اقرأ في هذا المقال
أبرز محطات لغة الجسد في العصر الحديث:
لغة الجسد موجودة منذ نشأة البشرية، ولكن لم يكن يدرك الناس في العصور القديمة أهميتها الكبيرة، حيث حاولت العديد من الحضارات القديمة مثل الحضارة المصرية والفينيقية والآرامية والصينية وغيرها من الحضارات، أن تثبت بعض أدوات لغة الجسد كتجسيد دور العين مثلاً كقوّة تزدان بها الحضارات، إلّا أنّ العصر الحديث كان له نظرة أخرى في معرفة القيمة الحقيقية للغة الجسد.
بداية توثيق لغة الجسد كعلم مستقل:
منذ بداية القرن العشرين كان للغة الجسد دور كبير في العلوم والثقافات، وأصبحت تأخذ هذه اللغة منحنى آخر أكثر أهمية من اللغة اللفظية المنطوقة على اعتبارها لغة أكثر دقّة ومصداقية وأكثر تعبيراً عن الأحاسيس البشرية، فكان في مجال الدراسة الأكاديمية العديد من المؤلفات كان أشهرها وأولها وأكثرها دقّة كتاب “تشارلي داروين” الذي نشر في العام 1872م بعنوان “التعبير عن المشاعر لدى الإنسان والحيوان” ولكن هذا الكتاب كان موجّهاً للأكاديميين في الأساس، ولكنه كان طريقاً ونبراساً إلى العديد من الدراسات الحديثة التي جعلت من لغة الجسد علماً مستقلاً بحدّ ذاته.
أين تكمن أهمية لغة الجسد؟
كان كتاب تشارلي داروين هو الانطلاقة الحقيقية لنشأة علم لغة الجسد، والتي رصد الباحثون من خلال التعمّق في هذا العلم ما يقرب مليون إشارة ودلالة لفظية صادرة من لغة الجسد ذات معاني مختلفة، وأكّد العديد من الباحثون أن لغة الجسد تفوق بأهميتها وقدرتها على الإقناع اللغة المنطوقة بما يزيد عن النصف.
بعد ذلك أصبحت لغة الجسد تعتبر بروتوكولاً رسمياً في المحافل الدولية والسياسية ولا يجوز أن يتمّ تجاوز هذه البروتوكولات، كما وأصبحت لغة الجسد من أبجديات الموظف النشط والمدير الناجح، وكان لممثّلي الأفلام الصامتة مثل “تشارلي شابلن” الذي يعتبر من روّاد مهارات لغة الجسد علامة فارقة في تأكيد أهمية لغة الجسد، عبر أعماله التي نالت شهرة كبيرة لا تزال حتّى وقتنا الحالي.
حيث أصبحت لغة الجسد آنذاك وسيلة الاتصال الوحيدة المتاحة على الشاشة قبل ظهور الإخراج السينمائي عالي الجودة، وفي عصرنا الحالي أصبحت لغة الجسد منهجاً ومادّة تدرّس في المدارس والجامعات الحديثة نظراً للأهمية الكبيرة التي تؤكدها لغة الجسد في تشاركها مع جميع تصرفاتنا المقصودة وغير المقصودة.