متى تستخدم المضادات الحيوية للطفل؟

اقرأ في هذا المقال


جميع الأطفال يصابون بالالتهاب بمكان معين في أثناء حياتهم سواء التهاب اللوز، الحلق، الرئة، المسالك البولية، أغشية الدماغ، وغيرها التي قد يكون سببها فيروس أو بكتيريا أو فطريات أو غيرها، وتعد المضادات الحيوية من أعظم اكتشافات العالم لعلاج الالتهابات البكتيرية التي كانت في الزمن الماضي تسبب الوفاة.

تعريف المضاد الحيوي

يعد المضاد الحيوي من الأدوية التي تستخدم لعلاج الالتهابات التي تسببها البكتيريا والقضاء على البكتيريا سواء بقتلها أو تثبيط عملها بطرق مختلفة ليقوم جهاز المناعة بدوره على القضاء عليها والتخلص منها.

أنواع البكتيريا وعمل المضاد الحيوي عليها

  • بكتيريا موجبة غرام: هي البكتيريا التي تحتوي على جدار خلوي سميك يتحد مع صبغة غرام ويعطي اللون النهدي تحت الميكروسكوب بعد وضع صبغة غرام، ويكون من السهل على المضاد الحيوي القضاء عليها، فهي أقل مقاومة وأضعف من بكتيريا سالبة غرام.
  • بكتيريا سالبة غرام: هي البكتيريا التي يكون الجدار الخلوي رفيع ولا تتحد مع صبغة غرام فلا يتغير لون الخلية البكتيرية إلى  اللون النهدي تحت الميكروسكوب بعد وضع صبغة غرام، وهي أشد قوة ومقاومة من بكتيريا موجبة غرام.

متى تستخدم المضادات الحيوية لطفلك؟

قد تكون هناك حاجة للمضادات الحيوية إذا كان طفلك يعاني ممّا يلي:

  • في حال أصيب الطفل بأي من أنواع الالتهاب أو ارتفاع في درجة الحرارة فيجب عرضه على الطبيب ليقوم بتشخيص الطفل والتأكد من وجود التهاب بكتيري ليصف له المضاد الحيوي الملائم، حيث أن أي التهاب بكتيري يتميز بوجود ارتفاع في درجة الحرارة ولكن يجب الانتباه أن ليس كل ارتفاع في الحرارة يكون سببها بكتيريا فربما يكون فيروس أو فطريات أو غيرها، فعند عرض الطفل على الطبيب يقوم بعمل زراعة معينة للتأكد من وجود بكتيريا ووصف العلاج الملائم.
  • إذا كان السعال لا يتحسن عند الطفل خلال 14 يومًا.
  • يتم تشخيص شكل جرثومي من الالتهاب الرئوي أو السعال الديكي.
  • لا تتحسن أعراض التهاب الجيوب الأنفية في غضون 10 أيام، أو تتحسن ثم تسوء مرة أخرى.
  • إفرازات أنفية صفراء وخضراء وحمى لا تقل عن 39 درجة مئوية لعدة أيام متتالية.
  • التهاب الحلق بناءً على اختبار سريع للبكتيريا أو مسحة الحلق.

أخطاء شائعة عند استخدام المضادات الحيوية

  • الكثير من الأمهات تقوم بإعطاء طفلها المضاد الحيوي بمجرد ملاحظتها أي من علامات المرض سواء كحة أو حرارة أو سيلان بالأنف وغيرها.
  • يجب توعية الأمهات أن المضاد الحيوي ليس له أي دور في علاج الالتهابات التي يسببها الفيروس حيث أنها تقضي على البكتيريا فقط، مما قد يؤدي إلى آثار جانبية كثيرة يصعب السيطرة عليها مع الزمن.

الآثار الجانبية للاستخدام المفرط للمضادات الحيوية

  • حدوث ما يعرف بالعدوى الانتهازية: حيث أن جسم الطفل يحتوي على بكتيريا نافعة في الجلد و الأمعاء تعرف باسم نورمال فلورا، وفي حال الفرط في استخدام المضادات الحيوية دون لزوم، فإنه يقوم بقتل البكتيريا النافعة مما يؤدي لتوفير الفرصة لتكاثر البكتيريا الضارة و الفطريات وغيرهم في الأمعاء، فيعاني الطفل من المغص وعدم الارتياح والإسهال وقد تكون هذه الحالة مهدّدة للحياة في حال لم يتم معالجتها بالسرعة الممكنة.
  • تقوم البكتيريا بتطوير نفسها لتقاوم المضاد الحيوي فهنا يحصل ما يسمى بالمقاومة وفي هذه الحالة سنحتاج مضاد حيوي أقوى يعمل بطريقة أخرى أو قد تحتاج إلى جرعة أعلى من نفس المضاد للقضاء على نفس البكتيريا مما قد يؤدي في نهاية المطاف مقاومة البكتيريا لأغلب أنواع المضادات الحيوية وبالتالي التهاب بسيط قد يحتاج إلى دخول المستشفى لأخذ مضاد ذات مفعول أقوى.

نصائح للأهل حول استخدام المضادات الحيوية للأطفال

  • عدم شراء المضاد الحيوي وإعطائه للطفل دون عرضه على الطبيب ليقوم بتشخيص الحالة والتأكد أن البكتيريا هي المسببة للمرض.
  • إعطاء المضاد الحيوي بالجرعة الموصوفة والفترة التي يحددها الطبيب، وعدم ايقافه بعد تحسن الطفل فيجب إكماله بحسب إرشادات الطبيب؛ لأن ذلك يساهم في مقاومة البكتيريا للعلاج.
  • محاولة إعطاء العلاج بنفس المواعيد في كل يوم وفي حال نسيت إعطاء الجرعة؛ فيجب الإسراع في إعطائها عند التذكر بشرط أن لا تكون الجرعة التي يليها قد حان موعدها.
  • الاحتفاظ بالمضاد في الثلاجة وإتلاف ما تبقى منه بعد انتهاء العلاج.
  • في حال كان الفيروس هو المسبب لمرض فإن الجسم ومناعة الطفل ستقوم بالقضاء عليه فلا داعي لإعطائه المضاد الحيوي، ما على الأهل سوى التخفيف من الأعراض، ليأخذ الجسم وقته في القضاء على الفيروس.

وفي النهاية يجب عدم الإفراط في استخدام المضادات الحيوية للأطفال، وعدم إعطائه في حال كان الفيروس هو السبب في مرضه، كونه لا يوجد أي فائدة في علاج الفيروس، والتركيز على إكمال كورس العلاج بالجرعة والمدة الموصى بها من قبل الطبيب وعدم إيقافه في حال تحسن الطفل، لضمان صحة أفضل لطفلكم.


شارك المقالة: