أخلاقيات الزوجة المسلمة

اقرأ في هذا المقال


بعض الناس لا يدركون أهمية وقيم الإسلام بالنسبة للزوجة، وهناك العديد من النساء اللواتي لا يعرفن هذا الواقع، وكذلك جميع الأشخاص الذين ليس لديهم معرفة كافية بالقرآن الكريم، يحاولون حماية حقوقهم من خلال العمل في إطار إثبات نظرتهم للعالم، فالمرأة المسلمة تؤمن بالله تعالى بقلب صادق، وتدرك أنه لا إله آخر، وأنه رب كل شيء، وأنه كُليّ القدرة، لذلك فهي تخافه وتخشاه وتحبه وتسعى للحصول على رضاه فقط، إنها تعبده وتطلب مساعدته، وإنها تعلم أيضًا أنه هو الوحيد القادر على توجيه الخير والشر.

أخلاقيات الزوجة في الإسلام

تعيش الزوجة المسلمة في معرفة كاملة بأنها تتوكل على الله تعالى، تعلم أنه يبقيها على قيد الحياة ويعلوها ويهتم بها ويحميها، تعلم أن الله تعالى وحده الذي يجب أن تطلب منه الرزق والتوفيق وليس من أشخاص آخرين.

الزوجة المسلمة تؤمن بالله دون أدنى شك في قلبها طوال حياتها، ولا تفقد القلب أو الإيمان أبدًا بغض النظر عن الظروف التي تمر بها، إنها تعرف كيف تكون ممتنة ومرضية بقربها من الله تعالى عندما تكون حياتها جيدة وعندما تمر بالصعوبات، إنها في حالة خضوع دائم لله تعالى، واثقة من محبة الله تعالى ورحمته ومغفرته وعنايته، عندما تواجه المرأة المسلمة مشكلة، فهي تعلم أن الله قد أعطاها حلاً في القرآن الكريم، وأن الأهم هو استمرار حبها الصادق وخضوعها وثقتها بالله تعالى، وهي على يقين من وعد الله أنه خلق كل شيء بعدله وحكمة وصلاح.

حتى لو عانت المرأة المسلمة مشاكل مستمرة لفترة طويلة من الزمن، فهي لا تستسلم لليأس أو القلق وتكون على ثقة ويقين بالله تعالى وأنه سيأتي بفرج قريب، يجب أن تكون راضية بما كتبه الله لها، فهي تحافظ على صبرها وخضوعها، تتذكر ما يقوله الله تعالى في القرآن عن من تركوا إيمانهم ومنهم من ثبتوا عليه في مثل هذه الأوقات، كما تقول الآية الكريمة: “قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ”، الشعراء، 62، وهذا خُلق الأنبياء عند الضيق طوال حياتهم، يمكن أن تثبت المرأة المسلمة إيمانها العميق من رؤية تعاطف الله تعالى وقربه وحبه ومساعدته في جميع الأوقات.

خلق الله الرجال والنساء لهدف وأعلن مسؤولياتهم في القرآن الكريم، على الرجال والنساء أن يحيوا الحياة الأخلاقية التي أمر الله تعالى بها، وأن يعبدوه لينالوا رضاه، ومطلوب من المرأة المسلمة والرجل المسلم إخبار الآخرين عن الحياة السعيدة والقناعة باتباع تعاليم القرآن الكريم، وبذل جهد حقيقي لمساعدتهم على الاقتراب من رضى الله تعالى ورحمته وجنته.

تعتبر بعض النساء غير المؤمنات القوة والإرادة من خصائص الذكور، من منطلق الاعتقاد الخاطئ بأن الرجال فقط هم من يجب أن يُظهروا القوة والعزيمة لأنفسهم، وكذلك للنساء في مواجهة الشدائد، وبالتالي فإنهم يعتبرون أنه من مصلحتهم الاستسلام لعقل الرجال وقوة إرادتهم وعزيمتهم، خاصة عندما يواجهون المتاعب والصعوبات، يفقدون أي قدر ضئيل من القوة والإرادة لديهم ويصابون بالذعر، وبالتالي يستسلمون للسلوك غير العقلاني والمُربك.

هذه الشخصية الشاحبة والضعيفة تدفع النساء غير المؤمنات إلى إيلاء الكثير من الاهتمام لما يعتقده الآخرون عنهن، غالبًا ما يفعلون شيئًا خاطئًا عن قصد لإثارة إعجاب الآخرين أو الفوز بمكانة محترمة بينهم، وبالمثل إذا تم انتقادهن فسيشعرن بالتقليل من شأنهن وبُغضهن وبالتالي يشعرن بالدمار، لا يدرك الناس أن المهم هو قيمة المرأة المسلمة عند الله تعالى، أن من يسعن من النساء فقط إلى رضاء الناس وينتهي بهن الأمر بالضيق والذهول، معتقدات أن كل ما يفعلنه هو هدر، ونتيجة لذلك يشعرن بالاكتئاب ويفقدن قوتهن وقوة إرادتهن وشجاعتهن.

لكن الزوجة المسلمة لا تتأرجح أبدًا بسبب انتقادات الناس؛ نظرًا لأنها تقيس نفسها وفقًا لمعيار القرآن الكريم، الذي يُبين وبوضوح ما هو الصواب وما هو الخطأ، فإنها تسعى جاهدة للارتقاء إلى مستوى الأخلاق القرآنية، إذا تم انتقادها لفعل ذلك، فإنها تصبح أكثر تصميماً وأقوى في سعيها وراء سعادتها، القرآن الكريم هو الهدف الأسمى للسعي وراءه، والزوجة المسلمة واثقة أن أخلاق القرآن الكريم فقط هي التي تمنحها أي قيمة في الدنيا والآخرة، فهي لا تهتم بما يعتقده الآخرون عنها.

الحل الوحيد هو القرآن الكريم الذي يوفر الطريق الأسهل والأكثر احتواءً وجمالاً، الذي نحيا به، الطريق الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى البر الأمان؛ لأنه وحده يقود إلى الخير والازدهار، يكشف الله تعالى أن القرآن الكريم يجلب للناس شرفًا وكرامة، وأن كل من يلتزم بقيمة ويتبع هذا الطريق الصالح سيجد النجاح في كل ما يقوم به.

جميع الحلول الحقيقية والدائمة للأفكار الخاطئة عن المرأة موجودة في القرآن الكريم، الإسلام  الذي نزل ليهدي البشرية إلى الخلاص، يقدر المرأة حقًا، تحمي آيات القرآن الكريم  الزوجة وحقوقها، فالقرآن الكريم أزال الصور النمطية المضللة السائدة عن المرأة وأعطاها مكانة محترمة في المجتمع، ويوضح القران الكريم أن التفاضل لا يقوم على الجنس الشخص، بل على الخوف والاحترام من الله تعالى والإيمان وحسن الخلق والإخلاص والتفاني له، لقد كشف الله تعالى عن الخطوات التي يجب أن تتخذها الزوجة لتضمن لها الحماية والاحترام في المجتمع؛ ولتجد الحب والكرامة التي تستحقها، كل هذه الإجراءات تفيد الزوجة وتسعى لمنع الإضرار بها.

أخلاق زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم واقتداء زوجات المسلمين بهن

هنا نذكر العديد من أخلاق زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي يجب على نساء المسلمين الاقتداء بها:

الطاعة للزوج

تم إدراج موقف عائشة زوجة  النبي محمد  صلى الله عليه وسلم الذي كان قدوة على أنها زوجة تطيع زوجها، كانت عادة السيدة عائشة أثناء وجودها في المنزل أنها تقوم دائمًا بالأعمال المنزلية كل صباح، دون أي شعور بالشكوى إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكانت تحاول دائمًا القيام بأعمالها المنزلية بشكل جيد واجتهاد.

العدل والغيرة والعناد على الحق

عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت عنيدة جدًا وغيورة ويصعب عليها الانصياع لكنها كانت عادلة جدًا، إن الجمع بين العديد من هذه السمات لا يمتلكه إلا الأشخاص الذين يتمتعون بأخلاق عالية وسلوك جيد.

الإخلاص

الإخلاص لأن مفتاح البيت السعيد هو الأمانة والإخلاص، أعطى الرسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة خيارًا بأمر من الله سبحانه وتعالى، إن أرادت البقاء مع الرسول صلى الله عليه وسلم بحياة بسيطة أو الحصول على الطلاق والحصول على الدنيا، فالجواب هو أنها اختارت البقاء مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم مهما كانت الظروف حتى يكون هذا ما يجعل عائشة تستحق حب النبي صلى الله عليه وسلم الذي أعطاه لها.

الاعتناء والصبر  على الزوج عندما يكون مريض

لما مرض النبي محمد صلى الله عليه وسلم اختار بيت زوجته عائشة ليسكن فيه حتى مات، من المؤكد أن السيدة عائشة كانت تهتم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم جيدًا وتعتني به حتى يتعافى، وقد مات النبي محمد في حضن زوجته عائشة رضي الله عنها.

الهدوء عند الغضب

عائشة زوجة الرسول كانت واحدة من النساء اللواتي يستحقون الثناء كمعيار للزوجة الصالحة وفقًا للإسلام وبالطبع يجب أن تكون نموذجًا للزوجة المسلمة، لديها قلب رقيق، مليء بالحب ودافئ، ومخلص للنبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى ذلك كانت عائشة زوجة تنشر السلام والمحبة دائمًا؛ حتى عندما تكون غاضبة.

مرافقة الزوجة زوجها في الأيام الصعبة

كانت أم المؤمنين السيدة خديجة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم امرأة صابرة على مساعدة رسول الله صلى الله عليه وسلم في استقبال الوحي الأول في غار حراء، وتقويتها وتهدئتها للنبي صلى الله عليه وسلم عندما نزل عليه الوحي، كما آمنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل الإسلام سراً، كانت خديجة زوجة الرسول وفيّة له على الدوام ورافقت الرسول صلى الله عليه وسلم في أصعب الأيام رغم أنها كانت امرأة من عائلة محترمة وغنية.


شارك المقالة: