اقرأ في هذا المقال
- برنامج التطعيم عند الأطفال وأهميته
- توقيت إعطاء المطاعيم والفواصل الزمنية بينها
- مخاطر تأجيل التطعيم أو الامتناع عنه
- تطعيم الأطفال الذين لم يلقحوا خلال السنة الأولى من العمر
- الحالات التي تستدعي تأجيل التطعيم
للتطعيم أهمية كبرى في الحماية من العديد من الأمراض، إذ أنه يساعد الجسد على اكتساب المناعة ضد أمراض عرفت على مر العصور بأنها الهلاك، ولكن هل يمكن تأجيل المطاعيم؟ وهل يوجد حالات تستدعي تأجيلها؟ هذا ما سنتناوله في المقال.
برنامج التطعيم عند الأطفال وأهميته
يعطى اللقاح في الحالات التي يكون لدى الشخص القدرة على الاستجابة المناعية المناسبة تجاه اللقاح ولكن يجب أن يكون هناك موازنة بين الاستجابة المناعية المثالية مع الحاجة الفعلية للوقاية، مثلًا لقاح السعال الديكي يكون أكثر قدرة على توليد استجابة مناعية في حين أُعطي في فترة الرضاعة المتأخرة، بينما يتم إعطاؤه في فترة الرضاعة الباكرة؛ وذلك لأن السعال الديكي يصيب الأجنة الأصغر سنًا في العادة، حيث أن لكل مرض من الأمراض الوبائية سنًا محبب تحدث ضرراً أكبر فيه، كما أن تطور جهاز المناعة وقدرته على مكافحة مطعوم معين وخلق أجساماً مضادة تحدث عند عمر محدد ومن هنا ظهرت فكرة التطعيم في أوقات محددة.
توقيت إعطاء المطاعيم والفواصل الزمنية بينها
يحدد العمر المثالي لإعطاء اللقاحات الفيروسية الحية المضعفة اعتماداً على الوقت التي تعبر فيه الأجسام المضادة الوالدية maternal immunoglobulins IgG المشيمة، فمثلًا يعطى لقاح الحصبة بعد السنة الأولى في الولايات المتحدة الأميركية حيث في هذا الوقت تقل المناعة المكتسبة من الأجسام المضادة الوالدية.
ولكن يوجد استثناء في الدول النامية حيث يُعطى المطعوم في الشهر التاسع وذلك بسبب ارتفاع معدلات الحصبة لديهم قبل عمر السنة، وفي بعض الحالات قد يلزم تطعيم الطفل فيه بشكل أبكر من الجدول المعتمد وذلك في حالات السفر او انتشار الجائحات.
تحدث الاستجابة للقاحات المختلفة بطرق مختلفة حيث أن بعضاللقاحات تحدث الاستجابة العظمى بعد الجرعة الأولى كلقاح الحصبة الألمانية، بينما تحتاج بعض اللقاحات إلى جرعات متعددة لتحريض الاستجابة المناعية الكافية كاللقاحات المعطلة مثل اللقاح الثلاثي DTaP.
يجب التنويه أن لكل بلد جدول خاص للتطعيم حيث يوجد فرق كبير مثلاً بين الدول النامية والدول المتقدمة من حيث انتشار بعض الأمراض .
مخاطر تأجيل التطعيم أو الامتناع عنه
يوجد العديد من المخاطر المترتبة على ذلك ومنها:
- خطر الإصابة بالأمراض المعدية الخطيرة كالسل، التهاب الكبد الوبائي، السعال الديكي، الخناق كما أنه يزيد من نسبة حدوث المضاعفات كالحصبة عندما تصيب غير الملقح قد يحدث العديد من المضاعفات مثل الالتهاب الرئوي، العمى، سوء التغذية.
- بامتناع الأسرة عن تطعيم أفرادها يساهم هذا في انتشار المرض بين العائلات،حيث إصابة طفل بالحصبة الألمانية وزيارته لأنثى حامل قد يؤدي إلى إصابة جنينها بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية وتلك تؤدي الى حدوث تشوهات خلقية شديدة في الجنين أو حتى الإجهاض.
- في حال امتنعت العائلة عن تطعيم أفرادها في بعض الدول يجب عليها توفير المصاريف اللازمة لعلاج من أصيبوا بتلك الأمراض التي يوجد لها لقاح، لما لها من تكاليف مرتفعة على مستوى المجتمع.
- عدم التطعيم يعد مخالفة للسفر إلى العديد من الدول، فقد يفقد الطفل فرصته للهجرة بغرض التعليم فقط من تزمته بعدم أخذ المطاعيم.
- تفشي الأمراض في المجتمع.
تطعيم الأطفال الذين لم يلقحوا خلال السنة الأولى من العمر
في حال اعترفت الأم بعدم تطعيم ابنها في السنة الأولى عند ذهابه للمشفى أو كان كما يقال بحالة تطعيم غير معروفة أي عدم وجود بطاقة التمنيع النظامية، فهذا لا يعني أنهم لا يحصلون على فرصة الحصول على المطاعيم، بل إن الأنظمة في العديد من الدول قد شملت حلًا لمثل هذه الحالات وهي جداول مخصوصة لهم تضمن حصولهم على المناعة الكافية لأغلب الأمراض المعدية، حيث أن من الأمثلة على المطاعيم التي لها جدول خاص بها في حال لم يعطى الطفل المطعوم هو المطعوم الثلاثي DPT، يعطى بدلاً منه لقاح dT اذا كان عمر الطفل أكبر من 7 سنوات .
الحالات التي تستدعي تأجيل التطعيم
يوجد بعض الحالات السريرية وتشمل كلا مما يلي:
الأطفال ذوي المناعة المنخفضة
ويشمل النوعين من عوز المناعة، البدائية والثانوية/المكتسبة بأنواعه، حيث يتم تلقيحهم ولكن يمنع اعطاؤهم عدة أنواع مثل كل اللقاحات الحية.
المخالطون في المنزل
في بعض الحالات مثل لقاح شلل الأطفال الفموي OPV، يمنع اعطاؤه لأشقاء الطفل المصاب بعوز مناعي؛ لأن فيروس اللقاح قد ينتقل الى الطفل صاحب عوز المناعة، في حين لقاحي MMR والإنفلونزا لا ينتقلان فلا يمنع اعطاؤهم لأشقاء هذا الطفل.
الستيرويدات القشرية
تمتلك الستيرويدات القشرية قدرة كبيرة على تثبيط مناعة الطفل بالرغم من أهميتها في علاج العديد من الحالات، ففور استخدامها بجرعات عالية في بعض نوبات الربو asthma exacerbations مثلًا يمنع إعطاء الطفل اللقاحات لفترة معينة من الزمن.
الحمل
يمنع تطعيم الحامل لما له من أضرار على الجنين وفي حال استلزم إعطاء الحامل لقاحاً فإنه غالبا يتم تأخير إعطاؤه الى الثلث الثاني أو الثالث إن أمكن حيث في تلك الفترة تقل نسبة حدوث تشوهات خلقية، ولكن هذا ليس الوضع مع كافة اللقاحات، حيث يوصى بإعطاء الحامل روتينيًا لقاح كل من الكزاز والإنفلونزا والدفتيريا.
في النهاية، هناك ما يسمى مناعة جماعية، فمن اللقاحات التي تُعطِي ما يسمى مناعة جماعية herd immunityهو مطعوم شلل الأطفال وحتى تعمل هذه المناعة يجب على أكثر من 90% من المجتمع اخذ المطعوم وهذا قد يمنع حدوث المرض عند ال10% الذين لم يحصلوا على اللقاح ففي حال قلت نسبة من أخذوا اللقاح عن هذه النسبة فيعود خطر انتشار الوباء بشكل كبير.