أسلوب الإشباع في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


تتعدّد الأساليب التي يمكن استخدامها كطرق يمكن من خلالها معالجة بعض المشاكل الإرشادية التي تتعلّق بالسلوك، ولعلّ مشاكل السلوك من أبرز المشاكل النفسية والسلوكية التي تحتاج إلى العديد من الجلسات والمقابلات والاختبارات الإرشادية، ولعلّ أبرز الأساليب التي يمكن استخدامها لمعالجة السلوك غير السوي هو أسلوب الإشباع الذي يعتبر من الأساليب الإرشادية الناجحة في العملية الإرشادية.

كيف يتم التخلص من المشاكل الإرشادية عن طريق أسلوب الإشباع

في حياتنا اليومية التي نمارها بصورة طبيعية يمكن لنا كآباء وأمهات أن نستخدم العديد من الأساليب الإرشادية أو العلاجية مع أبنائنا، ولعلّ جلّ الأساليب الإرشادية المستخدمة تتعلّق بأساليب التوبيخ أو الضرب أو الحرمان أو الجفاف العاطفي تجاه الفرد الذي يقوم بسلوك غير سوي، إلّا أنّ علم الإرشاد النفسي قد وجد أنّ هناك العديد من الأساليب الإرشادية الأخرى التي يمكن لنا من خلالها أن نتجاوز السلوك غير السوي ومن هذه الأساليب أسلوب الإشباع.

احترم حقوق المسترشد وكرامته من خلال أسلوب الإشباع

من خلال أسلوب الإشباع يمكن للمرشد أن يقوم بتوفير المعزّز الذي يؤدي إلى السلوك غير المرغوب بصورة كبيرة بصورة أكثر إنسانية واحتراماً للكرامة البشرية، حيث لا يتم منع المسترشد من السلوك غير السوي ولا يتمّ محاسبته أو معاتبته عليه، ويتم التعامل معه وكأنّه أمر طبيعي مع عدم إشعاره بأنّ هذا الأمر من الطرق العلاجية، في هذه الحالة يقوم المسترشد بتكرار الفعل أو السلوك غير السوي بصورة مستمرة دون وجود أي رادع أو مانع لذلك مما يؤدي إلى ملل المسترشد من هذا الفعل؛ والسبب في الكره أنه يدرك أنّ هذا الفعل غير شائع ومستهجن بين الآخرين مما يؤدي إلى نكرانه وتركه في نهاية المطاف.

عندما يضعف المعزز من السهل التحكّم في المشكلة السلوكية أو النفسية التي كانت تتكرّر بصورة غير اعتيادية، فالمسترشد الذي كان يتم منعه من اللعب مثلاً بصورة عنيفة يتمّ إعطاءه المزيد من الوقت من أجل ممارسة اللعب، وبعد أن يكتفي من اللعب المعتاد الذي كان يتمّ منعه منه يتم إعطاءه المزيد من الوقت أيضاً للعب بحيث يملّ من هذا الأمر ويصبح أمراً عادياً غير مستهجن، وبالتالي يشعر بأنّ الأمر قد فقد قيمته الأساسية ولم يعد بحاجة إلى القيام بالسلوك غير المرغوب.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غير العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: