العمّال هم الطّرف الأهم الّذي تحرص عليه كافّة الدّول في ضمان تطّور إنتاجها وتعزيز اقتصادها، ولا شك أن عدم ضمان صحّة العمّال وسلامتهم الجسميّة والنفسيّة وراحتهم في بيئة العمل يؤدّي إلى تدهور منظومة العمل والإنتاج والنّشاط الاقتصادي من خلال ما يسمّى بالمرض المهني.
مفهوم المرض المهني
المرض المهني: هو المرض الّذي يصيب العامل نتيجة التعرّض بحكم عمله لعوامل ضارّة الّتي تعتبر جزءاً من طبيعة العمل عمله. ولا توجد هذه العوامل الضّارّة إلا في بيئة العمل ومن ثمّ تنشأ الأمراض بين العاملين مثل مرض تحجّر الرئتين الّذي يصيب عمّال المناجم. ومرض التدرّن الرئوي حيث يصيب العاملين في معامل التحاليل الطبيّة. ومرض الحمّ المالطية في عمّال تربية الحيوانات أو التهاب الكبد الفيروسي C ،B.وعليها تسّمى الإصابة بإصابة العمل . ماهي إصابة العمل الآن سنتحدّث عزيزي القارئ عن مفهومها؟
الأمراض المهنية هي الحالات الصحية التي يمكن أن تنشأ نتيجة للتعرض المهني للعوامل الضارة في مكان العمل. قد تشمل هذه العوامل المواد الكيميائية الضارة، والغبار، والضوضاء، والإشعاع، وظروف العمل البيئية. يمكن أن تتراوح الأمراض المهنية من مشاكل تنفسية إلى مشاكل جلدية أو حتى أمراض أكثر خطورة مثل السرطان.
الوقاية من الأمراض المهنية يتطلب تقييمًا دقيقًا للمخاطر في مكان العمل واتخاذ تدابير للحد من التعرض لهذه المخاطر. يمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام وسائل الوقاية الشخصية، وتحسين ظروف العمل، وتوفير التدريب على السلامة والصحة المهنية.
إصابة العمل
هي الإصابة بأحد الأمراض المهنيّة أو الإصابة نتيجة حادث وقع أثناء تأدية العمل أو بسببه، وتعتبر الإصابة النّاتجة عن الإجهاد والإرهاق من العمل إصابة عمل متى توّفرت الشّروط والقواعد الّتي يصدر بها قرار من وزير التأمينات بالاتفاق مع وزر الصّحة. ولا بدّ من معرفة أنّ الأمراض المهنيّة كثير ما تصيب عامّة النّاس ولكنّها تصيب العاملين تحت ظروف معيّنة حيث تساهم العوامل المهنيّة بدرجات متفاوتة مع العوامل الأخرى في إحداث المرض. وتسّمى هذه الأمراض المتعدّدة الأسباب” الأمراض الّتي لها علاقة بالعمل” ومن أمثلة هذه الأمراض :
- البول السكّري.
- قرحة الإثني عشر.
- الأمراض الرئويّة المزمنة.
- أمراض الجهاز الحركي.
- الاضطرابات النفسيّة.
الأمراض الناجمة عن التعرض للمواد الكيميائية
التعرض للمواد الكيميائية في مكان العمل يمكن أن يؤدي إلى العديد من الأمراض المهنية. بعض الأمثلة على هذه الأمراض تشمل:
التسمم الكيميائي: يمكن أن يحدث نتيجة تعرض العامل لكميات كبيرة من المواد الكيميائية الضارة.
التحسس الكيميائي: يمكن أن يتطور التحسس أو الحساسية للمواد الكيميائية بعد تكرار التعرض لها، ويظهر ذلك على شكل رد فعل تحسسي.
الأمراض التنفسية: قد تسبب بعض المواد الكيميائية تهيجًا للجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى التهاب الرئتين أو حتى الإصابة بأمراض مزمنة مثل الربو.
الأمراض الجلدية: التعرض المباشر لبعض المواد الكيميائية يمكن أن يتسبب في التهاب الجلد، الحساسية الجلدية أو حتى تطوير حروق.
السرطان: بعض المواد الكيميائية المسرطنة يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بالسرطان، خاصة إذا كانت التعرض لها متكررًا ولفترات طويلة.
الوقاية من هذه الأمراض تتضمن استخدام الوسائل الوقائية الشخصية، مثل الكمامات والقفازات، وتحسين إجراءات السلامة في مكان العمل، وتوفير التدريب للعاملين حول كيفية التعامل مع المواد الكيميائية بشكل آمن.
الوقاية من إصابة العمل
الوقاية من إصابات العمل تعتبر جزءًا أساسيًا من تحقيق بيئة عمل آمنة وصحية. تهدف جهود الوقاية إلى تقليل المخاطر والحوادث في مكان العمل، مما يحمي العمال ويعزز فعالية الإنتاج. دعنا نلقي نظرة على بعض جوانب الوقاية من إصابات العمل:
- ضرورة استخدام معدّات الوقاية والسّلامة الشّخصية أثناء العمل وعدم الاستهانة بها.
- تفعيل مفهوم السّلامة المهنية وذلك بتعيين مشرف مختص بالسّلامة المهنيّة بحيث يقوم مراقبة متطلّبات السّلامة ومتابعتها.
- حفظ المواد الكيميائية والقابلة للاشتعال بعيداً عن أماكن تجمّع العمّال لأنها مصدر خطر على المصنع والعمّال.
- توفير صندوق إسعافات أولية من أجل التّعامل مع الإصابات بشكل سريع.
- العمل على نشر التوعية بواسطة الملصقات الدّورية والبوسترات بشكل دوري للعمل على تثقيف العاملين ورفع مستوى التوعية لديهم وبالتّالي الحد من الإصابات.
- تنسيق المصنع مع جهاز الّدفاع المدني للسّلامة المهنيّة وذلك بعقد دورات للمشرفين على العمل بهدف توفير بيئة آمنة للجميع.
- تدريب العمّال وتجهزيهم داخل المصانع من قبل مشرف السّلامة المهنيّة بحيث يقوم بإعطائهم الخبرات بكيفية التّعامل مع الحوادث وطريقة الإخلاء حال وقوع الحادث.