أساليب العلاج في نظرية التحليل النفسي

اقرأ في هذا المقال


تحت مظلَّة التحليل النفسي يوجد 20 اتجاه يحاولون فهم الإنسان عقلياً وسلوكياً. إنَّ التحليلَ النَّفسيَ الفْرُويْدي يرجِعُ لطريقةٍ خاصّةٍ فِي العلاجِ، حيثُ يبوحُ المريضُ بأفكارهِ عبرَ التداعِي الحُر أو الأَوهامِ أو الأَحلامِ، حيثُ يكتشفُ المحلِّلُ صراعاتِ اللاشعورِ والَّتي تسبِّب أعراضَ المريضِ واضطرابِ الشخصيةِ ويفسِّرُها للمريضِ؛ ليفهم المريض وييسِّر العلاج. التحليل النفسي هو منهج تحليل العمليات العقلية اللاشعورية، إذ تُبين العلاقة بين الشعور واللاشعور وطريقة العلاج النفسي، إذ طوّرها سيجموند فرويد واعتبرت ناجحة على المستوى العلمي والعملي والعالمي والفكري أيضاً.

مسلمات نظرية التحليل النفسي

  • تعتقد هذه النظرية أنّ الطبيعة البشرية شريرة، بمعنى أنّ الإنسان في طبيعته شرير، أنّ سلوك البشر الذي يبدو خيراً، إنَّما يمثل حيلاً دفاعيّة يدافع بها الإنسان عن بواعث الشر في نفسه.
  • أنّ الأحداث في الطُّفولة والصراعات والعلاقات الأُسرية والإحباطات، لها أثر كبير في بناء شخصية الإنسان وسلوكياته السويّة والشاذة.
  • ترى هذه النظرية أنّ الشخصية تتكوَّن من 3 مكونات أو نظم ثلاثة من الطاقة هي الهو والأنا والأنا الأعلى.
  • يرى التحليليون أنّ الأنا تتعرض إلى ضغوط متناقضة، فالهو تريد إشباعاً للغرائز، هناك ضغط على الأنا الأعلى الذي يضغط في اتجاه التقيُّد بالمثاليات والجوانب الخلفية، هناك أيضاً الضغط المجتمعي المتمثل في العادات والقيم، المطلوب من الأنا أن توازن بين الضُّغوط الثلاثة، فإذا حصل ذلك كان الفرد في حالة من الاتزان وإنْ لم يستطع يحدث اضطراب في سلوكه .

أساليب العلاج في نظرية التحليل النفسي

التداعي الحر

يعتمد هذا الأسلوب على المريض، إذ يقوم بالإفصاح عن كل ما يدور في ذهنه سواء كانت أمور غير سارة أو غير مهمة أو ذات قيمة. يهدف التداعي الحر إلى الكشف عن الموضوعات والرّغبات والذّكريات التي يكبُتها المريض في منطقة اللاشعور، محاولة استدعائها إلى حيز الشعور بهدف الاستبصار بها، أيضاً إدراك العلاقة بينها وبين ما يعانيه من مشكلات واضطرابات حالية.

التحويل أو الطرح

حيث يقوم المريض بطرح كلِّ المشاعر والانفعالات التي بداخله على المُعالج، الذي يقوم بتفسير كل ذلك فيما بعد حتى يستبصر بها المريض، هناك ثلث أنواع من التحويل، نجد تحويل إيجابي يتسم بالحب والإعجاب، تحويل سلبي يتسم بالكراهية والنُّفور والتحويل المختلط الذي يجمع بين النوعيين السابقين.

المقاومة

هي المقاومة التي تظهر على المريض في بعض مراحل العلاج؛ ذلك للدفاع عن النفس من أجل عدم الكشف عن المكبوتات غير المرغوب في كشفها، مثل الخبرات الجنسية، العدوان تجاه الأبوين، تظهر تلك المقاومة بصور مختلفة، منها الكلام بصوت مسموع، الصمت الطويل، الانصراف عن المعالج، عدم الإصغاء إليه، الحضور المتأخر إلى الجلسات، عدم التقيُّد بمواعيد الجلسات المحدَّدة والاعتذار عنها.

تحليل الأحلام 

تعتبر الأحلام تعبير شعوري للاشعور، لكن أثناء النوم، فالحلم ما هو إلا مُحاولة تحقيق بعض الرغبات المكبوتة في اللاشعور، التي لا يمكن لها أن تتحقق في عالم الواقع. قد يكون الحلم تعليق على أحداث اليوم السابق والتي قد تكون بها مجموعة من الأحداث التي استثارت بعض مكونات اللاشعور. يقول مُؤسِّس التحليل النفسي أنّ الأحلام هي الطريق الأساسي إلى اللاشعور، لذلك تعتمد العمليّة العلاجية على تحليل الحلم بشكل أساسي. من هذه الأحلام ما يستطيع المريض تذكُّرها بكل محتوياتها وعناصرها، منها ما هو غير واضح المحتوى.

التفسير 

هو العلاقة الديناميكية بين المعالج النفسي والمريض، تحدث من خلال عملية التّداعي الحر والتحويل والمقاومة والأحلام، حيث يحاول المعالج النفسي ربط العلاقة بين السلوك وما به من مشكلات وخبرات المريض المكبوتة خلال مراحل نموه الأُولى.

أهداف التفسير

  • إحداث تغيير في سلوك المريض عن طريق الخبرات والأشياء التي تعوِّق أداءه في الحياة.
  • جعل المواد اللاشعورية شعورية.
  • تنمية البصيرة لدى المريض في مواجهة الصراعات التي تواجهه وحل مشكلاته.
  • إبعاد القلق والكشف عن الصراعات والمساعدة في حلها.
  • تسهيل عملية التداعي الحر وتحليل التحويل والتغلُّب على المقاومة.

الشروط التي يجب أن تتوفر في عملية العلاج النفسي

  • أن يكون المعالج التحليلي قد خضع هو نفسه لعملية التحليل على يد محلل نفسي، حتى يكون على دراية بمكونات نفسه اللاشعورية.
  • أن يراعي المعالج التحليلي أنّ ليست كلّ الحالات تتطلَّب علاج عن طريق التحليل النفسي.
  • من حق المريض أن يكون لديه بعض المعلومات عن طريقة العلاج الذي سوف يخضع لها.
  • الانتباه واليقظة من المعالج لكل ما يقوله العميل أو يصدر عنه من سلوك أو تعبيرات انفعالية.

شارك المقالة: