التهاب الفقرات التصلبي

اقرأ في هذا المقال


التهاب الفقرات التصلبي هو مصطلح شامل يصف أنواعًا مختلفة من التهاب الفقرات، تؤثر هذه الأنواع بشكل رئيسي على العمود الفقري، ولكنها قد تسبب أيضًا أعراضًا في المفاصل الطرفية وعادةً محيط المفصل يكون في مواقع ربط الأوتار والأربطة، التهاب الفقرات التصلبي هو أيضاً مجموعة من الأمراض الالتهابية التي تسبب التهاب المفاصل.

ما هو التهاب الفقرات التصلبي

النوع الأكثر شيوعًا من التهاب الفقرات هو التهاب الفقرات التصلبي، وهو مصطلح يغطي كلاً من التهاب الفقار اللاصق (AS) والالتهاب الفقاري المحوري غير الإشعاعي (nr-axSpA)، الأسماء محيرة ولكن المهم هو أن كلاهما يسبب التهابًا في المفاصل في العمود الفقري والفقرات على وجه الخصوص، يُطلق على التهاب الفقرات التصلبي r-axSpA لأنه يتسبب في تلف العظام المرئي في الأشعة السينية، لقد اعتُبر تقليديًا شكلاً حادًا من أشكال التهاب الفقرات التصلبي حيث أنه يمكن أن يحد الضرر الهيكلي الذي يسببه من حركة العمود الفقري لدى بعض الأشخاص، لطالما تم تعريف التهاب الفقرات التصلبي، حيث لا يكون تلف المفصل مرئيًا على الأشعة السينية كمرحلة مبكرة من المرض.

لقد تغيرت تلك التعريفات في السنوات القليلة الماضية، الآن يُنظر إلى التهاب الفقرات التصلبي على أنه مجموعة من الحالات الالتهابية بدلاً من المراحل المبكرة والمتأخرة من مرض واحد، كثير من الأشخاص المصابين بالتهاب الفقرات التصلبي لا يتطورون أبدًا إلى الإصابة بالتهاب الفقار اللاصق، وبعض المرضى المصابين بالتهاب الفقار اللاصق لديهم أعراض خفيفة فقط، بالنسبة للمرض هناك العديد من التدرجات التي تختلف اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر.

يعاني بعض الأشخاص المصابين بالتهاب الفقرات التصلبي من التهاب المفاصل خارج العمود الفقري، خاصةً في المفاصل الكبيرة في الذراعين أو الساقين هنا يُسمى التهاب المفاصل المحيطي، على الرغم من أن الأشخاص المصابين بالتهاب الفقرات التصلبي يمكن أن يصابوا بالتهاب المفاصل المحيطي أيضًا، فإن أعراضهم الأولية تكون في العمود الفقري والمفصل العجزي الحرقفي، حيث يرتبط العمود الفقري بالحوض، تشمل عائلة التهاب الفقرات التصلبي أيضًا والأمراض ذات الصلة به:

  • التهاب المفاصل الصدفي: حيث يعاني 70٪ من المصابين بالتهاب الفقرات التصلبي من الالتهاب المحيطي والعمود الفقري، ولكن الأشخاص الذين يعانون من النوع المعروف باسم التهاب الفقرات التصلبي المحوري يعانون فقط من التهاب المفاصل في العمود الفقري.
  • التهاب المفاصل التفاعلي: يحدث هذا بشكل أساسي بسبب التهاب الأمعاء أو المسالك البولية أو الجهاز التناسلي، والذي غالبًا ما يتم علاجه بالمضادات الحيوية، في هذا النوع عادة ما يختفي التهاب الفقرات التصلبي من تلقاء نفسه.
  • يرتبط التهاب الفقرات التصلبي بأمراض الأمعاء الالتهابية مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرون، مثل التهاب الفقار اللاصق وغالبًا ما يصيب العمود الفقري ولكنه نادرًا ما يتسبب في تدمير المفاصل أو الإعاقة.

عوامل خطر التهاب الفقرات التصلبي

يُعتقد أن التهاب الفقرات التصلبي يتطور من خلال تفاعل العوامل الوراثية والبيئية، العديد من مرضى التهاب الفقرات التصلبي إيجابيون لـجين HLA-B27 وهو نوع جيني يتحكم في الاستجابات المناعية، ومع ذلك لا يوجد جين واحد يحدد ما إذا كان الشخص سيصاب بالتهاب الفقرات التصلبي، تم تحديد العديد من المتغيرات الجينية الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض.

التهاب الفقرات التصلبي هو نوع من التهاب المفاصل الفقاري الذي يتطور بعد عدوى المسالك البولية أو نوبة إسهال معدي تسببها أنواع معينة من البكتيريا، تم الافتراض بأن البكتيريا تلعب أيضًا دورًا في التهاب الفقرات التصلبي ومتغيرات أخرى من التهاب المفاصل الفقاري، عادةً تكون الإصابة دون التسبب في عدوى علنية، المرضى الذين يعانون من التهاب الأمعاء (مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي) قد يصابون بالتهاب الفقرات التصلبي مما يشير إلى مشاركة آليات مرض معينة، في الوقت الحالي لا نفهم بشكل كافٍ أسباب التهاب الفقرات التصلبي للوقاية من المرض.

أعراض التهاب الفقرات التصلبي

يتمثل العرض الرئيسي لالتهاب الفقرات التصلبي في آلام أسفل الظهر، قد تتسبب آلام الظهر الحادة نتيجة المرض والإصابات والوزن الزائد إلى الاكتئاب وعدم القدرة على الحركة، بالنسبة لكثير من والأطباء يعتبر التهاب الفقرات التصلبي أحد الأسباب التي يمكن أن تستغرق سنوات لتشخيصه، والشيء الآخر هو أنه قد يمر عقد أو أكثر قبل أن يظهر التهاب الفقرات التصلبي في الأشعة السينية، للمساعدة في التمييز بين الألم المرتبط بالتهاب الفقرات التصلبي والأسباب الأخرى يمكن أن تظهر احدى الأعراض التالية:

  • ألم وتيبس يبدأ تدريجياً ويستمر ثلاثة أشهر على الأقل.
  • الشعور بألم يتحسن عند التحرك وعند ممارسة الرياضة، ويكون أسوأ عند الراحة، مع إصابة في الظهر عادة ما يكون الألم حاد.
  • تصلب الصباح الذي يجعل من الصعب الخروج من السرير ولكنه يتحسن مع مرور الوقت.

تتنوع الحالات التي تندرج تحت حالة التهاب الفقرات التصلبي بشكل مدهش ويمكن أن تتداخل الأعراض، بالإضافة إلى آلام الظهر يمكن أن يكون هناك:

  • مرض الصدفية وهو مرض جلدي يتميز ببقع من الجلد الأحمر المتهيج.
  •  التهاب العين المسمى التهاب القزحية، والذي يصيب حوالي 30٪ إلى 40٪ من المصابين بالتهاب الفقرات التصلبي.
  • التهاب في الجهاز الهضمي يمكن أن يسبب ألمًا في البطن وفقدانًا غير مقصود للوزن وإسهالًا شديدًا.

السمة المميزة لالتهاب الفقرات التصلبي هي آلام الظهر الالتهابية، يتميز هذا الألم بشكل كلاسيكي بأنه ألم خفيف في أسفل الظهر أو في الأرداف أو في الورك ويستمر لأكثر من ثلاثة أشهر مع بداية خادعة، يرتبط ألم الظهر الالتهابي بتصلب الصباح الذي يستمر لمدة 30 دقيقة أو أكثر، والذي يستجيب بسهولة للأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs)، ويزول مع النشاط ويزداد سوءًا مع الراحة.

هناك دراسة حديثة أن وجود آلام الظهر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل مع اثنين من السمات السريرية الأربعة التالية كان لهما حساسية وخصوصية 70.3٪ و 81.2٪ على التوالي لآلام الظهر الالتهابية مقابل آلام الظهر الميكانيكية (غير الالتهابية)، وخاصةً عند الصباح يكون هناك تصلب يستمر لمدة ثلاثين دقيقة على الأقل، مع تحسن مع ممارسة الرياضة ولكن ليس الراحة، والتناوب بين آلام الأرداف والاستيقاظ بسبب آلام الظهر خلال النصف الثاني من الليل، وفي بعض الأحيان يكون وضع النوم صعباً بسبب الألم الناتج عن التهاب الفقرات التصلبي.

عند الإصابة بحالة التهاب الفقرات التصلبي أيضاً تبدأ آلام الظهر الالتهابية عادة قبل سن 45 سنة، وتتطور تدريجيًا وتستمر لأكثر من ثلاثة أشهر، وتتحسن بالنشاط البدني دون الراحة، ويمكن أن تسبب تيبسًا في المفاصل في الصباح يستمر لمدة 30 دقيقة أو أكثر، على الرغم من أن أسفل الظهر عادةً ما يتأثر أولاً، إلا أن الألم الالتهابي قد يبدأ في الرقبة أو مناطق أخرى لدى بعض الأشخاص، يمكن أيضًا أن تتأثر المفاصل والأعضاء الأخرى.


شارك المقالة: