اقرأ في هذا المقال
حوالي نصف المصابين بـ سرطان الغدة الكظرية تحدث الأعراض نتيجة الهرمونات التي يصنعها الورم، والنصف الآخر تحدث لهم الأعراض لأنّ الورم نما بشكل كبير لدرجة أنّه يضغط على الأعضاء المجاورة. وإذا كان لديك أيّ من العلامات أو الأعراض الموضحة هنا ناقشها مع الطبيب دون تأخير، وقد تحدث هذه الأعراض بسبب ورم الغدة الكظرية أو أي شيء آخر، فإجراء الفحوصات الطبية المناسبة هي الطريقة الوحيدة لمعرفة الحصول على العلاج المناسب إذا لزم الأمر.
أعراض سرطان الغدة الكظرية
الأعراض الناتجة عن إنتاج الأندروجين أو الأستروجين
غالباً ما تحدث الأعراض لدى الأطفال عن طريق الأندروجينات (هرمونات الذكورة) التي يفرزها الورم. وأكثر الأعراض شيوعاً هي النمو المفرط لشعر الوجه والجسم (كما في مناطق العانة والإبط). هرمونات الذكورة قد تزيد من حجم القضيب عند الأولاد أو البظر عند الفتيات.
إذا قام الورم بإفراز هرمون الاستروجين (هرمونات من النوع الأنثوي)، فيمكن أن تبدأ الفتيات في سن البلوغ مبكراً. هذا يمكن أن يسبب تطور الثديين وبدء الحيض، ويمكن للأورام المنتجة للاستروجين أيضاً تكبير الثديين عند الأولاد.
تكون الأعراض الناتجة عن المستويات المرتفعة من الهرمونات الجنسية أقل وضوحاً لدى البالغين؛ لأنّها قد مرَّت بالفعل بالبلوغ ولديهم ثدي وأنماط من شعر الجسم، والنساء المصابات بأورام الأستروجين والرجال المصابون بأورام الأندروجين عادة لا تظهر عليهم أية أعراض من الهرمونات، لذلك قد لا تظهر عليهم الأعراض حتى يكون الورم كبيراً بما يكفي للضغط على الأعضاء المجاورة.
الأعراض أسهل في الملاحظة ما إذا كان الورم يصنع الهرمون الموجود عادة في الجنس الآخر، على سبيل المثال، قد يلاحظ الرجال المصابون بالأورام التي تصنع الاستروجين أنّ ثديهم يتضخَّم وينعم، وقد يكون لديهم أيضاً مشاكل جنسية مثل ضعف الانتصاب (العجز الجنسي) وفقدان الدافع الجنسي، وقد تلاحظ النساء المصابات بالأورام التي تصنع الأندروجينات (هرمونات الذكورة) نمو شعر الوجه والجسم بشكل مفرط، وفترات الحيض غير المنتظمة، وخشونة الصوت لدى النساء.
الأعراض الناجمة عن إنتاج الكورتيزول
تسبّب المستويات المفرطة من الكورتيزول مشكلة معروفة باسم متلازمة كوشينغ، ويعاني بعض الأشخاص من جميع هذه الأعراض، ولكنّ الكثير من الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الكورتيزول لديهم عدد قليل فقط من هذه الأعراض. العلامات والأعراض المحتملة تشمل:
- زيادة الوزن.
- ظهور الكدمات على البطن.
- نمو الشعر الزائد على الوجه والصدر والظهر عند النساء.
- اضطرابات الحيض.
- ضعف وفقدان كتلة العضلات في الساقين.
- الاكتئاب.
- ضعف العظام (هشاشة العظام)، والتي يمكن أن تؤدي إلى الكسور.
- ارتفاع مستويات السكر في الدم، ممّا يؤدي في كثير من الأحيان إلى مرض السكري.
- ضغط دم مرتفع.
قد يكون سبب متلازمة كوشينغ من سرطان الغدة الكظرية أو ورم غدي يصنع مستويات عالية من الكورتيزول أو الهرمونات ذات الصلة، ولكنّ يمكن أن يكون لهُ أسباب أخرى، على سبيل المثال، يمكن أن تصنع أورام الغدة النخامية الحميدة مستويات عالية من هرمون آخر يُسمّى هرمون قشرة الغدة الكظرية (ACTH)، وغالباً ما يسمّى هذا المرض كوشينغ. مستويات عالية من ACTH بدوره يسبّب أورام أنسجة الغدة الكظرية الطبيعية لتفرز المزيد من الكورتيزول، وهذا يؤدي إلى نفس الأعراض مثل متلازمة كوشينغ، وفي حالات نادرة جداً، يمكن أن تسبّب الأورام الأخرى أعراض ACTH وتسبب نفس الأعراض.
يتم علاج بعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز المناعي أو بعض أنواع السرطان، مثل الأورام الليمفاوية، بالأدوية المرتبطة بالكورتيزول.
نظراً لوجود العديد من أسباب ارتفاع مستويات الكورتيزول التي يمكن أنّ تؤدّي إلى متلازمة كوشينغ، يقوم الأطباء بعدد من الفحوصات لمعرفة ما إذا كان المريض مصاباً بورم قشري الغدة الكظرية أو سبب آخر لمتلازمة كوشينغ.
الأعراض الناجمة عن إنتاج الألدوستيرون
العلامات والأعراض الرئيسة الناجمة عن أورام الغدة الكظرية المنتجة للألدوستيرون هي:
- ضغط دم مرتفع.
- ضعف.
- تشنجات العضلات.
- انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم.
غالباً ما تصنع الأورام الغدة الكظرية الألدوستيرون، لكن نادراً ما تفعل سرطانات الغدة الكظرية.
مع نمو سرطان الغدة الكظرية، يضغط على الأعضاء والأنسجة القريبة، وقد يسبب هذا الألم بالقرب من الورم، والشعور بالامتلاء في البطن، أو صعوبة في تناول الطعام بسبب الشعور بالامتلاء بسهولة.
ما الذي يسبب سرطان الغدة الكظرية
سبب معظم الأورام قشرة الغدة الكظرية غير معروف، وعلى مدار السنوات القليلة الماضية أحرز الخبراء تقدماً كبيراً في فهم كيف أنّ بعض التغييرات في الحمض النووي للشخص يمكن أن تسبب خلايا في الغدة الكظرية وأن تصبح خلايا سرطانية.
الحمض النووي هي المادة الكيميائية الموجودة في خلايانا والتي تشكل جيناتنا، والتي تتحكَّم في كل شيء تقريباً في الخلايا، وعادة ما نبدو مثل آبائنا؛ لأنّهم مصدر الحمض النووي لدينا، ولكن الحمض النووي يؤثر أكثر من مجرد الطريقة التي ننظر بها، كمّا أنّه يحدّد خطر الإصابة بأمراض معينة بما في ذلك بعض أنواع السرطان.
- الجينات التي تساعد خلايانا على النمو والانقسام تُسمّى الجينات المسرطنة.
- الجينات التي تبطّئ انقسام الخلايا السرطانية أو تجعلها تموت في الوقت المناسب تسمّى الجينات الكابتة للورم.
يمكن أن يكون سبب السرطان طفرات الحمض النووي (التغييرات) التي تعمل على الجينات المسرطنة أو إيقاف الجينات الكابتة للورم، ويرث بعض المصابين بالسرطان طفرات في الحمض النووي من أحد الوالدين، ممّا يزيد من خطر الإصابة بالمرض، وقد تنجم بعض هذه الطفرات بسبب التعرض لأشياء مثل الإشعاع أو المواد الكيميائية المُسبّبة للسرطان، ولكن يبدو أنّ معظم هذه الطفرات تحدث دون سبب واضح، ودون وجود سبب خارجي.
نادراً ما تسبّب السرطان القشرة الكظرية، ومع ذلك، نظراً لأنّ سرطان الغدة الكظرية نادر جداً، وإذا كنت تعاني من سرطان الغدة الكظرية فقد يكون من المفيد التفكير في الفحوصات الجينية لمعرفة ما إذا كان لديك أحد هذه المتلازمات.
مراحل سرطان الغدة الكظرية
بعد تشخيص شخصٍ ما بسرطان الغدة الكظرية سيحاول الأطباء معرفة ما إذا كان قد انتشر، وإذا كان الأمر كذلك، وإلى أيّ مدى. وتسمى هذه العملية التدريج، وتصف مرحلة السرطان مدى انتشار السرطان في الجسم، ويساعد في تحديد مدى خطورة السرطان، وأفضل السبل لعلاجه، وتعتبر المرحلة واحدة من أهمِّ العوامل في تقرير كيفية علاج السرطان وتحديد مدى نجاح العلاج.
لتحديد مرحلة السرطان وبعد تشخيص سرطان الغدة الكظرية يحاول الأطباء الإجابة على هذه الأسئلة:
- ما حجم السرطان؟
- هل نما السرطان إلى هياكل أو أعضاء قريبة؟
- هل انتشر السرطان إلى العقد اللمفاوية القريبة أو إلى الأعضاء البعيدة؟
تعتمد مرحلة سرطان الغدة الكظرية على نتائج الفحوصات الجسدية، والفحوصات، واختبارات التصوير (التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة السينية، تصوير PET).
تتراوح مراحل سرطان الغدة الكظرية من المراحل الأولى (1) إلى الرابعة (4). وكقاعدة عامة، كلما كان السرطان في المراحل الأولى قلَّ انتشار السرطان. وكلما تقدم السرطان في المراحل الأخيرة (الرابعة) انتشر السرطان أكثر. ويميل السرطان ذو المراحل المتشابهة إلى أن يكون لهُ نظرة مماثلة وغالباً ما يعالج بنفس الطريقة.
