يُعتقد أن صداع الرأس من الأمام ناتج عن توتر الجهاز العضلي الهيكلي في معظم الأحيان، في مثل هذه الحالات يمكن لأخصائي العلاج الطبيعي إرخاء العضلات وإزالة التشنجات العضلية بمساعدة تقنيات التعبئة وحركات اليد الخاصة، هذا العلاج أيضًا يشمل العلاج تقويم العمود الفقري وهو أحد أشكال العلاج البديل، قبل كل شيء يقوم الطبيب المختص بإزالة الضغط في العمود الفقري، لم يتم بعد إثبات ما إذا كانت الطريقة تساعد بالفعل في علاج صداع الرأس من الأمام.
علاج صداع الرأس من الأمام
العلاج الدوائي
يتناول المصابون بصداع الرأس من الأمام مسكنات من مجموعة ما يسمى بالعقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات ضد صداع التوتر، تمنع هذه الأدوية تكوين بعض المواد المسببة لألم صداع الرأس من الأمام في الجسم مثل: الباراسيتامول، والايبوبروفينن والديكلوفيناك، والنابروكسين، والميتاميزول، وحمض أسيتيل الساليسيليك (ASA).
يمكن أيضًا علاج صداع الرأس من الأمام بتوليفات من ASA والباراسيتامول والكافيين حيث أظهرت الدراسات أن هذا المزيج أكثر فعالية من المواد الفردية ومن مزيج الباراسيتامول و ASA بدون الكافيين، ومع ذلك فإن الأدوية في بعض الأحيان لها آثار جانبية غير مرغوب فيها مثل آثار تميع الدم أو مشاكل في المعدة، وفي بعض الأحيان تؤدي إلى الصداع العادي الناجم عن الألم إذا تم استخدامها بشكل متكرر، لهذا السبب يوصى بتناولها بشكل غير متكرر قدر الإمكان وبأقل جرعة تكون فعالة.
هذا يعني أنه لا يمكن أن يأخذ المصاب الادوية أكثر من ثلاثة أيام متتالية ولا تزيد عن عشرة أيام في الشهر، في الأطفال يكون دواء flupirtine المسكن للألم فعالًا أيضًا ضد صداع الرأس من الأمام، تشمل خيارات العلاج أيضًا التدابير الوقائية وزيت النعناع المخفف، والذي يستخدمه الشخص المعني بوضعه على منطقة الصدغ والرقبة، أثبتت الدراسات الحديثة تأثير زيت النعناع في تخفيف الآلام في حالات صداع الرأس من الأمام الحاد.
تستخدم مستحضرات شاي الصفصاف أو حلوى المروج أحيانًا لتخفيف الأعراض المصاحبة لصداع الرأس من الأمام الخفيف، حيث تحتوي هذه العلاجات المنزلية على الساليسيلات والتي يتم تحويلها إلى حمض بعد امتصاصه في الجسم، حيث يعتبر حمض الساليسيليك له آلية عمل مشابهة لتلك الخاصة بحمض الأسيتل الصناعي، يجب الحديث أن العلاجات المنزلية لها حدودها إذا استمرت الأعراض، ولم تتحسن أو حتى تفاقمت هنا يجب دائمًا استشارة الطبيب، يعتمد العلاج على نوع وشدة الصداع، من حيث المبدأ تتوفر العلاجات الدوائية والعقاقير، اعتمادًا على السبب يمكن أن تكون طرق العلاج الأخرى مفيدة للصداع.
غالبًا ما يتم علاج نوبات الصداع النصفي الشديدة بما يسمى بأدوية التريبتان التي تكون على شكل أقراص أو كرذاذ أنف أو حقنة انفية، في بعض الأحيان قد يصف الطبيب حقن الليسين، تستخدم حاصرات بيتا مثل ميتوبرولول أو بروبانولول أو فلوناريزين للوقاية من صداع الرأس من الأمام (وهي تستخدم أيضًا لعلاج ارتفاع ضغط الدم)، يكون هذا العلاج الوقائي منطقيًا عندما تحدث نوبات صداع الرأس من الأمام أكثر من ثلاث مرات في الشهر، ولا يمكن علاجها بشكل فعال، وتستمر النوبات لفترة طويلة خاصةً عندما يخف عمل المسكنات، يمكن للطبيب أيضًا أن يصف أدوية التريبتان لعلاج الصداع العنقودي الشديد.
يمكن أيضًا إيقاف النوبات الحادة عن طريق استنشاق الأكسجين النقي، حيث يساعد رش مخدر موضعي في فتحة الأنف على الجانب المصاب أيضًا بعض المرضى، يمكن أن تساعد حقن البوتوكس في مرضى صداع الرأس من الأمام المصابين بشدة لهذا الغرض حيث يتم الحقن في نقاط مختلفة في منطقة الرأس والرقبة والكتف، البوتوكس هو سم عصبي قوي يشل الأعصاب ويمكن أن يقاوم التوتر، هذا يقلل من شدة وعدد نوبات صداع الرأس من الأمام، يجب تجديد الحقن بانتظام لأن الجسم يفكك مادة البوتوكس تدريجيًا.
العلاج غير الدوائي
هناك عدة طرق لمواجهة الصداع بدون دواء، قبل كل شيء تعتبر هذه التدابير كتأثير وقائي حيث يمكن استخدامها لتقليل عدد وتواتر نوبات صداع الرأس من الأمام ونذكر منها:
تقنية الاسترخاء
غالبًا ما يكون صداع الرأس من الأمام مرتبطًا بالتوتر، يجب على أي شخص يعاني منه بشكل متكرر أن يتعلم تقنية الاسترخاء، يمكن أن يقلل هذا من عدد أيام الصداع وشدتها، تكون طرق الاسترخاء المناسبة على سبيل المثال مثل:
- تدريب التحفيز الذاتي.
- استرخاء العضلات التدريجي.
الارتجاع البيولوجي
يمكن أن يفعل الارتجاع البيولوجي الكثير في حالات صداع الرأس من الأمام بمساعدة برنامج كمبيوتر يرسم موجات الدماغ، يتعلم المريض كيفية التأثير عليها حسب الرغبة، يستجيب الأطفال على وجه الخصوص بشكل جيد جدًا لهذا الإجراء غير الدوائي.
الوخز بالإبر
أولئك الذين يعانون من صداع الرأس من الأمام المتكرر يمكنهم تجربة الوخز بالإبر، يقوم اخصائي الوخز بالإبر بإدخال الإبر في نقاط محددة من الرأس، أظهرت دراسة عامة كبيرة أن علاج الوخز بالإبر مع ست جلسات علاجية على الأقل يوفر فرصة جيدة للتخفيف من حدت الألم بشكل دائم.
التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد (TENS)
يستخدم التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد ( TENS ) أيضًا لعلاج صداع الرأس من الأمام لهذا الغرض يتم لصق الأقطاب الكهربائية في مناطق معينة من الجلد في الرأس، والتي من خلالها يتم توصيل تيار ضعيف إلى الجسم، يعتبر هذا الإجراء لطيف وغير مزعج ولا توجد آثار جانبية متوقعة له، ومع ذلك لم يتم تأكيد فعالية الطريقة في الدراسات.
العلاج النفسي للصداع
غالبًا ما تلعب العوامل النفسية دورًا رئيسيًا في علاج صداع الرأس من الأمام، ولكن أيضًا يعتبر مثالياً في لعلاج صداع التوتر والصداع النصفي، يمكن لتدابير العلاج السلوكي التي تهدف على سبيل المثال إلى التعامل مع الإجهاد بشكل أكثر صحة أن تقلل بشكل كبير من شدة وتكرار هجمات صداع الرأس من الأمام.
التمارين الرياضية
يمكن أن يؤدي الجلوس أمام الكمبيوتر لساعات إلى إجهاد الرقبة والتسبب في صداع الرأس من الامام، يمكن القيام بتمارين رياضية منتظمة لإرخاء عضلات الرقبة وتخفيف الصداع الناتج عن التوتر، أمثلة على التمارين الموصي بها هي: حركات الكتف بحيث تقوم بتدوير الكتفين للأمام عشرين مرة ثم للخلف عشرين مرة، ثم تقوم بشد عضلات الرقبة وتحريك الوجه ببطء إلى الجانب الأيسر والاستمرار في هذا الوضع لبضع ثوان، ثم حرك الرأس بلطف إلى الجانب الأيمن وابق في هذا الوضع للحظة.
يمكنك أداء التمارين جالسًا أو واقفًا، من المهم أيضًا النهوض من وضعية الجلوس بانتظام والمشي بضع خطوات، وإذا أمكن قم بممارسة تدريبات التحمل مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع مثل ركوب الدراجات أو الركض أو السباحة، كل هذه تساعد في منع صداع الرأس من الامام، يمكن عادةً تخفيف صداع التوتر المزمن بمساعدة تمارين الاسترخاء على سبيل المثال استرخاء العضلات التدريجي وفقًا لتمارين رياضية صحية.