علاقة العلاج الوظيفي بالبارانويا

اقرأ في هذا المقال


البارانويا”جنون العظمة”:

تعرف االبارانويا منذ القدم بالهذيان، ومن مرور الزمن بدأ هذا المصطلح بالتطوّر شيئاً فشيئاً، وأصبح يُعرف بأنّه ما ينتاب المريض من أوهام تلاحقه.

مفهوم البارانويا:

هو عملية فكرية تتسبب بالتوهم واللاعقلانية، تتأثر بدرجة القلق أو الشعور بالخوف، كما يُعرف بأنّه مرض نفسي يُشير إلى مجموعة من الأفكار والأوهام يعتنقها المريض ويؤمن بها إيمانا كاملاّ، ويطلق عليه اسم “جنون العظمة أو الارتياب” كاعتقاد المريض بوجود أشخاص يلاحقونه.

في هذا المرض يُسقط المريض مشكلاته على غيره من الناس، ويرى نفسه الضحية التي اجتمع عليه كل من حوله، كما أنّه قد يرى نفسه في حالة من المرح والرضى عن نفسه وذاته وشعوره بالتفوق والنشاط ولكن وبالرغم من ذلك فقد يدرك المريض أنه تحت كابوس من التوهمات.
يعتمد الهذيان الذي يُصيب مريض البارانويا على مشاعر المدح والتعظيم إلى جانب اعتماده على مشاعر الاضطهاد، حيث أنّه يعيش أفكاراً راسخة تؤدي إلى جعله يُصاب في الهذيان، لكن هذه الأفكار لا ترتبط بالهلوسات، ومن المؤكد أن يبدو كلام المريض منطقياً خاصةً وأنّ مفهوم البارانويا يُشير إلى الاعتقاد الجازم بوجود فكرة خاطئة (أنا عظيم، أنا مضطهد).

أهم الأفكار الموجودة عند شخص البارانويا:

يشعر المريض بأنّه المحور الأساسي لجميع الأحداث التي تدور حوله، كما أنّه يشعر بأنّه السبب المباشر في العديد من الكوارث والأزمات؛ نظراً لكونه يتخيل أشياءاً خيالية ليس لها وجود.

أعراض البارانويا:

تتسم شخصية الطفل القابل للإصابة بمرض جنون العظمة بالعزلة الاجتماعية، الإنطواء، التقلب الانفعالي، الشك والعناد، الحزن والتهيج، ورفض كا ما حوله.

أما الراشد فيتصف بشدة الحساسية، والشعور بالعظمة والاضطهاد، تأكيد الذات، الأنانية، التمركز حول الذات، التذمر والعدوان.

إلى جانب فقدتظهر على المصاب بمرض جنون العظمة مجموعة من العلامات والأعراض التي تدل على أنّه مصاب، وهذه العلامات هي:

  • تكون شخصية المريض متماسكة ومنظمة نسبياً.
  • شعور المريض بأنّه عظيم وعبقري ويستطيع أن يفعل ما يعجز عنه البشر، لذلك يُطلق عليه جنون العظمة.

  • يتميز مريض البارانويا بالقدرة على المناقشة لساعاتٍ طويلة، حيث تبدو تلك المناقشة منطقية بالرغم من أنّها تقوم على أساس فكري خاطئ.
  • يشعر مريض البارانويا بمشاعر الكراهية إتجاه الآخرين.

  • مريض البارانويا في هِذاء العظمة: حيث يكون المريض متقلب المزاج، سريع الغضب والعدوان، وهو غير راض عن أعماله أو أعمال غيره، نظراً لكونه يرى أنّها لم تصل إلى حد الكمال.
  • مريض البارانويا في هِذا الاضطهاد: ينعزل المريض عن من يحيط به، كما أنّه يشعر بالخوف في جميع الأوقات، حتى أنّه قد يعتقد أن هناك من يراقبه كالمخبارات مثلاً ليصبح شكاكاً حزيناً وكئيباً.
  • القلق مما يفكر به الآخرين.

  • الجدال في الكلام ومناقشة الأحاديث دون معنى واضح ومفهوم.

  • يصبح الشخص المصاب أكثر عدوانية.

  • تعظيم الذات.

  • الشخصية الباردة.

تصنيفات البارانويا حسب نوع الهذاء:

  • الهذاء الحقيقي.

  • الهذاء العابر.
  • الهذاء الثنائي.
  • نوبة الهذاء الحادة.
  • حالات الهذاء المزمنة.
  • الشخصية قبل المرض.

أسباب مرض البارانويا:

  • أسباب وراثية وأسرية: لوحظ وجود اضطرابات عقلية لدى جميع أسر مرضى البارانويا ووجود سلوكيات غير جيدة لدى أفراد العائلة، حيث أنّ هذه السلوكيات قد تكون وراثية وقد تكون مكتسبة.
    وكذلك من الأسباب الوراثية المهمة والتي تؤدي للإصابة بهذا المرض هو اضطراب الجو الأسري والتسلط في الأسرة والتوتر الزائد.
    هذا وقد ينشأ البارانويا في بيئة تتصف بالانعزالية مما يجعل الشخصية جاهزة لبناء منظومة هذائية منفردة به، إلى جانب ذلك فمن الممكن أن يتعرض الشخص إلى مصائب كبيرة ومتكررة خاصةً إذا كانت تلك المصائب من نوع الخيانة والكذب والنصب والأحتيال؛ الأمر الي يجعله يُصاب بهذا المرض.
  • أسباب عضوية: هناك مجموعة من العقاقير يسبب تناولها أعراضاً تشبه أعراض البارانويا مثل تناول بعض أقراص الهلوسة.
    ومن أهم الأسباب العضوية التي تساعد على الإصابة بالبارانويا هو وجود إعاقة بدنية مثل كف البصر، شلل الأطفال، الصمم حيث يُلاحظ أنّ الإعاقة الجزئية أكثر إثارة لأعراض المرض من الإعاقة الكلية، كما أنّه قد ينتشر البارانويا لدى المصابين بالصمم الجزئي؛ وذلك بهدف اعتقاد المصاب أن المحيطين يتحدثون عنه ويتآمرون عليه.
  • أسباب نفسية: كإصابة الفرد بصدمة مفاجئة، أو عن طريق إحباطه وذكر مواقف فشله والصراع النفسي بين رغبات الفرد في إشباع رغباته وخوفه من العقاب في حال إشباعها.
    كما أنّ التعلم الخاطئ لبعض السلوكيات والعادات الخاطئة وهي أعراض يستخدمها الفرد بعد تعزيزها لأنها نجحت في تخفيف القلق العصابي، وشعور المريض بعظمته وحسب ما يظن فهو يرى نفسه شخصاً مبجلاً صاحب سيادة وشخصية مرموقة ذات سلطة ونفوذ.
    ومن الأسباب النفسية التي تؤدي أيضاً إلى الإصابة بهذا المرض هو شعور المريض بالذنب تجاه كل ما حوله؛ الأمر الذي يجعله في أغلب الأحيان يشعر بالانتحار.
  • البيية المحيطة بالشخص المصاب.
  • مشاكل واضطرابات في النوم.

علاج مرض البارانويا:

  • العلاج الطبي: يُستخدم فقط لجعل المريض أكثر استجابة للعلاج النفسي، أي أنّه طريقة للمساعدة على بداية العلاج النفسي ولكنه لا يحل محله، حيث يعتمد على استخدام الصدمات الكهربائية والأنسولين المعدل في علاج البارانويا.
  • العلاج النفسي(الوظيفي): يستخدم لتقليل حدة قلق المريض وتجديد قدرته على اتصاله مع المجتمع والآخرين، إلّا أنّ مريض البارانويا لا يستجيب إلى عملية الإقناع المنطقي لذا يجب على الطبيب أو المعالج اتخاذ أساليباً وطرق جديدة.
    ويجب على المعالج أن يكون حريصاً في تعامله مع المريض لأن المصاب بالبارانويا عبارة عن شخص موسوعي، عدواني تجاه الآخرين، يحاول دائماً اللجوء إلى المناقشة في مواضيع يجهلها المعالج حتى يستمر شعوره بالعظمة.
  • العلاج السلوكي: يهدف إلى رفض المنظومة الهذائية وتعزيز ودعم السلوك التوافقي، وهنا يحدث اهتزاز في تماسك الشخصية في بداية العلاج، وفي هذه الحالة يتم اللجوء إلى طرق جديدة للعلاج كالتعزيز الموجب.
  • العلاج المعرفي: وذلك عن طريق زيادة ثقة المريض بأنّ تصرفات من حوله وأقوالهم ليست بالنية السئية كما يظن.
  • مواجهة المواقف التي يشعر المصاب بالخوف منها.

دور أخصائي العلاج الوظيفي في علاج مريض البارانويا:

يساعد أخصائي العلاج الوظيفي المصاب على تطوير مهارات التكيف والتعامل مع الآخرين، وتحسين التواصل الاجتماعي لديهم، زيادة احترام المريض لنفسه وتعزيز الثقه بالنفس، تعليمهم كيفية التعبير عن أنفسهم وشرح مشاعرهم بطريقة صحيحة إيجابيه وتصحيح أفكارهم الخاطئة.

كيفية التعامل مع مريض البارانويا:

يحتاج الأشخاص الذين في محيط الشخص المصاب بالبارانويا معرفة كيفية التعامل معه، حيث يمكن التعامل مع المريض بواسطة عدة طرق، وهذه الطرق هي:

  • فهم المريض ومعرفة مفهوم المرض وأسبابه وأعراضه.
  • عدم التحدث أمام المريض بأفكار خاطئة وسلبية.
  • تعزيز شعور الثقة لدى المريض بنفسه وبمن حوله.
  • إظهار الاحترام والاستماع بطريقة إيجابية لأفكار المريض وآرائه ومعتقداته.
  • محاولة الحصول على ثقة المريض ودعمه.
  • الابتعاد عن التصادم وافتعال المشاكل مع المريض.
  • تجنب الاستهزاء والسخرية والتعليقات السخيفة مهما كان كلامه ضعيفاً أو متناقضاً.
  • تجنب اظهار مشاعر العطف على المريض لإنه يُفسره استغلالاً.
  • تجنب مقاطعة المريض أثناء الحديث.
  • استعمال أسلوب الحديث الطبيعي معه وتجنب استخدام السؤال المفتوح.

شارك المقالة: