أسلوب الإرشاد النفسي بالقدوة الحية

اقرأ في هذا المقال


لمن يعتقد بأنّ تعدد الأساليب الإرشادية هو ضعف وتخبّط نقول له بأنه مخطئ، فالإرشاد النفسي يقوم على تعداد النظريات الإرشادية وتطوّرها وتعدّد الأساليب والنماذج الإرشادية، فكلما زادت الأساليب الإرشادية زادت خيارات حلّ المشكلة النفسية الإرشادية بطرق أكبر وأكثر فاعلية، لهذا فإنّ العمل الحديث يخرج في كلّ يوم بأسلوب إرشادي جديد يتناسب والواقع المكاني والزماني اللذان يعيشهما المسترشد، ويعتبر أسلوب القدوة الحيّة من الأساليب الإرشادية القديمة الحديثة في العملية الإرشادية.

ما شكل أسلوب الإرشاد النفسي بالقدوة الحية

1. الاختيار المناسب للشخصية النموذجية

تعتبر القدوة الحيّة شخصية قديمة أو جديدة تعتبر نموذجاً يعيش في مجتمع ما بصورة إيجابية تعدّ مثلاً يحتذى به في المواقف الإيجابية، حيث تمتاز هذه الشخصية بأمور لا تتوفّر في شخصية المسترشد، أو يعتقد المرشد النفسي أنّ هذه الخصال لا بدّ وأن تتجذّر في شخصية المسترشد بصورة ما من خلال تقمّص شخصية هذه القدوة من خلال اختزال بعض السمات بصورة صحيحة، والهدف من هذا الأسلوب الإرشادي هو أن يقوم المرشد النفسي بتعويض بعض النواقص التي يراها في شخصية المسترشد من خلال حثّه على أن يصبح مثل شخصية عامة مشهورة لا مجال للشكّ فيها.

2. التطبيق الصحيح للسمات والصفات دون تحريف أو تبديل

يقوم المرشد النفسي على إقناع المسترشد بضرورة اكتساب بعض الصفات والسمات التي يرى أنّها عير موجودة في شخصية المسترشد، حيث يقوم بسرد مجموعة من الأحداث والمواقف التي تجمّل تلك الشخصية وتخلّد ذكر هذه الصفات بصورة صحيحة دون تحريف أو تبديل، ويطلب من المسترشد آنذاك ان يقوم بتمثيل تلك الشخصية ومحاولة اكتساب بعض الصفات التي من الممكن قراءتها بصورة واضحة في شكل وهيئة وتصرفات القدوة الحيّة، ويشترط في هذا الصدد أن تكون الشخصية العامة ذات شهرة على نطاق واسع، وتمتاز بعدّة سمات يمكن أن يتخلّق المسترشد بها بالتعلّم.

3. الإيمان المطلق بأهمية القدوة الحية لتعديل السلوك

إن لم يؤمن المسترشد بالشخصية التي يرغب في اكتساب بعض الصفات منها، فلن يتحقّق الهدف من العملية الإرشادية بصورة صحيحة، عليه فإنّ رغبة وقناعة المسترشد بأنّ هذه الشخصية أو تلك من الممكن أن تؤثر عليه أو على سلوكه وطريقة تفكيره تعتبر عاملاً هاماً في الأسلوب الإرشادي بالقدوة الحية.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غير العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: