أخلاقيات الطلاق في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


قد يؤدي الانهيار الأسري إلى اضطرابات عقلية لدى الشريك وأطفاله، والأزمات الزوجية لا تؤثر فقط على الزوجين ولكن عادةً ما يكون لها تأثير سلبي على علاقة كل من العائلتين ومن بينهم الأبناء، والمشكلة التي تظهر بين الزوجين عادة ما يسببها أحد الزوجين في أغلب الأحيان، مما يتطلب استراتيجيات لحل الصراع على كلا الجانبين، والالتزام بأخلاقيات الطلاق إذا حدث.

أخلاقيات الطلاق في الإسلام

قال تعالى: “الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”، سورة البقرة،229.

عند الطلاق يجب أن لا تؤثر حالة من الصراع والمرض النفسي والجسدي والسلوكي واضطرابات الشخصية عند الأبناء أو أحد من الزوجين، ففي بعض الأحيان ينتج ذلك سبب عدم الالتزام بأخلاقيات الطلاق التي نص عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؛ وينتج حالة من العداوة والكره غير المبرر، والكثير من الأمور التي تدمر العلاقة بين الأبناء والوالدين والعائلتين للأب والأم.

والطفل يجب أن يكون على علم أن الأسرة لم تعد داخل نواة واحدة، وأن هذا التفكك لا بد منه وضروري في الوقت الراهن؛ حتى لا يتأثر بالتأكيد بشعور الإحباط والتشاؤم والانطواء، والطلاق له أسباب ونتائج في المنظور الإسلامي، وله أخلاقيات يجب أن لا يتجاوزها أحد من أفراد الأسرة.

والطلاق أو إعلان الوالدين فشل زواجهم، قد يؤثر سلبًا على الأطفال، والكثير من الناس لا يحصلون على الطلاق بسبب الخوف من تأثيره على الأطفال، وبغض النظر عن الدافع والرغبة في الطلاق، فمن المرجح أن يؤثر الطلاق على الأطفال من نواح كثيرة، في حين أن العديد من الأطفال ينزعجون من الطلاق في البداية.

ويمكن للأسر الناتجة من الطلاق البقاء على توازن الشخصية من خلال الحفاظ على التكيف الصحي في حياتهم والتدرج في العلم بخطوة الطلاق، والطلاق هو من أعظم الأمور كرهاً وبغضاً في الإسلام، ولكن أحل الله تعالى الطلاق؛ كحل للعلاقات التي لا يمكن أن تستمر، فالطلاق يكون هو الحل الوحيد.

وعلى الرغم من أن الإسلام يبيح الطلاق؛ لأنه يصبح حتميا في بعض الحالات الاستثنائية، عندما لا يمكن للزوج والزوجة أن يجتمعا، وعندما يكون كل جهود المصالحة باءت بالفشل ولا مجال أمامهم إلا الطلاق، فيجب على الآباء المساهمة بأكبر قدر ممكن من الاستقرار، فعندما يحصل الطلاق يجب على الآباء تضمين نموذج القدوة لأبنائهم في التعامل والخلق في الطلاق، وتحمل المسؤولية المفروضة عليهم وتقديم المساعدة لأطفالهم.

وفي النهاية حتى في الدول الإسلامية لا يفهم الكثير من الأزواج جوهر وروح الرابطة الزوجية، يملأون حياتهم بالاكتئاب وعدم الرضا عن طريق إفساد هذه العلاقة المقدسة، والوصول بها إلى الطلاق، ويجب أن يمارس كلا الزوجين بأخلاقيات الطلاق، وفي الإسلام يفرض على الأزواج بالالتزام بعدم إهانة الطرف الآخر بسبب الطلاق، وعدم تكريه الأبناء به، وعدم تصعيد المشاكل وافتعالها بين الحين والآخر.


شارك المقالة: