فصل الشتاء هو موسم البرد وهناك أمراض أخرى أيضًا في ذروة الفصل وتحدث في موسم البرد، من المعروف أن جسم الإنسان يغير عملية التمثيل الغذائي مع المواسم، اكتشف الباحثون أن جسم الإنسان يتكيف أيضًا مع الصيف والشتاء، كما أفادوا أن بعض الجينات تغير نشاطها اعتمادًا على الموسم، من بين أمور أخرى يؤثر هذا على تفاعلات الجهاز المناعي ويفسر سبب حدوث بعض الأمراض بشكل متكرر في الشتاء، بينما يميل الناس إلى البقاء بصحة جيدة في أشهر الصيف.
ما هي أمراض فصل الشتاء؟
أمراض الجهاز التنفسي
أي شخص يعاني من الربو أو التهاب الشعب الهوائية المزمن على مدار السنة يكون معرضًا للخطر بشكل خاص في فصل الشتاء، يتناوب الهواء البارد والجاف للتدفئة بالداخل والهواء البارد الرطب بالخارج ويعززان الأعراض النموذجية، كما أن نزلات البرد أكثر شيوعًا وتحدث بشكل أسرع من الأشخاص الأصحاء، من أجل تجنب العواقب الوخيمة مثل الالتهاب الرئوي، ينبغي اتخاذ بعض التدابير.
تعتبر التمارين الرياضية مهمة أيضًا لأمراض الجهاز التنفسي، ومع ذلك يجب على مرضى الربو تجنب ممارسة التمارين الرياضية الثقيلة في الهواء البارد، من ناحية أخرى فإن المشي المعتدل أو رياضات التحمل الخفيفة بملابس دافئة بدرجة كافية مفيدة جدًا، من الضروري أيضًا التنفس من خلال أنفك، يعمل هذا على تدفئة الهواء المستنشق قبل أن يصل إلى الرئتين. هذا يساعد على إراحة الرئتين، في الرحلات الطويلة، قد يكون من المنطقي تفضيل السيارة على المشي حتى لا تتعرض الرئتان لضغوط شديدة.
نقص فيتامين د
على الرغم من أن فيتامين (د) المعروف هو في الواقع مقدمة للهرمونات، إلا أنه ضروري لصحة الجسم، يتكون فيتامين د من خلال الجلد عن طريق التعرض لأشعة الشمس، وهنا بالضبط تكمن المشكلة حيث أنه في الشتاء تقل أشعة الشمس بحيث لا يعود الجسم قادرًا على إنتاج ما يكفي من فيتامين (د) عبر الجلد، ثم تكون العواقب هي التعب والخمول وفقدان الشهية.
لحسن الحظ يوجد فيتامين د أيضًا في الطعام، تشمل المصادر الجيدة لهذا الفيتامين الأسماك الغنية بالدهون والأفوكادو ومنتجات الألبان والفطر، ومع ذلك يمكن للجسم تغطية حوالي عشرة إلى 20 في المائة كحد أقصى من متطلبات فيتامين (د) من خلال الطعام، إذا استمرت الأعراض فمن المستحسن تناول فيتامين د من خارج الجسم على شكل أدوية.
التهاب المثانة
تتأثر النساء على وجه الخصوص في الأشهر الباردة من العام بالتهاب المثانة، تحدث التهابات المثانة عندما يبرد البطن، يمكن أن يحدث هذا إذا جلس الشخص على سطح بارد لفترة طويلة، بالإضافة إلى ذلك يميل الكثير من الناس إلى شرب القليل جدًا من السوائل، مما يعزز تطور التهابات المسالك البولية، خاصة في موسم البرد يحتاج الجسم إلى الكثير من السوائل حتى يتمكن من تعويض تقلبات درجات الحرارة، يمكن أن تكون البكتيريا أيضًا سببًا لعدوى المثانة، العلامة الأولى لعدوى المثانة هي الشعور بوخز أو شد مؤلم عند التبول.
من المهم الحفاظ على دفء البطن، كإجراء وقائي وفي حالة الأعراض الحادة، زجاجات الماء الساخن أو الوسائد المصنوعة من المواد القابلة للدفء بسرعة مناسبة جدًا لهذا الغرض، كما أنها تساعد على شرب الكثير من السوائل، يجب أن يكون شرب الماء هو الخيار الأول، بالإضافة إلى ذلك، يجب تناول الكثير من السوائل الدافئة وخاصة شاي الكلى، مما يعزز طرد البكتيريا.
في الحالات الأكثر شدة من التهاب المثانة، يمكن أن توفر المسكنات الراحة، إذا لم تعد العلاجات المنزلية مفيدة، يمكن للطبيب أن يصف مضادًا حيويًا، من الضروري هنا أن يتم استخدام الدواء بالكامل، تكون التمارين الخفيفة في الهواء الطلق مفيدة ومهمة لأمراض الجهاز التنفسي، ومن المهم ألا تصبح الرياضة شاقة للغاية.
أمراض الجلد
إن بشرة كثير من الناس حساسة لهواء الشتاء البارد، والنتيجة هي بقع جافة وحكة واحمرار على سطح الجلد، بالإضافة إلى ذلك تتضخم الأمراض الجلدية للغاية في فصل الشتاء، يعاني المرضى المصابون من التهاب الجلد العصبي من تفاقم أعراضهم أو تهيجها بسبب البرد، تشمل مجموعة المخاطر الثانية المرضى الذين يعانون من حساسية البرد، في هذه الحالات يتشكل أيضًا في البداية طفح جلدي أحمر اللون ومثير للحكة على الجلد، يمكن أن يطلق الجسم الكثير من الهيستامين، والذي يمكن أن يشل نظام القلب والأوعية الدموية، ثم تصبح حساسية البرد مهددة للحياة.
من حيث المبدأ يجب على المرضى المصابين بأمراض جلدية التأكد من أنهم يعتنون بجلدهم بشكل كافٍ، الكريمات الطبية هي الخيار الأول هنا، يجب أن تحتوي على زيت الجوجوبا الذي له تأثير مهدئ على الجلد، في فصل الشتاء يُنصح أيضًا بمغادرة المنزل دائمًا مع وشاح وقفازات وقبعة وركوب السيارة للرحلات الطويلة، بعد التشاور مع طبيب الأمراض الجلدية يمكن استخدام حاصرات الهيستامين للتخفيف من الأعراض.
آلام المفاصل والظهر
يمكن أن يتفاقم كل من التهاب المفاصل وآلام الظهر التقليدية في موسم البرد، ومن أسباب ذلك الوضع السيء بسبب درجات الحرارة المنخفضة، بالإضافة إلى تقلص الأوعية الدموية ومشاكل في جميع مفاصل الجسم، والنتيجة هي ألم شديد، هناك أدوية كلاسيكية وعلاجات منزلية توفر الراحة.
الكآبة الشتوية
يُطلق على ما يسمى بالاكتئاب الشتوي “الاضطراب العاطفي الموسمي” أو SAD باختصار، إنه شائع عند الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل الاكتئاب لبقية العام، لم يتم بعد توضيح مصدر الاكتئاب الشتوي بشكل نهائي، ومع ذلك يفترض الخبراء أن الإشعاع الشمسي والطقس المظلم يلعبان أيضًا دورًا هنا، غالبًا ما تشبه أعراض كآبة الشتاء أعراض الاكتئاب الكلاسيكي، هناك أيضًا أعراض غير نمطية تجعل التمييز الواضح إلى حد ما ممكنًا، وهذا يشمل زيادة الشهية للأطعمة المحتوية على الكربوهيدرات والأطعمة الحلوة للغاية.
هناك العديد من الإجراءات المضادة لمواجهة الاكتئاب الشتوي والاضطرابات العاطفية الموسمية في فصل الشتاء، وهذا يشمل النظام الغذائي والتمارين الرياضية الكافية، يساعد الاستخدام المستهدف للعلاج بالضوء أيضًا على احتواء أعراض اكتئاب الشتاء، في فصل الشتاء أيضاً يعاني الناس أكثر مما يُعرف بالخمول الشتوي.
وأخيراً وفي نهاية المقال يمكن القول أنه تساعد المسكنات في تخفيف الأعراض على المدى القصير في حالات مشاكل وأمراض فصل الشتاء والبرد، يجب دائمًا مناقشة استخدامها مع الطبيب، التمرين المنتظم يساعد في علاج هذه الامراض أيضاً، ولكن يجب القيام به بحذر لتجنب تفاقم الأعراض.
يمكن أن تساعد الحرارة أيضًا في تخفيف آلام المفاصل، تتمدد الأوعية الدموية وتسترخي العضلات عندما تعمل عليها الحمامات الدافئة أو وسادات الحرارة، عندما يتعلق الأمر بآلام الظهر فهناك العديد من الإجراءات التي يمكن أن تقوي الظهر وتخفف الألم، هذه هي الطريقة التي يمر بها مرضى الألم المزمن خلال فصل الشتاء جيدًا.