أساليب النظرية السلوكية

اقرأ في هذا المقال


تعد النظرية السلوكية من أهمِّ وأحدث النظريات التي تقوم على قواعد التعلم، تحتوي على فنيّات تستطيع أن تُحدِث تعديل أو تغيير إيجابي في سلوك الإنسان، فاحتلّت النظرية السلوكية مكان مهم منذ مطلع الستينات من القرن العشرين.

مؤسس النظرية السلوكية

تأسّست النظرية السلوكية من قِبل عالم النفس الأمريكي واطسون جون برودس، تمثلت اهتماماته الأولى في الفلسفة، ثمَّ انتقل إلى الاهتمام بدراسة علم النفس، فقد آمن هو وأتباعه أنّ السلوك الظاهري هو المصدر الوحيد للمعلومات التي يمكن الوثوق به، أيضاً قد أكّد السلوكيّون على أهمية البيئة في تكوين السلوك الفردي، فقد تركَّزت أبحاثهم بصورة رئيسة على علاقة السلوك الظاهري والمثيرات البيئية. أدرك واطسون أنّه من الممكن تغيير السلوك الإنساني من خلال عملية الإشراط، أيضاً يمكن توليد أيّ استجابة يريدها من خلال التحكُّم في بيئة الفرد، فقد اهتمّ الباحثون في معرفة ما هي النظرية السلوكية.

أساليب النظرية السلوكية

  • أسلوب التقليل من القلق والتوتر: هو الأسلوب الذي يعتمد على التقليل من معدّلات القلق والتوتر، التي يعاني منها الفرد بسبب تأثُّره بمجموعة من العوامل السلبيّة، يقوم فيها المعالج النفسيّ بالاستعانة بمؤثِّر مضاد لمؤثر القلق، يعتمد على مجموعة من المراحل العلاجيّة، حيث يساهم هذا الأسلوب في التخلُّص من المؤثِّر السلبي، استبداله بمؤثر إيجابي، عن طريق أن يحلّ محله بالتدريج.
  • أسلوب التسلسل: هو من أساليب العلاج السلوكي الفعّالة، التي تساهم في التخلّص من التأثُّر بالعوامل المؤثرة في السلوك الفردي، حيث يعتمد المعالج النفسي على وضع نموذج علاجي للحالة المرضية، بالاعتماد على مجموعة من الخطوات المتسلسلة، التي تساهم في تغيير طبيعة الاستجابة الخاطئة وتحويلها إلى استجابة صحيحة، من الأمثلة على هذا العلاج، مساعدة الأفراد على تخطّي خوفهم من شيء ما مثلَ الخوفِ مِن المُرتفعاتِ، عَن طريقِ الاستعانةِ بوسائِلَ مساعدةٍ عَلى الصُّعودِ التَّدريجيِّ لارتفاعاتٍ مُحدَّدَةٍ.
  • أسلوب التعزيز: هو من الأساليب العلاجية سهلة التطبيق، التي تعتمد على الدعم المعنوي والنفسي للفرد؛ ذلك لمساعدته على تخطّي السلوك السيئ أو السلوك غير المرغوب، عادةً يُستخدم هذا الأسلوب مع الأطفال، الطلاب في المدارس، الذين يعانون من اضطرابات نفسية أو إهمال متعمد لدراستهم، فيقوم المعالج النفسي أو المرشد التربوي أو الوالدين، بالاعتماد على أسلوب الثواب والعقاب في تعزيز سلوك مُعين، كلّما نجح الطالب في القيام بسلوك جيد تتم مكافأته، في حال صدر منه سلوك سيئ تتم معاقبته، في كلا الحالتين يجب على الشخص الذي سيعمل على تطبيق سلوك التعزيز، أن يكون حذر في التعامل مع الفرد أو الطالب؛ حتى يتمكّن من تحقيق نتائج إيجابيّة.
  • التعويد والكف بالنقيض: تهدف طريقة التعويد والكف بالنقيض إلى التخلُّص من بعض سلوكيات المرضى، مثل القلق والخوف، عن طريق التوحيد التدريجي للمواقف المُرتبطة بها، مع المحاولة في استبدال السلوك السيئ بسلوك آخر معاكس له، من خلال تعريض المصاب للقلق بشكل تدريجي، عن طريق استخدام التعرُّض الفعلي أو أسلوب التخيُّل.
  • تدريب المهارات الاجتماعية للطفل: يعدّ القصور في المهارات الاجتماعية بكلّ ما يتعلق بجوانب الضعف في التفاعل الاجتماعي الإيجابي، من الأُسس الرئيسية للاضطراب النفسي، مثل الخجل من إظهار الحب، القلق الاجتماعي، يتم تدريب الطفل على العديد من المهارات الاجتماعية من خلال ملاحظة النماذج أو لعب الأدوار أو تأكيد الذات.
  • العقاب وتكاليف الاستجابة: يكون ذلك عن طريق إحداث العقاب البدني أو اللفظي المنفِّر أو المؤلم للمصاب، عند قيامه بسلوك غير مرغوب فيه. تكاليف الاستجابة تعني حرمان المصاب من المدعِّم الذي كان يعود عليه بالفائدة في حال إظهار سلوك مُضطرب.
  • الإبعاد المؤقت: هو إبعاد المصاب لفترة قصيرة إلى مكان لا يحتوي على المدعمات النفسية أو الاجتماعية، خاصَّةً عند إظهاره للسلوك غير المرغوب فيه. فوائد الإبعاد هي القضاء على الموقف الذي يرتبط بالمشكلة، ممّا يساهم في الحد من التطورات السلبية، توفير بعض الرَّاحة للطفل لتأهيل سلوكه بهدوء، يتيح فرصة أكبر للمشرفين من أجل التحكم بانفعالاتهم. شروط الإبعاد المؤقت هي الالتزام بالهدوء، الابتعاد عن المناقشة، التذكير بالمشكلة، إهمال كافّة ما يصدر من المصاب من توسلات أو احتجاجات، تحديد فترة الإبعاد تبعاً لعمر المصاب، مع مراعاة أن تكون قصيرة أي بين 3-5 دقائق، لفت نظر المصاب لدور العقاب في إعطائه فرصة للتفكير بسلوكه لا لعقابه، تنبيه المصاب لضرورة التزامه بالهدوء؛ تجنباً لمُضاعفة وقت العقاب.
  • التجاهل: يكون ذلك عن طريق تجاهل بعض السلوكيات التي تختفي تدريجياً بالتجاهل، مثل البكاء المستمر. من شروط تطبيق التجاهل الفعال، تطبيق التجاهل بانتظام، الابتعاد عن الاحتكاك البصري حتى لا يرى تعبيرات وجهك، الابتعاد عن المصاب خلال إظهاره للسلوك الذي تم تجاهله، الابتعاد عن الوقوف أمامه أو إظهار تعبيرات الغضب بهدف إنهاء تصرفاته، الابتعاد عن الدخول في أي نقاش مع الطفل، الحرص على تجاهل المصاب فور حدوث السلوك، أيضاً الحرص على تجاهل السلوك لا الشخص نفسه.
  • التدعيم: يتم تصنيفه إلى مدعَّمات اجتماعية ومدعَّمات نشاطية ومدعَّمات مادية، تقسم هذه الطريقة إلى نوعين أساسيين، التدعيم الإيجابي الذي يعرّف على أنّه أي حدث يؤدِّي إلى زيادة تكرار السلوك وحدوثه، التدعيم السلبي الذي يعرّف بأنّه منع حدوث أي مُنفر عن ظهور سلوك مرغوب فيه، عادة ما يكون المدعم فعَّال، عندما يتوقف المدعّم على حدوث السلوك المرغوب فيه، عندما يكون محبوباً من قبل المصاب، من المفضَّل استخدام التدعيم المُستمر في بداية التعليم ومن ثمّ الانتقال للتدعيم المتقطع.

شارك المقالة: