كيفية تنسيق العلاج الطبيعي مع العلاج الدوائي لدى كبار السن

اقرأ في هذا المقال


كيفية تنسيق العلاج الطبيعي مع العلاج الدوائي لدى كبار السن

من الجيد أن الأدوية المختلفة يمكن أن تنتج آثارًا مفيدة وضارة قد تؤثر على العلاج الطبيعي لكبار السن بعدة طرق مختلفة. ومع ذلك، هناك بعض الاستراتيجيات الأساسية التي يمكن للمعالجين استخدامها للمساعدة في تعظيم الجوانب المفيدة للعلاج الدوائي وتقليل الآثار الضارة للأدوية عند العمل مع الأفراد المسنين، يتم تلخيص هذه الاستراتيجيات العامة فيما يلي.

التمييز بين تأثيرات الدواء والأعراض

عند تقييم مريض مسن، يجب على المعالجين محاولة تفسير النتائج الذاتية والموضوعية التي قد تكون ناجمة عن التفاعلات الدوائية الضائرة بدلاً من عقابيل المرض الحقيقية وتأثيرات الشيخوخة. على سبيل المثال، قد يكون المريض الذي يبدو مرتبكًا ومشوشًا أثناء التقييم الأولي للعلاج الطبيعي يعاني بالفعل من رد فعل سلبي تجاه عقار مؤثر عقليًا أو دواء القلب والأوعية الدموية أو أي عامل آخر، يسمح التمييز الصحيح للأعراض الحقيقية بتخطيط العلاج واتخاذ القرارات السريرية بشكل أفضل.

يمكن للمعالجين أيضًا اتخاذ خطوات لمنع الاستخدام غير الملائم للأدوية وتعدد الأدوية من خلال المساعدة في التمييز بين التفاعلات الدوائية الضائرة وأعراض المرض الحقيقية، قد يتطلب التمييز بين العلامات المتعلقة بالعقاقير وأعراض المريض الحقيقية مراقبة دقيقة واستشارة مع أفراد الأسرة أو غيرهم من المهنيين الصحيين لمعرفة ما إذا كانت هذه العلامات تميل إلى الزيادة بعد كل جرعة، كما يجب أن تأخذ إعادة التقييم الدورية في الاعتبار أيضًا أي تغييرات في العلاج الدوائي، خاصةً إذا تمت إضافة أدوية جديدة إلى نظام المريض.

جدولة جلسات العلاج الطبيعي حول جدول الجرعات

يجب تنسيق العلاج الطبيعي مع ذروة التأثيرات الدوائية إذا تم تعزيز المشاركة النشطة للمريض عن طريق العلاج الدوائي. على سبيل المثال، الأدوية التي تعمل على تحسين الأداء الحركي (مثل العوامل المضادة لمرض باركنسون) وتحسين الحالة المزاجية والسلوك (مثل مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان) وتقليل الألم (مثل المسكنات) قد تزيد من قدرة المريض الأكبر سنًا على المشاركة في إجراءات إعادة التأهيل المختلفة.

على العكس من ذلك، يجب جدولة العلاج الطبيعي عندما تكون تأثيرات الأدوية على الأقل بالنسبة للمرضى المسنين الذين يتلقون أدوية تؤدي إلى تخدير مفرط أو دوار أو تأثيرات ضارة أخرى قد تضعف القدرات الإدراكية أو الحركية للمريض. لسوء الحظ، غالبًا ما يكون هناك مفاضلة بين التأثيرات المرغوبة والتأثيرات الضارة مع نفس الدواء، مثل المسكن الأفيوني الذي ينتج أيضًا التخدير. في هذه الحالات، قد يستغرق الأمر بعض التجربة والخطأ في كل مريض للعثور على وقت العلاج الذي يستفيد من فوائد الدواء مع الحد الأدنى من التداخل من الضار.

تعزيز التأثيرات التآزرية لإجراءات العلاج الطبيعي مع العلاج الدوائي

يجب على المرء ألا يغيب عن بالنا حقيقة أن العديد من إجراءات إعادة التأهيل المستخدمة مع المسنين قد تزيد من العلاج بالعقاقير. على سبيل المثال، قد يعاني المريض المصاب بمرض باركنسون من تحسن أمثل في الوظيفة الحركية من خلال مزيج من العلاج الطبيعي والأدوية المضادة لمرض باركنسون. في بعض الحالات، يمكن تقليل العلاج الدوائي من خلال مساهمة إجراءات العلاج الطبيعي (على سبيل المثال، تقليل أدوية الألم من خلال الاستخدام المتزامن للتحفيز الكهربائي والعوامل الفيزيائية وما إلى ذلك)، كما يمكن أن تساعد هذه العلاقة التآزرية بين العلاج الدوائي والعلاج الطبيعي في تحقيق نتائج أفضل مما لو تم استخدام أي من التدخلين بمفرده.

تجنب التفاعلات التي يحتمل أن تكون ضارة بين إجراءات العلاج الطبيعي والتأثيرات الدوائية

قد يكون لبعض تدخلات العلاج الطبيعي المستخدمة في كبار السن تفاعل سلبي مع بعض الأدوية. على سبيل المثال، قد يؤدي استخدام إجراءات إعادة التأهيل التي تسبب توسع الأوعية المحيطية (مثل الدوامة الكبيرة وبعض التمارين) إلى انخفاض ضغط الدم الشديد لدى المريض الذي يتلقى بعض الأدوية الخافضة للضغط، كما يجب توقع هذه التفاعلات السلبية وتجنبها عند العمل مع مرضى المسنين.

تحسين التعليم والامتثال للعلاج بالعقاقير لدى كبار السن

يعد الالتزام الصحيح بالعلاج الدوائي أحد المجالات التي يمكن أن يكون للمعالجين الفيزيائيين تأثير مباشر فيهان كما يمكن للمعالجين تعزيز الحاجة إلى الالتزام بالنظام الموصوف ويمكن للمعالجين المساعدة في مراقبة ما إذا كانت الأدوية قد تم تناولها وفقًا للتوجيهات، يمكن للمعالجين أيضًا المساعدة في تثقيف مرضى الشيخوخة وعائلاتهم حول سبب وصف أدوية معينة وما هي الآثار الجانبية التي يجب توقعها والتسامح معها على عكس الآثار الجانبية التي قد تشير إلى تسمم الأدوية بالنسبة له وقد تم قبوله في دار لرعاية المسنين.

مشكلات وتأثير الدواء لدى كبار السن

بدأ المعالج في رؤية المريض كل صباح في عيادة العلاج الطبيعي في دار رعاية المسنين. على الرغم من أن أعراض الصلابة وبطء الحركة كانت ملحوظة إلى حد ما، وجد المعالج أن المريض كان قادرًا على المشاركة بنشاط إلى حد ما في تمارين نطاق الحركة وبعض أنشطة التمشي، لكن خلال الجلسة الثانية، أصبح المريض فجأة جامدًا للغاية وأظهر فقدانًا تامًا لجميع الحركات الإرادية.

وجد المعالج هذا مفاجئًا لأن المريض بدأ جلسة العلاج الطبيعي بكمية معقولة من النشاط الحركي التطوعي، كما أنهى المريض الجلسة بأكملها في اليوم السابق دون حدوث أي نوبات من هذا القبيل. بعد مزيد من الدراسة، أدرك المعالج أن المريض قد تمت رؤيته في وقت لاحق من صباح اليوم الثاني وأن الحلقة غير الحركية حدثت قبل ساعة واحدة من جرعة المريض التالية من ليفودوبا.

أدرك المعالج أن المريض يعاني من توقف الحركة في نهاية الجرعة غالبًا ما يُظهر المرضى الذين خضعوا لعلاج ليفودوبا لعدة سنوات هذه الظاهرة، حيث يبدو أن فعالية ليفودوبا تتلاشى قبل الجرعة التالية. لمنع تكرار هذه المشكلة، حرص المعالج على تحديد موعد لهذا المريض لمدة ساعة واحدة تقريبًا بعد جرعة (الإفطار) الأولية من الأدوية المضادة لمرض باركنسون. هذا سمح للمريض على الأقل بالمشاركة بأكبر قدر ممكن في نظام التمرين اليومي، كما قام المعالج أيضًا بإخطار طبيب المريض بنهاية الجرعة، تم حل هذه المشكلة في النهاية عن طريق زيادة جرعة ليفودوبا بحيث تتوفر كمية كافية من الدواء للحفاظ على الوظيفة الحركية طوال كل دورة جرعات.

يمكن اعتبار التدخل الدوائي في الأفراد المسنين بمثابة سيف ذو حدين، كما يجب موازنة الآثار المفيدة والعلاجية لأي دواء معين مع خطر تعرض كبار السن لرد فعل سلبي لهذا الدواء. ليس هناك شك في أن العديد من الأمراض والآفات التي تحدث عادة في السكان المسنين يمكن تخفيفها من خلال التدابير الدوائية المناسبة. ومع ذلك، يزداد خطر التفاعلات الدوائية الضارة لدى كبار السن بسبب عوامل مثل الاستخدام غير المتناسب للمخدرات والاستجابة المتغيرة للعديد من الأدوية.

ولذلك فإن احتمالية حدوث آثار دوائية مفيدة تتعايش مع زيادة فرصة حدوث آثار ضائرة خطيرة لدى كبار السن، كما يجب أن يكون المعالجون الفيزيائيون على دراية بالنظام الدوائي المستخدم في مرضاهم المسنين وكيف يمكن للآثار المفيدة والضارة لكل دواء أن تؤثر على إعادة تأهيل هؤلاء الأفراد ويمكن أن يلعب المعالجون الفيزيائيون أيضًا دورًا مهمًا في التعرف على التفاعلات الدوائية الضارة لدى كبار السن. أخيرًا، يمكن للمعالجين المساعدة في تشجيع الامتثال المناسب للعلاج الدوائي وتثبيط الاستخدام المفرط وغير المناسب للأدوية غير الضرورية لمرضى الشيخوخة.


شارك المقالة: