تتعدّد الأساليب الإرشادية التي يقوم من خلالها المرشد النفسي بمحاولة احتواء المسترشد والسيطرة على المشكلة النفسية التي يعاني منها بصورة كبيرة، ويعتبر أسلوب التلمذة الإرشادي من أقدم الأساليب الإرشادية المتّبعة قديما ولا يزال العمل عليها حديثاً، حيث يقوم هذا الأسلوب الإرشادي على بناء علاقة تبادلية بين المرشد والمسترشد تقوم هذه العلاقة على مجموعة من القواعد والأسس الإرشادية التي تعمل على ربط العلاقة ما بين المعلم والتلميذ.
ما أبرز مبادئ ومخرجات العمل بأسلوب التلمذة الإرشادي
1. الاحترام المتبادل
من الطبيعي أن يقدّم المسترشد مجموعة من التنازلات في سبيل الحصول على أكبر قدر ممكن من المعرفة والتوجيه والإرشاد، ويعتبر هذا الأسلوب من أكثر الأساليب الإرشادية استخداماً في العصور القديمة والمتوسطة، ويقوم هذا الأسلوب على مبدأ الاحترام المتبادل وخاصة الذي يقدمه المسترشد لمعلمه المرشد، فالعلاقة أقلّ ما يمكن وصفها بأنها علاقة تقوم على التشاركية في محاولة التعلّم وكسب الخبرات وتبادل المعلومات بحثاً عن أفضل السبل الممكنة لمعالجة المشاكل الإرشادية.
2. اكتساب المعرفة والخبرة والمهارة
يحتاج المرشد النفسي إلى كثير من الخبرة والمهارة التي تساعده على تجاوز محن ومشاكل الحياة، ومن الطبيعي أن يصمت التلميذ في حضرة معلمّه؛ لأنه الأكثر خبرة وقدرة على قلب الموازين وتغيير الطموحات والأفكار الخاطئة إلى أخرى صحيحة، ولعلّ الخبرة التي يحاول المرشد من خلال الإرشاد النفسي إكسابها للمسترشد تعمل بصورة كبيرة على تغيير طريقة التفكير ونمط الشخصية، وهذا الأمر يساعد المسترشد في التخلّص من مشاكله الإرشادية المتعلّقة بالجانب النفسي بدرجة كبيرة، ويعتبر أسلوب التلمذة أسلوب علمي يستخدمه طلبة العلم لاكتساب العلم والمعرفة من قبل المختصين في مجال ما من قبيل الاحترام والتعلّم.
3. القدرة على التعلم وتغيير طريقة التفكير
يمكن للمسترشد من خلال أسلوب التلمذة أن يتعلّم من المرشد النفسي العديد من المهارات الحياتية التي تساعده على تجاوز المحن، وهذا الأمر من شأنه أن يساعد في تغيير نمط الشخصية بصورة مشابهة لشخصية المرشد النفسي، ويحتاج هذا الأسلوب الإرشادي جلسات إرشادية عديدة حتّى يتشكّل لدى المسترشد صورة عامة عن هذا الأسلوب وأبرز فوائده، وبعد ذلك يتشكّل دلى المسترشد القناعة في ضرورة التغيّر ليصبح شخصاً مشابهاً للمرشد النفسي بطريقة ما أو في مجال ما في العملية الإرشادية.