كيف يساهم العلاج الوظيفي في تطوير اللعب:
لعب المساحات والتكيفات:
من الأهمية بمكان خلق جو لعب للأطفال مراعاة البيئة والأشياء والمعدات والفرص الموجودة داخلها، ولتعزيز اللعب يجب أن تتمتع المساحات البيئية والألعاب والمعدات ببعض المرونة في الاستخدام. فحص الباحثون التغييرات في المرح في مجموعة من الأطفال الذين يتطورون بشكل نموذجي، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 7 سنوات، بعد إدخال مواد جديدة (على سبيل المثال، صناديق الكرتون، إطارات الدراجات، بالات القش، البراميل البلاستيكية، الخشب، الرغوة) إلى الملعب.
وجدوا أن الدرجات في اختبار المرح ارتفعت بشكل ملحوظ بعد التدخل وشعر المعلمون أن لعب الأطفال أصبح أكثر نشاطًا وإبداعًا واجتماعيًا نتيجة لذلك. كما يمكن للمعالجين المهنيين الذين يعملون مع الأطفال في المدارس أن يقترحوا إدراج مواد مختارة بعناية لتحفيز الخيال وتعزيز المشاركة في الألعاب الجديدة خلال فترة الراحة.
بالإضافة إلى ذلك، قد تحتاج الألعاب ومعدات اللعب إلى تكييفها حتى يتمكن الطفل من الوصول إليها على النحو الأمثل. كما يعد تكييف الألعاب والبيئة دورًا مهمًا للمعالج المهني، خاصة بالنسبة للطفل المصاب بشدة ويجب أن تقدم مساحات اللعب مجموعة متنوعة من الخبرات وأن تسمح بالإبداع والوهم والتغيير والفرصة.
يحتاج الأطفال إلى أن يكونوا قادرين على التحكم في المساحة، أي أن يكون لديهم أشياء وألعاب وأشخاص يتحركون ويتغيرون وحرية نقلهم. ويجب أن يعرف المعالج خصائص الألعاب وكذلك كيفية تكييفها بشكل مناسب. كما قد تكون المفاتيح أو لوحات المفاتيح التكيفية أو أحكام الإعاقة الحسية ضرورية حتى يستفيد الطفل من اللعب ويكون أكثر استقلالية في اللعب.
يمكن تحسين اللعب من خلال مجموعة متنوعة من الأجهزة المعززة التي تتراوح من التعديلات البسيطة جدًا إلى الأجهزة الإلكترونية المعقدة، يجب تصميم الملاعب الداخلية والخارجية ومساحات اللعب الجماعية لتعزيز الوصول الشامل للأطفال الذين يعانون من قيود جسدية ولتشجيع التنشئة الاجتماعية. كما يحتاج المعالجون العاملون في الممارسات المدرسية إلى الدفاع عن الملاعب المدرسية التي يمكن الوصول إليها والتي توفر فرصًا للتمرين البدني والاستكشاف الحسي وتنمية المهارات الحركية والمعرفية وممارسة المهارات الاجتماعية.
عند تصميم مساحات مرحة للأطفال، يجب على المعالجين المهنيين مراعاة النقاط الرئيسية التالية:
- استخدام اللون والملمس.
- حداثة المعدات واللوازم.
- الاهتمام بالحواس (خيارات البصر والصوت).
- النظر في العمر ومستويات النمو.
- إمكانية تحويل مساحات اللعب للسماح بمستويات متنوعة من القدرة والاهتمام.
- الراحة والحجم والأمان (المساحات الأصغر هي الأفضل عادةً).
- القدرة على اقتراح مواضيع أو السماح باللعب الموضوعي المتنوع.
- الاستخدام العلاجي للذات وللآخرين (من الأفضل تسهيل المرح من قبل الآخرين المرح!).
تعليم الوالدين وتدريبهم:
يعد العمل مع الوالدين فيما يتعلق باللعب أمرًا مهمًا لنقل المهارات والقدرات المكتسبة في العلاج إلى حياة الطفل اليومية. كما قد يشارك الأطفال ذوو الإعاقات الجسدية في الأنظمة العلاجية على مدار اليوم وبالتالي قد يُحرمون من فرص اللعب. أربعة عوائق أمام اللعب الحر للأطفال ذوي الإعاقات الجسدية هي:
- القيود التي يفرضها مقدمو الرعاية.
- القيود الجسدية والشخصية للطفل.
- الحواجز البيئية.
- الحواجز الاجتماعية.
تساعد التدخلات التي تدعم اللعب الحر للطفل وتتضمن توصيات حول أشياء اللعب وأماكن اللعب في دعم أهمية اللعب في التطور العام. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد المعالجون المهنيون الآباء في إجراء “قوائم جرد الألعاب” ويقترحون على الآباء إنشاء مساحات للعب في جميع أنحاء المنزل (على سبيل المثال، خزانة خاصة في المطبخ أو طاولة عمل للألعاب في المرآب أو منطقة الحرف).
مساعدة الآباء على فهم أهمية اللعب لأطفالهم ومساعدتهم على التفاعل مع أطفالهم بشكل هزلي هي الأهداف الرئيسية للعلاج. كما قد يحتاج الآباء إلى التوجيه في خلق توازن بين القيام بالأشياء لأطفالهم والسماح للطفل بتشكيل وتنفيذ نواياه الخاصة.
قد يحتاج المعالج إلى نموذج سلوك اللعب للوالد وتشجيع الوالدين على الدخول في تسلسلات اللعب والمساهمة فيها دون توجيهها أو التحكم فيها ومساعدة الوالدين على تنظيم أو تكييف بيئة اللعب لتلبية احتياجات الطفل. ومن خلال المشاركة الفعالة للوالدين أو مقدمي الرعاية، يساعدهم المعالج على تقدير نقاط قوة أطفالهم وتعلم متعة اللعب مع أطفالهم وتطوير مهارات اللعب التي تتناسب مع اهتمامات أطفالهم.
الاهتمامات المجتمعية:
مع استمرار اعتماد المجتمع بشكل أكبر على التكنولوجيا وزيادة فرص اللعب الافتراضي، يحتاج الآباء ومقدمو الرعاية إلى امتلاك الأدوات اللازمة ليتمكنوا من احتضان ودمج الفرص الجديدة المحتملة للعب والمشاركة الاجتماعية مع موازنة التكنولوجيا مع العالم الواقعي والمادي واللعب والتفاعل.
في السنوات القليلة الماضية، تقلص اللعب لجميع الأطفال، كما يستمر مقدار الوقت غير المجدول في يوم الطفل العادي في سن المدرسة في الانخفاض مع ارتفاع عمل العائلات والمتطلبات اللامنهجية، بسبب تغير أنماط الحياة الأسرية والتحديات في التعليم والتكنولوجيا ومخاوف السلامة، فإن الأطفال اليوم لديهم القليل الوقت والمكان للعب الحر. درس الباحثون دور اللعب والتعلم التجريبي في 16 دولة، مقسمة إلى دول متقدمة ودول صناعية حديثة ودول نامية.
لقد جمعوا معلومات من أمهات لـ 2400 طفل ووجدوا أوجه تشابه في جميع الدول، حيث وصفت الأمهات الافتقار إلى اللعب الحر وفرص التعلم التجريبي. كما يقضي جزء كبير من أوقات فراغ الأطفال في مشاهدة التلفزيون.
أظهرت دراسات أخرى العديد من العوائق أمام اللعب. أحدهما هو المبالغة في التنظيم والإفراط في الجدول الزمني ليوم الطفل. بالإضافة إلى أن ساعات ما بعد المدرسة للأطفال مليئة بالفصول والأنشطة المخطط لها والواجبات المنزلية. عائق آخر هو الإفراط في التركيز على التحصيل الدراسي المبكر، حيث تتحرك المدارس بشكل متزايد للقضاء على الأجزاء “المرحة” من المدرسة، بما في ذلك العطلة وصالة الألعاب الرياضية والرياضة والبرامج الفنية. كما ألغت بعض الولايات العطلة تمامًا لأنها لا تعتبر أكاديمية.
يتم الضغط على الأكاديميين في وقت سابق في أنظمتنا التعليمية وغالبًا ما يشعر الآباء أنه لكي يكون اللعب جديرًا بالاهتمام، يحتاج الكبار إلى “تعليم” الأشياء أثناء اللعب. كما ينتج العائق الثالث أمام اللعب من مخاوف الآباء على سلامة أطفالهم في ثقافة يرون أنها عنيفة بشكل متزايد. وقد انخفض اللعب في الهواء الطلق بشكل ملحوظ وقام الآباء بجدولة “مواعيد اللعب” أو تجارب اللعب المخطط لها كما انخفضت أماكن اللعب.
تفتقر العديد من المناطق الحضرية بشدة إلى مساحة المتنزهات والعديد من ملاعب المدارس غالبًا ما تكون مجرد منصات أسفلت بدون معدات ملعب. كان للانخفاض في اللعب الجسدي غير المنظم تأثير كبير على الأطفال، كما ارتفع معدلات السمنة لدى الأطفال وكذلك المشكلات الصحية التي تصاحب السمنة، هو مشكلة كبيرة تواجه الآباء.
أدى الاعتماد المفرط على التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر إلى تغيير نوع اللعب الذي يختاره الأطفال ويؤدي إلى مزيد من السلبية والاعتماد على الآخرين للترفيه، كما أدى التعرض المتزايد لوسائل الإعلام إلى تعريض الأطفال لمواضيع ومحتوى عنيف، غالبًا بدون الاستفادة من إشراف الوالدين أصبحت ألعاب الفيديو النشطة شائعة بشكل متزايد وتقدم إنفاقًا متزايدًا للطاقة مقارنة بالألعاب السلبية، لكن مستوى النشاط البدني المتاح لا يتطابق مع ما يعادل النشاط البدني في العالم الحقيقي.
أصدرت العديد من المنظمات، بما في ذلك الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والرابطة الدولية لتعليم الطفولة والرابطة الأمريكية لحق الطفل في اللعب، إعلانات تروج لأهمية اللعب النشط للأطفال والحاجة إليه. كما يتمتع ممارسو العلاج المهني بمكانة فريدة للعمل كمدافعين عن اللعب، ليس فقط للمرضى ولكن أيضًا للأطفال بشكل عام.
يقوم ممارسو العلاج المهني بدعم وتعزيز والدفاع عن حق الأطفال في اللعب كأفراد في عائلاتهم ومجموعات الأقران والمجتمعات من خلال تعزيز الاعتراف بدور اللعب الحاسم في تنمية الأطفال وصحتهم ورفاههم، إنشاء واستعادة مهارات الأطفال اللازمة للمشاركة في اللعب، تكييف مواد اللعب والأشياء والبيئات لتسهيل تجارب اللعب المثلى والدعوة لبيئات اللعب الآمنة والشاملة التي يمكن للجميع الوصول إليها.
يمكن أن يدافع المعالجون المهنيون عن اللعب بعدة طرق، بما في ذلك:
- تقديم أثناء الخدمة لموظفي المدرسة وشاشات الملعب.
- تقديم دروس مجتمعية للآباء.
- التطوع للعمل في لجان بناء الملاعب المجتمعية والمدرسية.
- العمل مع متاحف الأطفال لتطوير أماكن اللعب.
- العمل مع منظمات مثل (Starlight Children’s Foundation) لتوفير تجارب عائلية مرحة للأطفال الذين يعانون من حالات صحية مزمنة وحرجة.
- العمل مع جمعيات العلاج المهني على مستوى الولاية والوطنية والمنظمات الأخرى التي تعزز التعلم المبكر وتنمية الطفولة للدعوة إلى مساحات اللعب واللعب في المجتمع.
- التعاون مع المنظمات المجتمعية التي توفر فرص اللعب، مثل جمعيات الشبان المسيحيين والكشافة وغرف اللعب وبرامج السباحة وبرامج الجمباز، لتعزيز إمكانية الوصول إليها وتوفير أماكن إقامة لجميع الأطفال.
أخيراً، اللعب هو المهنة الأساسية للطفولة ويتراوح مكانه في ممارسة العلاج المهني من التركيز على تنمية مهارات اللعب نفسها إلى طريقة لمعالجة المهارات في مجموعة متنوعة من المجالات التنموية وتنبع وجهة نظر المعالجين المهنيين من اللعب من الأسس النظرية للعديد من المجالات، مع التركيز على شكل اللعب ووظيفته ومعنى وسياق اللعب باعتباره مهنة الطفولة.
يستخدم المعالجون المهنيون مجموعة متنوعة من أدوات التقييم لأغراض التقييم والتخطيط العلاجي. كما يتضمن هذا مقياس نوكس المعدل للعب ما قبل المدرسة واختبار المرح وكلاهما تم تطويره بواسطة المعالجين المهنيين.كما يعد اللعب ظاهرة تنموية تتعلق بالمهارات عبر المجالات الحسية والحركية والمعرفية والتواصلية والاجتماعية. ويحتاج المعالجون المهنيون إلى معرفة تطوير اللعب النموذجي لتقييم مهارات اللعب بشكل فعال والتخطيط للتدخل، كما يتأثر تطوير اللعب بالسياق، بما في ذلك العوامل الشخصية والاجتماعية والثقافية والافتراضية والمجتمعية.
يتمتع المعالجون المهنيون بمكانة فريدة للدفاع عن الحفاظ على اللعب في مجتمع اليوم، بما في ذلك فرص إنشاء ملاعب آمنة ويمكن الوصول إليها والحفاظ على فترات الراحة في المدارس والتعليم المتعلق بالحاجة إلى اللعب البدني غير المنظم لتقليل الإصابة السمنة لدى الأطفال.