تشخيص وعلاج التهاب القولون المجهري

اقرأ في هذا المقال


التهاب القولون المجهري بالإنجليزية (microscopic-colitis): هو التهاب في الأمعاء الغليظة (القولون) يسبب الإسهال المائي المستمر. حصل الاضطراب على اسمه من حقيقة أنه من الضروري فحص أنسجة القولون تحت المجهر لتحديدها، حيث قد يبدو النسيج طبيعياً مع تنظير القولون أو التنظير السيني المرن.

تشخيص التهاب القولون المجهري:

يمكن أن يساعد التاريخ الطبي الكامل والفحص البدني في تحديد ما إذا كانت هناك حالات أخرى، مثل الداء البطني، قد تساهم في الإسهال.
سيسأل الطبيب أيضاً عن أي أدوية يتم تناولها خاصة الأسبرين، والإيبوبروفين (أدفيل، وموترين آي بي، وغيرهما)، ونابروكسين الصوديوم (أليف)، ومثبطات مضخة البروتون، ومثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) والتي قد ترفع من خطر الإصابة بالتهاب القولون المجهري.

الاختبارات المستخدمة في تشخيص التهاب القولون المجهري:

للمساعدة في التحقق تشخيص التهاب القولون المجهري، قد يخضع الشخص لواحد أو أكثر من الفحوصات والإجراءات التالية:

  • تنظير القولون: يسمح هذا الاختبار للطبيب بمشاهدة القولون بأكمله باستخدام أنبوب رفيع ومرن ومضاء (منظار القولون) مزود بكاميرا ملحقة. وتبعث الكاميرا صوراً للمستقيم والقولون بالكامل إلى شاشة خارجية، مما يسمح للطبيب بفحص بطانة الأمعاء. يمكن للطبيب أيضاً إدخال أدوات من خلال الأنبوب لأخذ عينة من الأنسجة (خزعة).
  • التنظير السيني المرن: يشبه هذا الإجراء تنظير القولون، ولكن بدلاً من مشاهدة القولون بالكامل، يسمح التنظير السيني المرن للطبيب بمشاهدة الجزء الداخلي من المستقيم ومعظم القولون السيني – حوالي القدمين الأخيرين (61 سم) من الأمعاء الغليظة.

يقوم الطبيب باستخدام أنبوباً رفيعاً ومرناً ومضيئاً (المنظار السيني) لفحص بطانة الأمعاء. قد يتمكن الطبيب أخذ عينة من الأنسجة من خلال المنظار أثناء الفحص.
نظراً لأن المشكلات المعوية غالباً ما تظهر بشكل طبيعي في التهاب القولون المجهري، فإن التشخيص المحدد لالتهاب القولون المجهري يتطلب عينة من خلايا القولون (خزعة) يتم الحصول عليها أثناء تنظير القولون أو التنظير السيني المرن. في كلا النوعين الفرعيين من التهاب القولون المجهري، يكون للخلايا الموجودة في أنسجة القولون مظهر مميز تحت المجهر، لذلك يكون التشخيص محدداً.

اختبارات إضافية:

بالإضافة إلى تنظير القولون أو التنظير السيني المرن، قد يقوم الطبيب بواحد أو أكثر من هذه الاختبارات لاستبعاد الأسباب الأخرى للأعراض.

  • تحليل عينة البراز للمساعدة في استبعاد العدوى كسبب للإسهال المستمر.
  • فحص الدم للبحث عن علامات فقر الدم أو العدوى.
  • التنظير العلوي مع الخزعة لاستبعاد مرض الاضطرابات الهضمية، يستخدم الأطباء أنبوباً طويلاً ورفيعاً بكاميرا في نهايته لفحص الجزء العلوي من الجهاز الهضمي. يمكنهم إزالة عينة من الأنسجة (خزعة) لتحليلها في المختبر.

علاج التهاب القولون المجهري:

قد يتعافى التهاب القولون المجهري من جراء نفسه. ولكن عندما تدوم الأعراض أو تكون حادة، فقد يحتاج الشخص إلى علاج لتخفيفها. يتخذ الأطباء عادة نهج تدريجي، بدءاً من أبسط العلاجات وأسهلها تحملاً.

النظام الغذائي والتوقف عن تناول الدواء:

يبدأ العلاج عادةً بإجراء تعديلات في النظام الغذائي والأدوية التي قد تساعد في تخفيف الإسهال المستمر. قد يوصي الطبيب بما يلي:

  • تناول نظاماً غذائياً منخفض الدهون وقليل الألياف. قد تساعد الأطعمة التي تحتوي على دهون أقل وقليلة الألياف في تخفيف الإسهال.
  • توقف عن تناول منتجات الألبان أو الغلوتين أو كليهما. قد تؤدي هذه الأطعمة إلى تفاقم الأعراض.
  • تجنب الكافيين والسكر.
  • توقف عن تناول أي دواء قد يكون سبباً للأعراض. قد يوصي الطبيب بدواء مختلف لعلاج حالة كامنة.

الأدوية:

إذا استمرت العلامات والأعراض، فقد يوصي الطبيب بما يلي:

  • الأدوية المضادة للإسهال: مثل لوبراميد (إيموديوم) أو البزموت سبساليسيلات (بيبتو بيسمول).
  • المنشطات: مثل بوديزونيد (Entocort EC).
  • الأدوية التي تمنع الأحماض الصفراوية: (التي يمكن أن تسهم في الإسهال) مثل كوليسترامين / أسبارتام أو كوليسترامين (بريفاليت)، أو كوليستيبول (كوليستيد).
  • الأدوية المضادة للالتهابات: مثل الميسالامين (Delzicol وApriso وغيرهما) للمساعدة في السيطرة على التهاب القولون.
  • الأدوية التي تثبط جهاز المناعة: للمساعدة في تقليل الالتهاب في القولون، مثل ميركابتوبورين (بورينيثول) وآزاثيوبرين (آزاسان، إيموران).
  • مثبطات عامل نخر الورم: مثل إنفليكسيماب (ريميكاد) وأداليموماب (هيوميرا)، والتي يمكن أن تقلل الالتهاب عن طريق تحييد بروتين الجهاز المناعي المعروف باسم عامل نخر الورم (TNF).

الجراحة لالتهاب القولون المجهري:

عندما تكون أعراض التهاب القولون المجهري شديدة، ولا يستجيب المريض للأدوية، فقد يوصي الطبيب بالقيام بعملية جراحية لإزالة القولون بالكامل أو جزء منه. من النادر ما تكون الجراحة ضرورية لعلاج التهاب القولون المجهري.

نمط الحياة والعلاجات المنزلية لالتهاب القولون المجهري:

قد تساعد التغييرات في النظام الغذائي على تخفيف الإسهال الذي يعاني الشخص منه مع التهاب القولون المجهري. يمكن إجراء ما يلي:

  • شرب الكثير من السوائل: الماء هو الأفضل، لكن السوائل المضاف إليها الصوديوم والبوتاسيوم (الإلكتروليتات) قد تساعد أيضاً. تجربة شرب المرق أو عصير الفاكهة المخفف بالماء. تجنب المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر أو السوربيتول أو التي تحتوي على الكحول أو الكافيين، مثل القهوة والشاي والكولا، والتي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض.
  • اختيار الأطعمة اللينة سهلة الهضم: وتشمل هذه عصير التفاح والموز والبطيخ والأرز. تجنب الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفول والمكسرات، وتناول الخضار المطبوخة جيداً فقط. إذا شعر الشخص أن أعراضه تتحسن، فأضف ببطء الأطعمة الغنية بالألياف إلى النظام الغذائي.
  • تناول عدة وجبات صغيرة بدلاً من بضع وجبات كبيرة: قد يؤدي التباعد بين الوجبات على مدار اليوم إلى تخفيف الإسهال.
  • تجنب الأطعمة المهيجة: ابتعد عن الأطعمة الحارة أو الدهنية أو المقلية وأي أطعمة أخرى تزيد الأعراض سوءاً.

شارك المقالة: