اقرأ في هذا المقال
- تعريف التشنجات لدى الأطفال حديثي الولادة
- أسباب التشنجات عند الأطفال حديثي الولادة
- أعراض التشنجات عند الأطفال حديثي الولادة
- تشخيص التشنجات عند الأطفال حديثي الولادة
- مضاعفات التشنجات عند الأطفال حديثي الولادة
- علاج التشنجات عند الأطفال حديثي الولادة
نوبات الصرع قد تصيب كل من الأطفال، الكبار وحديثي الولادة، وقد تتشابه نوبات الصرع على اختلاف أنواعها في أعراضها من حركات متماثلة متكررة في الذراعين، الساقين، حركات في الفم تشبه المضغ، وظهور أصوات غريبة، أغلب النوبات تزول خلال ثواني قليلة إلى دقائق، ولكن تبقى خطيرة حسب المسبب لها، وسنتكلم في هذا المقال عن النوبات التشنجية التي تصيب الأطفال حديثي الولادة.
تعريف التشنجات لدى الأطفال حديثي الولادة
التشنجات لدى الأطفال حديثي الولادة: هي حدوث تغيير مفاجئ غير طبيعي في كهربائية الدماغ منذ ولادة الطفل وحتى انتهاء فترة حديثي الولادة، حيث أن الدماغ للطفل الوليد في هذه الفترة غير ناضج، وتكون بنسبة أعلى عند أطفال الخداج، وقد تكون علامة تدل على مشاكل في التطور العصبي لدى الطفل، وعدد قليل من هذه النوبات مجهول السبب، لذلك لا بد من التشخيص الدقيق لها ومعرفة مسببها لأن التشخيص المبكر يساعد في العلاج.
أسباب التشنجات عند الأطفال حديثي الولادة
في العادة يكون هناك سبب واضح، قابل للعلاج، منها:
- مشاكل أيضية، مثل انخفاض مستوى كل من السكر، الكالسيوم، المغنيسيوم، الصوديوم، أو ارتفاع في مستوى الصوديوم في الدم، مثل هذه الاضطرابات تعمل على تغيير في كهرباء الدماغ مما يؤدي إلى إرسال إشارات غير صحيحة تؤدي إلى انقباضات غير صحيحة مؤدية إلى نوبة التشنج.
- مشاكل تؤدي إلى نقص الأكسجين إلى الدماغ، مثل نقص التأكسج الدماغي، الاختناق الوليدي.
- نزيف داخل الجمجمة.
- التهابات مختلفة، مثل التهاب السحايا البكتيري، التهاب الدماغ الفيروسي، التهابات تنتقل من الأم إلى الجنين.
- سكتة دماغية.
- أمراض وراثية تؤدي إلى نقص إنزيمات معينة في الجسم مما يؤدي إلى اختلال العملية الأيضية.
- متلازمة الصرع الوليدي.
- تشوهات الدماغ الخلقية.
جميع هذه الأسباب يعمل على تحفيز دماغ الطفل حديث الولادة والذي يعد في حالة نمو مستمرة، مما يعني وجود مناطق غير ناضجة، فيجعله قابلًا للتحفيز العصبي الذي يؤدي إلى حدوث نوبة.
أعراض التشنجات عند الأطفال حديثي الولادة
عادة تتم ملاحظة نوبات التشنج بعد استيقاظ الطفل من النوم، وتشمل الأعراض التالية:
- حدوث نوبة تشنج والتي يحدث فيها تصلب في عضلات الجسم.
- تكرار نوبات التشنج بصورة متتالية مما قد يؤدي إلى تقوس البطن والظهر إلى الداخل المصاحب للتشنج.
- حدوث حركات متكررة ومتماثلة في اليدين والقدمين.
- حدوث حركات في الفم مثل حركة فم الطفل وكأنه يمضغ.
- توقف التنفس.
- حدوث تغيير في العلامات الحيوية، مثل تغيير ضغط الدم.
- خروج أصوات غريبة من الطفل الرضيع.
تكون نوبات التشنج قصيرة تستمر في العادة لبضع ثواني ثم تنتهي وقد تستمر إلى دقائق.
تشخيص التشنجات عند الأطفال حديثي الولادة
التاريخ المرضي
يجب أن يسأل الطبيب عن وقت بداية النوبة، تاريخ العائلة عن وجود صرع، حيث تشير النوبات التي تحدث في غضون 12 إلى 24 ساعة بعد الولادة إلى نقص التأكسج الدماغي، أما النوبات التي تحدث بعد ذلك تشير إلى وجود عدوى مثل التهاب السحايا، أو نزيف، أو سكتة دماغية، ولا بد من أخذ تاريخ الأم مثلًا عن وجود حالات إجهاض سابقة الذي قد يشير إلى وجود متلازمة وراثية كامنة، أو سكري الحمل الذي يدل على إصابة خلال الولادة، العدوى المنقولة من الأم إلى الجنين.
فحص سريري
يقوم الطبيب برؤية المظهر العام للطفل، العلامات الحيوية، محيط الرأس، حالته العقلية حسب مستوى اليقظة، وإذا كان الطفل مستقر، لا بد من إجراء فحص عصبي كامل، وفحص للجلد للتأكد من عدم وجود مظاهر أي عدوى خلقية.
بعد الفحص السريري والتاريخ المرضي يجب على الطبيب أن يوجه تركيزه لتحديد العامل المسبب المشتبه به عن طريق الفحوصات التالية :
- تحاليل دم لاستبعاد نقص السكر، كالسيوم، مغنيسيوم، صوديوم.
- زراعة الدم والسائل النخاعي لاستبعاد الالتهابات.
- التصوير المقطعي المحوسب أو الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ لتحديد وجود سكتة دماغية أو نزيف داخل الجمجمة أو عيوب هيكلية في الدماغ.
- إجراء تخطيط كهربية الدماغ EEG.
- يتم تقييم المريض من حيث الأخطاء الوراثية في التمثيل الغذائي عن طريق تحليل غازات الدم لتقييم الحالة الأيضية للمريض، بالإضافة لمعرفة مستوى البيروفات، وحمض اللاكتيك، وأمينو البول، والأحماض العضوية في الدم.
مضاعفات التشنجات عند الأطفال حديثي الولادة
هناك العديد من المضاعفات لنوبات التشنج عند الأطفال حديثي الولادة، إذا كانت طويلة الأمد أو متكررة، مثل:
- تأخر النمو.
- تزيد من فرصة حدوث صرع في المستقبل.
- مشاكل في البلع.
تعتمد هذه المضاعفات على سبب النوبات التشنجية.
علاج التشنجات عند الأطفال حديثي الولادة
في البداية يجب التأكد من استقرار الطفل، بعد ذلك يتم توجيه العلاج حسب الحالة، والذي يشمل:
- اخفاض درجة حرارة جسم الطفل لعلاج نقص التأكسج الدماغي.
- المضادات الحيوية لعلاج الإنتان أو التهاب السحايا.
- توفير الدكستروز إذا كان المريض يعاني من نقص السكر في الدم بشدة، تصحيح مشاكل في مستويات الصوديوم، مغنيسيوم وغيره.
- الإحالة إلى جراحة المخ والأعصاب إذا كان لدى المريض دليل على حدوث نزيف داخل الجمجمة.
- تصحيح التشوهات الأيضية.
- إذا كانت النوبة واضحة سريريًا وطويلة الأمد، فإن الطبيب يصف الفينوباربيتال في البداية، إذا لم يتم حل النوبات بعد جرعة الأولى، فيجب إعطاء جرعات من هذا الدواء، العامل التالي الذي يتم استخدامه بشكل شائع هو فوسفينيتوين، وتشمل العوامل الأخرى الليفيتيراسيتام واليدوكائين في أماكن محددة، يمكن استخدام البنزوديازيبينات قصيرة المفعول (أي الميدازولام) إذا كان هناك تأخير في إعطاء هذه العوامل.
- بعد بدء العلاج الحاد للنوبات الوليدية، يجب الاتصال بأمراض أعصاب الأطفال على وجه السرعة للمساعدة في علاج المرض، يمكن لطب أعصاب الأطفال ترتيب المراقبة المستمرة لتخطيط كهربية الدماغ والتي يمكن أن تؤكد وجود نوبات حديثي الولادة، والمساعدة في تحديد نشاط النوبات تحت الإكلينيكية، والمشاركة في علاج النوبات المقاومة للعلاج،يمكن لأطباء أعصاب الأطفال أيضًا المشاركة في إدارة علاج الصيانة طويل الأمد لمضادات الصرع في المرضى الداخليين والخارجيين.مدة العلاج تعتمد على المسببات الأساسية.
في النهاية، التشنجات عند الأطفال حديثي الولادة تحدث بأشكال متعددة، ولكل شكل منها أعراض مميزة له، ولأن لهذه التشنجات أسباب عديدة وكل سبب له علاج مختلف، لذلك لا بد من الوعي التام لأسباب هذه التشنجات والتشخيص الصحيح لها، ولا بد من الأم أن تسارع في اللجوء للطبيب عند ملاحظة أي حركات تدل على حدوث تشنج، وذلك لما لذلك من مخاطر على صحة الطفل.