيات، دبس التمر، عسل البلح، العصائر، السكر السائل وأنواع من الكحول (الطبي والصناعي).

وتعتبر التمور من أكثر منتجات النخيل إنتاجاً وتسويقاً، حيث يعتبر إنتاج أنواع مختلفة من التمور من الصناعات الزراعية المنتشرة في مختلف دول العالم، ومنها مصر، حيث تعد مصر من بين أكثر دول العالم المنتجة للتمور، إذ يبلغ إنتاجها من التمور سنوياً حوالي 1,084,529 طن، أي حوالي 17% من الإنتاج العالمي، وتعد إيران أيضاً من الدول التي تتميز بإنتاج كميات كبيرة من التمور، فهي تنتج سنوياً حوالي 947،809 طن، وتصدير حوالي 16% من إنتاجها إلى الهند وإلى ماليزيا بنسبة 11%.

وتعتبر المملكة العربية السعودية ثالث دول العالم من حيث كمية إنتاج التمور، إذ يصل إنتاجها سنوياً إلى ما يقارب 836,983 طن، وتبلغ نسبة صادراتها من التمور لدول العالم الأخرى حوالي 8.8% من إجمالي صادرات العالم، حيث تقدر كمية صادراتها بمبلغ يصل إلى حوالي 94 مليون دولار، وتذهب معظم صادراتها إلى الأردن، الكويت واليمن.

القيمة الغذائية لثمار أشجار النخيل (التمر):

اشتهر التمر منذ القدم، حيث كان قوتاً أساسياً للإنسان؛ فهو يتميز بقيمة غذائية عالية، تغني عن تناول اللحوم والأسماك، ويعتبر التمر من أغنى أنواع الفاكهة بالسكريات، وتختلف نسبة السكر باختلاف طبيعة ثمار النخيل، سواء كانت الثمار رطبة، جافة وشبه جافة، ويتميز سكر التمر بسرعة امتصاصه وانتقاله إلى الدم وحرقه، كما يغطي تناول التمر يومياً حاجات الجسم من الألياف الغذائية، الكربوهيدرات، بروتينات، فيتامينات ومجموعة من المعادن، أهمها الحديد، المنجنيز، النحاس، الكبريت والكالسيوم.

إنتاج محصول أشجار النخيل:

يعتبر محصول أشجار النخيل من المحاصيل المجدية اقتصادياً؛ وذلك بسبب تعدد منتجاتها من بلح، رطب وتمر، وتنتج أيضاً من أشجار النخيل فسائل تباع إلى المشاتل والمزارعين من أجل تأسيس محصول أشجار النخيل، وعند التفكير باستثمار محصول أشجار النخيل، لا بد من تحديد قطعة أرض المناسبة لزراعة أشجار النخيل، ويفضل عدم استئجار قطعة الأرض وإنّما امتلاكها؛ وذلك لأنّ الاستثمار في مشروع النخيل يمتد إلى العديد من السنوات.

وتنمو أشجار النخيل في أنواع مختلفة من الترب، فمن الممكن زراعتها في تربة رملية خفيفة أو تربة طينية ثقيلة، بينما يزداد إنتاج أشجار النخيل من الثمار عند زراعتها في تربة خصبة، خفيفة، عميقة، صفراء وجيدة الصرف والتهوية، وتحتاج قطعة الأرض التي تبلغ مساحتها فدان واحد إلى عدد من أشجار النخيل تصل إلى حوالي 65 شجرة، بحيث تكون المسافة بين الشجرة والأخرى ما يقارب 8 متراً.

وتبدأ أشجار النخيل بإنتاج الثمار بعمر ال 5 سنوات تقريباً، حيث يبلغ إنتاج الشجرة الواحدة في هذا العمر حوالي 20 كغم من ثمار النخيل، وتزداد كمية الثمار الناتجة مع زيادة عمر شجرة النخيل، إذ يصل إنتاج شجرة النخيل إلى ما يقارب 80 كغم عند عمر ال8 سنوات، وتصل شجرة النخيل إلى أعلى إنتاج من ثمار النخيل عند بلوغها عمر ال 10 سنوات، حيث يبلغ إنتاجها حوالي 120 كغم.

وبذلك فإنّ شجرة النخيل تصل إلى ذروة إنتاجها من الثمار عند عمر يتراوح بين 8-10 سنوات، وبناءً على ذلك، عند ضرب كمية إنتاج شجرة النخيل الواحدة من الثمار ب عدد أشجار النخيل في الفدان الواحد، فإنّ ناتج ثمار النخيل في الفدان الواحد يتراوح من (5200-7800) كغم، وتعتمد كمية إنتاج محصول أشجار النخيل من الثمار على عدّة عوامل، أهمها صنف أشجار النخيل، نوع التربة، الظروف المناخية، الخدمة الزراعية ومدى قدرة مقاومة أشجار النخيل للأمراض والآفات.


شارك المقالة: