كيف يتم تطبيق أسلوب الضبط الذاتي في العملية الإرشادية؟

اقرأ في هذا المقال


يقوم علم الإرشاد النفسي على مجموعة من الأساليب الإرشادية الشائعة والتي يمكن للمرشد النفسي أن يطبّقها على المسترشد بحسب طبيعة المشكلة التي يعاني منها، وهذا الأمر يفتح المجال أمام المرشد إلى اختيار الأسلوب الإرشادي الأكثر توافقاً مع النمط السلوكي والفكري والنفسي للمسترشد واستخدامه بصورة تجريبية تمهيداً لتطبيقه بصورة رسمية ذات أهداف ونتائج وقيم خاصة لا يجوز الحياد عنها، ومن الأساليب الإرشادية الشائعة في الإرشاد النفسي أسلوب الضبط الذاتي.

كيف يتم تطبيق أسلوب الضبط الذاتي في العملية الإرشادية؟

إنّ المشكلة الإرشادية التي يعاني منها المسترشد ويلجأ نتيجتها إلى الإرشاد النفسي تتعلّق عادة بالسلوك غير السوي، أو السلوكيات التي تنافى مع قيم المجتمع وعاداته، لتجعل من الأشخاص الذين يمارسون سلوكيات مغايرة أشخاصاً مختلفين أو متطرفين في هذا المجال، ويقع على عاتق المرشد النفسي أن يقوم على تعديل هذا السلوك بأفضل الأساليب الإرشادية المستخدمة دون حدوث أي أثار جانبية سلبية على شخصية المسترشد، ويعتبر أسلوب الضبط الذاتي من أكثر الأساليب الإرشادية نجاحاً واستخداماً في عصرنا الحالي.

يوجد العديد من السلوكيات البشرية غير اللائقة والتي لا يصحّ أن يقوم المسترشد بالإفصاح عنها أو تداولها أمام العامة مثل السلوك الجنسي غير السوي، وهذا الأمر يحتاج إلى خضوع المسترشد إلى العملية الإرشادية والبوح بكافة المعلومات والتفاصيل والأسرار التي أدّت إلى حدوث المشكلة السلوكية تلك بصورة منطقية وموضوعية، ومن خلال الأسلوب الإرشادي الخاص بالضبط الذاتي يمكن للمسترشد أن يشارك في العملية العلاجية وان يتحمّل كافة مسؤولياته عن تعديل سلوكه في هذا الصدد.

الأمور التي يتم تعديلها من خلال أسلوب الضبط الذاتي:

يمكن للمرشد أن يقوم بمعالجة المشكلة الإرشادية تلك من خلال الضبط البيئي بداية، وذلك من خلال تغيير الظروف البيئة أو المعززات التي سمحت للمسترشد بالوقوع في مثل هذه الأمور، ويتم خلال هذه المرحلة تحييد المسترشد عن البيئة التي كان يتواجد فيها والتي كان يظهر من خلالها السوك غير السوي في محاولة لتعزيز الضبط الذاتي لديه، ويعتبر هذا الأسلوب من الأساليب التي يتم فصل المسترشد عن واقعه الذي سبّب له هذه المشكلة في محاولة للتحكّم في ذاته ومحاولة ضبطها بصورة مرّكزة أكبر وأكثر قيمة، وهنا يقوم المسترشد بعمل العديد من التغييرات الهامة في سلوكه من خلال إجراء تعديلات على العوامل الداخلية المؤثرة والخارجية أيضاً في هذا السلوك.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غير العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: