يعتبر علم النفس العكسي أحد المفاهيم البسيطة بسيط؛ مثلاً إذا كنّا نريد من أحد ما أن يفعل شيء معين، لكنَّنا متأكّدون من أنّه لن يوافق على فعل الشيء الذي نريده حتى لو طلبناه بأسلوب لطيف؛ لذلك نحن نحاول القيام بالاحتيال على ذلك الشخص ليفعل ما نريد؛ من خلال أن نطلب منه أو تنبره بأن يفعل عكس ما نريد منه أن يفعل بشكل تام.
أسرار علم النفس العكسي:
يقوم علم النفس العكسي بتلبية الشيء الذي نريده من الشخص في أغلب الأحيان بدون جهد؛ ذلك لأنَّ الناس يمتلكون حاجة للاستقلال، قالت الدكتورة جانيت ريمون أحد الأخصائيين والمعالجين النفسيين في لوس أنجلوس: “أن تعتقد أنّك قمت بفعل شيء ما بإرادتك الحرة أفضل من اعتقادك بأنك قد فعلته مجبراً عليه أو تحت تهديد أو خوف من فقدان علاقة ترغبها”.
في العلاج النفسي يسمّى علم النفس العكسي بالتدخل المتناقض، في التدخل المتناقض يقوم المعالج النفسي بالطلب من العميل أن يشاركه في الحوار حول سلوك ما يحاول أن يغيّره، مثال على ذلك أن إذا يحاول العميل التوقف عن السرحان، يطلب منه المعالج أن يقضي ساعة واحدة يومياً في السرحان، الفكرة هي أنّ هذا يقوم بمساعدة العميل على التركيز في ذلك السلوك وأسبابه، فيرى أنّ هذا سلوك طوعي ومن ثَمّ يمكن التحكم به.
على من يعمل علم النفس العكسي؟
علم النفس العكسي أو التدخل المتناقض هو أحد المفاهيم الحديثة في مجال العلاج النفسي، مع ذلك من الممكن كذلك أن يعتبر فولكلور متداول، مثلاً يطلب من الآباء على مر التاريخ عدم تحذير أبنائهم من الزواج من شخص ما، خوفاً من أنّهم سوف يحاولون بشتّى الطرق على الفور الزواج من ذلك الشخص.، لكن هل يعمل ذلك على كل الأشخاص.
يقول خبراء علم النفس العكسي أنّه يعمل بشكل فعال مع الأشخاص الذيبن دائم ما يكونون مسيطرين على الأمور، كذلك الذي يتمرّدوا ويتصفوا بالنرجسية، أيضاً على الأشخاص الذين يتخذون القرارات بناءً على العاطفة بدلاً من حساب وتقييم الأمور بتأنِّ، لكنّ نجاح استخدامه يستند على ديناميكية العلاقة أكثر من اعتماده على نوع الشخصية.
استخدام علم النفس العكسي مع الأطفال:
أي فرد يقوم بالتعامل مع الأطفال هو في الغالب يستخدم علم النفس العكسي عليهم بدون أن يشعر، من الصعب أن يقوم الأطفال بفعل الأمور عكس ما يريد الأهل؛ لكن على الأقل في العديد من الأوقات ومثل الكثيرين منّا، لا يحبون أن يُملى عليهم ما يجب القيام به أو وما لا يجب، في تجربة معينة طُلب من طفلين في عمر السنتين عدم اللعب بلعبة معينة، فجأةً إذا بهم يريدون ويصرّون على اللعب بتلك اللعبةِ بالتحديد.
في تجربة أخرى طلب الأهل من أطفال أكبر سناً أن يختارو ملصق من 5 ملصقات إعلانية، التي تستعمل بعد ذلك في الإعلان عن شيء ما أياً يكن، فقيل لهم أن واحدةً من تلك الملصقات ليست متوفرة، وجدوا فجأة ذلك الملصق غير المتوفر هو المرغوب فيه تماماً، تُظهِر العديد من الدراسات كذلك أن بعض الإشارات التحذيرية تجعل المنتج أكثر إغراءً للأطفال، مثل تلك التي توضع في البرامج التلفزيونية العنيفة.
يمكن للأب أو الأم أن يستخدما علم النفس العكسي من أجل إطفاء بعض رغبات الأطفال الفطرية، ذلك من خلال أن يخيبوا آمالهم في تلك الرغبة، إلّا أنّه يجب أن يفعلوا ذلك بطرق مسؤولة، فكما يقول الخبراء “قبل كل شيء إذا كنت تقوم باستخدام علم النفس العكسي في كثير من الأحيان، فسوف يصبح الأمر واضح ولن يجدي نفعاً، حيث أنّك ستبدو كالمناور المبتذَل في نظر الأطفال، وهو بكل تأكيد ليس بالأمر الجيد”.
ينبغي ألّا نستخدم علم النفس العكسي السلبي أبداً في أي موقف، الذي قد يؤثر على الطفل واحترامه لنفسه، مثلاً لا تقم بإخبار ابنك أنك ستضع سيارته الكهربائية بعيداً، فمن الممكن أن لا يعرف كيف يبحث داخل المرآب المليء بالسيارات الخاص بدون خدش السيارة، بدلًا من ذلك يجب البحث عن طرق إيجابية وغير ضارة تستخدم بها علم النفس العكسي في تلك المواقف.
مثال أيضاً على علم النفس العكسي؛ الإبنة الصغيرة لا تريد أن تأكل على العشاء، يجب أن نخبرها أنّ لا مشكلة في ذلك وكما تريد، لكن عندما يقارب وقت العشاء على الانتهاء، فلنخبرها أنّه سيحين وقت النوم، بالطبع نحن تعلم النتيجة.