يحقّ للمرشد النفسي أن يستخدم الأسلوب الإرشادي الذي يتناسب مع استراتيجيته الإرشادية في التعامل مع حالة المسترشد وطبيعة المشكلة النفسية التي يعاني منها، ولعلّ ثقافة المرشد النفسي ومهارته ومدى قدرته على استخدام الأساليب والخطط الإرشادية التي تتناسب وواقع حال المشكلة، هي ما تجعل من المسترشد شخصاً قادراً على التوافق الفكري مع المشكلة النفسية الإرشادية بصورة إيجابية، ولعلّ أسلوب أسلوب ملء الفراغات من الأساليب المستخدمة بصورة كبيرة في الإرشاد النفسي، فما هي آلية عمل هذا الأسلوب الإرشادي؟
آلية عمل أسلوب ملء الفراغات في الإرشاد النفسي
1. إدراك الجوانب التي يحتاج إليها المرشد لنضوج شخصيته
لكلّ فرد من أفراد المجتمع مجموعة من السمات التي يتّصف بها والتي تجعله منفرداً عن غيره بالإيجاب أو السلب، ولعلّ العديد من أفراد المجتمع يوجد لديهم بعض السلبيات التي تشير إلى عدم نضوجهم الفكري والسلوكي، وبالتالي حاجتهم الماسة إلى ملء هذه الفراغات بما يتناسب وطبيعة الشخصية ومدى الثقافة التي يمتلكها الفرد، ولعلّ المسترشد الذي على قناعة بوجود مشكلة نفسية تجتاج إلى التعديل من السهل أن يتمّ التعامل معه بطريقة إيجابية تتناسب وواقعه الفكري وثقافة المجتمع التي نشأ عليها.
2.ملء أوقات الفراغ بأفكار مفيدة
لا بدّ وان يدرك المرشد النفسي أنّ المسترشد يعاني من فراغ قاتل في حياته الشخصية، والسبب من هذا الفراغ هو عدم القدرة على التأقلم المجتمعي والابتعاد عن الرفقاء لعدم القدرة على التوافق الفكري معهم، الأمر الذي يزيد من أوقات الفراغ لدى المسترشد وبالتالي التفكير بأمور غير منطقية، ولعلّ المرشد النفسي البارع يقوم على ملء أوقات الفراغ هذه بالمعلومات والصفات التي من شأنها أن تعود بالمسترشد إلى طبيعته الأصلية وأن يقوم بملئ فراغه بنفسه من خلال القراءة والكتابة والعمل الهادف في الإرشاد النفسي.
3. العمل على محاكاة الذات
لا يمكن أنّ يتغيّر شيء في شخصية المسترشد ما لم يتغيّر النمط الشخصي الذاتي لديه، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من فرصة القضاء على أوقات الفراغ السلبية لدى المسترشد واستبدالها بأخرى أكثر حيوية ونشاط وقدرة على تقبّل الواقع الذي يعيشه الفرد بصورة إيجابية مقبولة لدى المجتمع، ويعتبر هذا الأمر من أبرز الأمور التي يقوم عليها علم الإرشاد النفسي من خلال العملية الإرشادية.